لطفي لبيب
لطفي لبيب


حكايات| لطفي لبيب.. ملح السينما يذوب في قهر المرض

محمد رمضان

الأربعاء، 20 فبراير 2019 - 01:02 م

صعبة هي السينما حين يفر ابن بار بها من كاميراتها حتى لا تلتقط لحظات عجزه.. كسر لطفي لبيب حاجز السبعين لكن حانت لحظة المصارحة وعبر أثير إحدى الإذاعات بصم الرجل على ورقة إنهاء الخدمة ومهرها بـ «ختم المرض».


مضت سنوات و«عم لطفي» يتنقل بين أفلام الشباب داعمًا وعمودًا فقريًا حتى صار بمكانة «المكمل للغذائي» للسينما؛ لكن وحده المرض امتص ما تبقى من صحة لبيب معلنًا اعتزاله الفن بعد إنهاء ما تبقى من التزامات سينمائية ودرامية.. «مش قادر أقف قدام الكاميرا».

ممثل ابن نكتة
 

بنظرة حادة وأزياء منمقة للغاية لا تدرك للحظة الأولى أن خلفهما شابًا «ابن نكتة».. هذا ما نقلته صورة شهيرة له وسط أبناء دفعة «1970»، محمد صبحي ونبيل الحلفاوي وهادي الجيار، لكنه لم يكن يدرك أن القدر سحب ستة أعوام من عمره على الجبهة مقاتلا لتحرير الأرض والعرض، ثم أربعًا أخرى في عالم الغربة إلا أن حل العام 1981 حاملا خير السينما والمسرح.


via GIPHY

بين ضياع ملامح الوسامة بسبب الصلع المبكر وعدم التمكن على تقديم دور الأب، وقف الشاب «لطفي» حائرًا في منتصف الطريق فالشهرة غائبة والأدوار لم تأت بعد؛ لكنه كعادته المسرح يتحول إلى بحر كبير يعطي فرصة حياة لـ«سمك الفن» - أي الفنانين – وعبر مسرحيتي «المغنية الصلعاء» ثم «الرهائن» مع الفنانة رغدة، وجد لبيب ممرًا من «سم الخياط» لعبور واحدة من أصعب مراحل حياته.

 

via GIPHY

 

يحكي الرجل موقفًا حين علم بأنه الوحيد من أبناء دفعته الذي التحق بالخدمة العسكرية ووقف متحدثا للفنان الراحل سعد أردش فرد عليه: «أنت محظوظ ستعيش تجربة إنسانية فريدة»، غير أن لبيب أضفى على الموقف ضحكته المعتادة ولاحقه: «طب ما تيجي تعيشها معايا.. دخلت الجيش وقعدت 6 سنين ونص»، لينفجر استديو برنامج معكم منى الشاذلي بضحك غير عادي.

 

هم يضحك ويبكي

 

بين الهم المضحك والمبكي، وجد لطفي لبيب نفسه بقوة، فحين كان في أول مجموعة تعبر قناة السويس خلال خط بارليف، وقف ليشاهد سيارة الممثلين تتوقف أمامه لتصور مشاهد العبور على أرض الواقع، هنا تتوقف عجلة الزمن معه بكلمات قاسية.. «إحنا نحارب وغيرنا يصور ويتكرم.. هي دي الدنيا».

 

بمشاهد محدودة في «السفارة في العمارة»، منح لطفي شخصية السفير الإسرائيلي كوميديا مصرية من نوع خاص، حتى بدا الضحك للركب بين لبيب وعادل إمام؛ لكن على المستوى الشخصي يرى الرجل البسيط في هذا الفيلم.. «كان فاتحة خير علي اقتصاديًا وجماهيريًا وفنيًا».

 

اليوم وبعد مشوار طويل للطفي لبيب بات الرجل يحتفظ في تاريخه الفني بـ 111 فيلمًا و99 مسلسلا و10 مسرحيات؟! ورغم هذا الكم إلا أنه لا يزال غير مدرك لمدى تعلق الناس به وحبهم له.

 

حتى مع المرض بيهزر

 

 

من قمة الألم تخرج «النكتة» لكن تظل نكتة لطفي لبيب مختلفة وذات نكهة خالص.. «للأسف اكتشفت إني عندي فيروس سي.. ما كنتش أعرف إني مصاب ليه لأني شخص لا يجيد فن الصيانة.. روحت أعمل تحاليل عشان عملية ليزك في عيني طلع لي الموضوع دا وصلت لدرجة التليف.. الحمدلله إني كان معايا فلوس أجيب الدوا»

 

 

«أنا ما عرفتش حب الناس قوي لي كده إلا لما عييت.. ودا فضل ونعمة الحمدلله، القلق اللي انتوا كنتم فيه أنا حقيقي ما استحقهوش.. إن شاء الله هابقى كويس وأرجع لجمهوري».. عامان مرا على هذه الكلمات لكن الرجل الشقي لم يدرك أن المرض سيلاحقه مجددا ليجبره على التزام المنزل.

 

 

 

أنت مسلم ولا مسيحي؟!

 

يبدو الأمر صعبًا للغاية مع الفنان لطفي لبيب حين يتم طرح سؤال مسلم أم مسيحي، في النهاية «أنا مصري».. «بصراحة اللعب في الموضوع دا بقى مؤرف.. من امتى إحنا بقينا كده، مصر عبارة عن تورتة طبقات فوقية موزعة ما بين فرعونية ويونانية وقبطية وإسلامية».

 

أكل العيش

 

 

بعد مشواره الطويل يقف لطفي لبيب في المنتصف مصنفًا أعماله الفنية بين «طالح وصالح»، فالأول كما يسميه بتلقائية «مجرد أكل عيش» أما الثاني فهو ما سيتبقى له ولذلك بدأ التركيز على اختيار أعمال تشفع له عند الناس.

 

 

ومع كل ذلك، يؤمن هذا الرجل بأن المبدع الأول للعمل الفني هو المؤلف أو الكاتب في حين يظل الممثل أو المطرب مجرد أداة توصيل «مُبدع ثانٍ» إما أن يُحسن أو يسيء.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة