الأديبة أمنية طلعت
الأديبة أمنية طلعت


أمنية طلعت من غابة الأسى: «طعم الأيام» أحب أعمالي.. وأنتظر «القط مسروع»!

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 21 فبراير 2019 - 08:53 م

 

وسط أحزانها العميقة وأساها الفادح من أثر المفاجأة الداهمة التى روعتها فى واحد من أكثر الوجوه براءة ودماثة فى الوسط الثقافى، وهو أحد زملائها المقربين إلى نفسها، حدثتنا الأديبة والناقدة أمنية طلعت وهى تستخلص شتات روحها من أنياب الفجيعة على الشاعر والناقد وسام الدويك الذى رحل عن دنيانا فجأة يوم الأربعاء الماضى، وحرصت على أن تكون الصورة التى التقطها لها بنفسه هى التى تطل بها على القراء، فى حوارنا معها الذى حاول أن يخرجها من دائرة الأسى، وغابة الأحزان الملتفة حولها بالحديث عن جديدها، وملامح عالمها الإبداعى، إضافة إلى تجربتها الفريدة فى القصة، ومشروعاتها الواعدة فى مستقبل الأيام.

 

تنتظرين صدور روايتك الأولى الموجهة إلى الأطفال، فما السر فى انجذابك نحو هذا العالم؟

 

- لم يخطر ببالى أن أكتب للأطفال يوما، فالكتابة للطفل ليست سهلة وتحتاج إلى قدرات خاصة، ولكنى فى النهاية أم وكنت أحكى لابنى وابنتى حكايات من تأليفى وليدة اللحظة، لكنى لم أفكر فى تحويلها إلى كتاب أبداً، حتى قابلت القط «مسروع» فى مدينة دهب التى اعتبرها مدينتى الفاضلة وأقضى بها كل إجازاتى، كانت هناك قطة مع أربع قطط صغيرة فى المنزل الذى استأجرته، وكانت خائفة على أطفالها منى أنا وأسرتي، وكانت القطط الإناث يتبعن مواء أمهن ويختبئن معها فى غرفة مهجورة فى المكان، أما القط الذكر فكان شجاعاً ويقترب ليلعب معنا، وكان يفعل كل شيء بسرعة كبيرة وشقياً جداً، فأطلقت عليه اسم «مسروع»، تخيلته متمرداً على قوانين أمه التى تخاف من الإنسان فلقد كان مختلفاً تماماً عن القطط العادية فأنا أحب تربية القطط ولدى ست قطط فى منزلى، ولذلك بعد أن اضطررنا إلى تركه والعودة إلى القاهرة تخيلت أنه قط رافض للحياة التقليدية للقطط وبدأت أنسج له قصة فى خيالى، وكانت هذه هى الشرارة التى أشعلت الفكرة فى رأسى، ولم أكن أتخيل أن قصة «مسروع» ستصبح رواية كبيرة للأطفال. خفت من الأمر فى البداية فلا توجد فى المكتبة العربية رواية باللغة العربية للأطفال فى سن الثالثة، وحتى العاشرة وكلها قصص قصيرة مصورة، لكننى خضت المغامرة إلى النهاية، وقد تحمس لها الناقد د.هيثم الحاج على رئيس هيئة الكتاب وطلبها منى لتصدر عن الهيئة، مما اعتبرته تكريماً كبيراً لى، وأنا الآن فى انتظار صدور رواية «القط مسروع مرشد سياحى» قريباً وأتمنى أن تلقى قبولاً لدى الأطفال.

 

مجموعتك القصصية الفريدة التى تدور أحداثها فى عالم الطهى ودنيا المطبخ، ماذا عنها؟

- المتتالية القصصية «طبيخ الوحدة» نابعة من خبرة شخصية، فلقد مررت بتجربة إنسانية صعبة جداً كادت أن تعصف بى نفسياً عام 2006، ولأننى أعشق القراءة منذ طفولتى، ودائماً أؤمن بأن حل كل مشكلة فى الحياة موجود فى الكتب، بدأت أبحث عن حل لأزمتى النفسية فى كتب علم النفس والفلسفة فقرأت أبحاثاً عن أهمية ممارسة السباحة فى التخفيف من الضغط النفسى، فذهبت لتعلم السباحة وفى النادى لفتت انتباهى جلسات اليوجا فاشتركت بها ومن اليوجا دخلت عالم الفكر البوذى الذى يركز فى جزء منه على أهمية انتقاء الطعام للسمو بروحنا، فبدأت أتعلم طرق طهى جديدة ووجدتنى أنغمس تماماً فى عالم المطبخ الذى احتل جزءاً كبيراً من حياتى ووجدتنى أشعر بالسعادة داخله، فبدأت أقرأ عن الطعام وليس فقط كيفية إعداده وطرق طهيه، وغرقت فى القراءة عن تاريخ الطعام لدى الشعوب وتاريخ التوابل وتاريخ الخضراوات وتأثير الطعام على التحولات فى تاريخ الشعوب وهو ما لا يدركه كثيرون، ومن هنا جاءت لى فكرة «طبيخ الوحدة» التى بدأت بقصة واحدة ظلت حبيسة الأدراج ما لا يقل عن عامين حتى عدت لها مرة أخرى وأنجزت مشروع المتتالية القصصية التى لم أكن أتخيل أبداً أنها ستلقى كل هذا النجاح.


رواية «طعم الأيام» هل كان محاولة للإجابة على سؤال ماذا حدث للمصريين ما بين فترة غزو العراق عام 1990 وصولا إلى سقوط بغداد عام 2003؟


- «طعم الأيام» كانت محاولة للإجابة عن إحباطاتى الشخصية الخاصة بفكرة الوطن العربى الكبير الذى تمزق، ومزق حلم أجيال كان جيلى آخرهم، فنحن آخر جيل تربى على فكرة القومية العربية والوطن العربى الكبير، ولم أكن أتخيل أبداً أنها ستتحول إلى ملحمة تاريخية ترصد انهيار العروبة كفكرة فى تسعينيات القرن الماضى، فلقد كتبت أول نسخة من الرواية بطريقة الهذيان وعندما قرأتها لم تعجبنى فقررت تمزيقها وإعادة كتابتها مرة أخرى بوعى أكبر وبالفعل بدأت فى القراءة والبحث سواء فى الكتب أو فى الجرائد المصرية والعربية منذ عام 1990 مع غزو العراق للكويت وحتى سقوط بغداد 2003 مروراً بسقوط الاتحاد السوفيتى وضياع القضية الفلسطينية على طاولات مفاوضات أوسلو وتفجير برجى التجارة العالميين فى أمريكا وتأثير ذلك على المنطقة. كتبت الرواية ثلاث مرات، والكتابة الرابعة هى التى خرجت إلى الناس بعد حوالى ستة أعوام من البحث والكتابة والمراجعة، فهذه الرواية هى ملحمتى الأثيرة وأحب كثيراً لقب أمنية طعم الأيام الذى أطلقه علىّ الكثير من القراء.


فى روايتك «نسائى الجميلات» لماذا اخترت مدينة دبى لتكون مسرحًا للأحداث هذا العمل؟


- لقد عشت لمدة عشر سنوات فى دبى وأستطيع أن أقول بثقة شديدة إن دبى هى المدينة التى ساعدتنى على إطلاق روحى من سجنها الطويل، كما أن دبى مدينة صديقة للنساء وأعتقد جداً أنها مدينة النساء الفاضلة على الإطلاق، ففيها تستطيع المرأة أن تتحرك وتتنفس بحرية وتعبر عن نفسها وتحقق طموحاتها وتعيش بسعادة، ولذلك كانت هى مسرح أحداث «نسائى الجميلات» التى تحكى عن أربع نساء من بلاد عربية مختلفة اجتمعن فى دبى وبدأن فى تمزيق قيودهن وعقدهن التى تسببت مدنهن فى تكوينها داخل نفوسهن منذ الطفولة.

 

كانت مجموعتك القصصية الأولى «مذكرات دون كيخوتا»، ما سبب اختيارك هذه الشخصية لتكون بطل أول أعمالك الأدبية؟
- أنا شخص يتمتع بطبقات مختلفة من أنواع الهوس، وأنا مهووسة ببعض الشخصيات مثل شخصية إخناتون وشخصية سيدنا الحسين وشخصية دون كيخوت فى رواية ثربانتس التى قرأتها كثيراً جداً فى كل ترجماتها العربية، وكنت أعيش فترة طويلة من حياتى مرتدية عباءة دون كيخوت وأعيش الفروسية والنبالة بعد انتهاء هذا العصر فأتورط طوال الوقت فى مشاكل كثيرة وأزمات أكثر ولذلك خرجت مجموعتى القصصية الأولى «مذكرات دونا كيخوتا» ترجمة لحكاياتى مع فروسيتى البلهاء التى عشتها فترة طويلة.

 


كتابك «اتركى وانطلقى فى الحياة» هل هى البحث عن ماذا تريد المرأة فى الحياة المصرية؟
- «اتركى وانطلقى فى الحياة» كتاب يجمع كل أبحاثى عن وضع المرأة فى الإسلام ما بين التفسيرات التاريخية الشائعة والقراءات أو التأويلات الحديثة للآيات الخاصة بالمرأة فى القرآن أو الأحاديث، إضافة إلى مجموعة من المقالات الخاصة بنظرة المجتمع والذكر تحديداً للمرأة ونقاش لجدلية أن تكون ذاتها أو تكون مجرد تابعة.

 

هل ترى أن النقد لم يلتفت إلى مشروعك بقدر كافٍ؟
- لم أهتم بالنقد أو بالجوائز فأنا شخص بوهيمى جداً ولم أهتم كثيراً بأن أرسل أعمالى للنقاد أو أن أتقدم بأعمالى للجوائز وهذا لا يعنى ترفعاً منى ولكن بالفعل أنا لا انخرط فى الحياة الثقافية بشكل كبير، ربما لأننى مهتمة بأن أعيش الحياة أكثر من الكتابة عنها، وانشغلت طوال حياتى بابنى وابنتى وحياتى معهما، كما أن شغفى بالقراءة والمعرفة لا يترك لى مساحة للتركيز مع نفسى ككاتبة، لكننى مؤخراً بدأت أركز قليلاً فى الأمر وقد صدر كتابان للناقد الكبير مصطفى بيومى يحتويان على فصلين عن طعم الأيام وكان ذلك بترشيح من المترجم الكبير بشير السباعى.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة