العشوائيات تختــــفى من روضة السيدة
العشوائيات تختــــفى من روضة السيدة


«عقارب» العشوائيات تختفي من روضة السيدة

مصطفى متولي

الجمعة، 22 فبراير 2019 - 09:23 م

 

«لازم نتكاتف للقضاء على العشوائيات».. كلمات قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال افتتاح المرحلتين الأولى والثانية من مشروع «تحيا مصر» بحى الأسمرات.

إشارة بدء كانت كفيلة لتحويل عددا من المناطق العشوائية إلى مجمعات سكنية متكاملة خلال فترة زمنية قياسية، وكان من ابرز هذه المناطق التى تغيرت ملامحها منطقة « روضة السيدة» والتى لم تتغير ملامحها فقط بل تغير مستقبل ساكنيها بعد تطويرها وقرب افتتاحها وتسليم وحداتها السكانية الى الملاك.. شقق مجهزة ومفروشة بالكامل، فى عمارات بنيت على طراز معمارى فريد من نوعه، لتكون نقطة مضيئة فى ميدان السيدة زينب، تنطلق منها أشعة التطوير لتضيء المنطقة بالكامل.. فعلى مدار عامين ومنذ انطلاق عمليات تطوير تل العقارب وتحويلها إلى «روضة السيدة» تحولت المنطقة إلى كمبوند سكنى متكامل ينتظر سكانه.. «أخبار اليوم» رصدت مراحل تطوير المنطقة بداية من البدء فى تطويرها وتزامنا مع قرب افتتاحها خلال الفترة المقبلة.

البداية كانت بتصنيف منطقة «تل العقارب» كمنطقة من المناطق غير الآمنة ذات درجة خطورة ثانية أو بما يعرف بأنها سكن غير ملائم، ليبدأ صندوق تطوير العشوائيات أولى خطوات التطوير بتوقيع برتووكول تعاون مع محافظة القاهرة خلال عام 2016 لتطوير المنطقة، والتى تبلغ مساحتها حوالى 7.5 فدان ويبلغ عدد سكانها تقريبا 3561 نسمة أى ما يقرب من 860 أسرة

قبل التطوير

حجم انجاز رهيب تم خلال عامين منذ بدء العمل الفعلى فى المنطقة بعد حصر الملاك الأصليين والتأكد من أوراق الملكية خلال عام 2016، ليبدأ العمل فى إزالة العشش نهاية 2016 وتظهر ملامح المنطقة فى التغيير تدريجيا ليكتمل المظهر الحضارى الذى يراه كل من يعبر بجوارها.

تحول كبير وتغير كامل بنسبة 180 درجة بل ان من كان يعيش بالمنطقة أصبح لا يصدق ما أصبحت عليه، فالمنطقة والتى عرفت بتل العقارب سابقا وكانت اسما على مسمى طبقا لبعض سكانها، نتيجة تدنى مستوى المعيشة بها، وانتشار العشش، حيث كان أغلب المبانى بها يزيد عمره على 40 عاما، وتتراوح بين دور إلى ثلاثة أدوار، ونسبة المبانى المتصلة بشبكة المياه بالمنطقة تبلغ 27.5 % من مبانى المنطقة، وباقى سكان المنطقة تعتمد على استخدام الحنفيات العامة للحصول على مياه لاستخدامها.

وطبقا لاحصائيات صندوق تطوير العشوائيات، فإن نسب الأسر التى تعيش فى سكن مكون من غرفة واحدة تبلغ 56 %، بينما التى تعيش فى غرفتين تقدر بـ13 %، بينما لا تتعدى نسبة الأسر التى تسكن فى ثلاث غرف إلى نسبة 15% من سكان المنطقة.

صعوبة التربة بالمنطقة كانت أحدى الصعوبات التى واجهت الشركة المنفذة، حيث ان طبيعة التربة وطبوجرافية الموقع، عبارة عن تلة مرتفعة عن المنطقة المحيطة بارتفاع يتراوح من ٤ : ١٢ متر، وهى عبارة عن تبة من طبقات من الردم مختلفة التكوين من رمل وكسر وطوب وحجارة ومخلفات مواد بناء وقمامة ومواد جيرية تمتد من سطح الأرض الطبيعية فى الموقع وحتى عمق بين 4: 6 أمتار

التنفيذ والتصميم

لتتناسب منطقة تل العقارب والتى تم تغيير اسمها لروضة السيدة بعد أن بدأت ملامح التطوير فى الظهور، مع طبيعة ميدان السيدة عائشة، تم بناء الفكرة التصميمية على محاكاة النسق المعمارى الإسلامى لمنطقة السيدة زينب والشهيرة بالطابع الإسلامى المميز والمشربيات الخشبية.

ويتكون المشروع من عدد 16 عمارة سكنية تحتوى على 816 وحدة سكنية و344 محلا تجاريا، وكل عمارة تتكون من دور أرضى وخمسة أدوار متكررة وتتنوع العمارات السكنية بين ثلاثة نماذج طبقا لمساحتهم، حيث تتراوح بين 65م و72م، و82م، و92م، وتقسم الوحدات السكنية لغرفتين وصالة وثلاث غرف وصالة.

«كمبوند» متكامل

وبعد مرور ما يقرب من عامين أصبحت «تل العقارب» سابقا «روضة السيدة» حاليا أشبه بالمزار السياحى ذات التصميم الفريد من نوعه بالمقارنة بما يحيطها من مساكن عشوائية أخري، بل وأصبحت كمبوند سكنيا متكامل الخدمات، فالشوارع تم رصفها بالانترلوك، بعد وضع أعمدة الإنارة وتحديد الأرصفة وزراعة الأشجار بها، والانتهاء من شبكات الصرف الصحى والكهرباء وخطوط الغاز والتليفونات بالإضافة إلى زراعة النخيل بمدخل المشروع والانتهاء من اللوحة التذكارية للمشروع.

بل وتم فرش الوحدات السكنية بشكل كامل وبجميع الأجهزة الكهربائية، فطبقا لمحمد السيد مسئول بمؤسسة بيت الزكاة والصدقات المصرية التابع لفضيلة شيخ الأزهر الشريف، فإن بيت الزكاة يقوم بفرش جميع الوحدات السكنية بكل الأجهزة الكهربائية وغرف النوم والمعيشة، وتم الانتهاء من فرش 300 وحدة سكنية بالكامل من وحدات المشروع، وسيتم الانتهاء من باقى الوحدات خلال 15 يوما.

وصرح الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان، بأن الوحدات السكنية بمشروع «روضة السيدة - تل العقارب سابقاً» بالسيدة زينب، تستعدلاستقبال ساكنيها، بعد فرشها بالكامل تمهيدا للافتتاحها خلال الفترة القادمة.

وأكد  الجزار أن مشروع «روضة السيدة - تل العقارب سابقاً»، وهو أحد المشروعات التى يتم تنفيذها ضمن جهود الوزارة لتطوير المناطق العشوائية غير الآمنة، أصبح علامة مميزة فى منطقة السيدة زينب بوجه عام، ويلقى تصميم المشروع إشادة من الجميع، حيث إنه مستوحى من روح المنطقة، وتم تنفيذ التشطيبات على أعلى مستوى، موضحاً أن الوحدات الجديدة المؤثثة ستحقق جودة الحياة لأهالينا من السكان.

إرادة وعزيمة

تحويل منطقة من بؤرة عشوائية إلى كمبوند سكنى متكامل يحتاج إلى ارادة سياسية ورجال يتحملون المسئولية التى كلفوا بها، ومنهم المهندس خالد صديق، المدير التنفيذى لصندوق تطوير العشوائيات، الذى قال إن الإرادة السياسية ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى نجحت فى التعامل مع ملف العشوائيات والذى تجنبت الحكومات المتعاقبة التعامل معه، إلى أن أصبح قنبلة موقوتة تهدد حياة سكانه والمناطق المحيطة به.

وأوضح صديق أن تكلفة تطوير المنطقة وتحويلها من « تل للعقارب» إلى روضة للسيدة بلغت 330 مليون جنيه، لتطوير المنطقة وبناء 816 وحدة سكنية، سيتم تسكين حوالى 550 أسرة، سيعودون جميعًا دون استبعاد، منهم من انتقل منهم بشكل مؤقت للسادس من أكتوبر، ومن حصل على قيمة إيجارية وأجر بمعرفته.. ويؤكد صديق: أن روضة السيدة كانت من أخطر البؤر العشوائية فى منطقة السيدة زينب، ولكنها الأن اصبحت نقطة مضيئة فى منطقة السيدة، وسنقوم بتطوير عدد من المناطق بالمدينة تباعا، حيث تم تحديد 5 مناطق مع مجلس الوزراء للبدء فى تطويرها بالمنطقة ومنها منطقة الطيبى المواجهة لروضة السيدة، مضيفا أن هناك ما يقرب من الـ300 وحدة سكنية ستكون خالية بعد ان يتم تسكين سكان الروضة، وسيتم نقل عدد من سكان منطقة شارع السد البراني، حيث يتم حاليا إجراء عمليات الحصر لسكان المنطقة تمهيدا لاخلائها ووضع مخطط لتطويرها خلال الفترة المقبلة، بناء على تعليمات د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء الذى وجه بأن يتم تطوير منطقة السد البرانى لتكون مكملة لمنطقة روضة السيدة.

وأوضح صديق أن وزارة الإسكان أعلنت عن طرح 99 محلاً تجاريا، وصيدليتين، بمساحات تتراوح بين 9 و166 م2، أسفل عمارات مشروع روضة السيدة «تل العقارب سابقاً وذلك للبيع بالمزاد العلنى يوم الأحد المقبل، بالتعاون مع محافظة القاهرة، وصندوق تطوير المناطق العشوائية، بهدف الاستفادة من تلك المحلات وتوفير خدمات اضافية للسكان.. وأكد صديق أن تسكين الأسر سيبدأ خلال الفترة المقبلة، وسيدفع المواطنون رسوما شهرية رمزية، تتراوح من 300 - 400 جنيه، وهذا بالنسبة لمن كان مستأجرا بعقود رسمية، ولكن من كان من ملاك المنطقة فسيحصل على الشقة بالتمليك.

وعد فأوفى

وخلال جولتك بالمشروع تسمع اسم الرئيس عبد الفتاح السيسي، مرة بالدعاء ومرة بنسب الفضل إليه فى تحويل المنطقة إلى مجمع سكنى متكامل والقضاء على العشوائيات، واستطاع بقرار واحد أن يقضى على العشوائيات بالمنطقة ويخلق فرص عمل لأهاليها.

محمد أحمد حسين، مشرف أمن بالمشروع، وأحد سكان المنطقة قبل تطويرها، قال إن صندوق تطوير العشوائيات وفر لعدد كبير من الأهالى وظائف داخل المشروع فى مختلف التخصصات بين عمال فى البناء ومشرفى أمن ومساعدين، لافتاً إلى أن هذه الوظائف ساعدتهم بشكل كبير على متابعة العمل داخل المشروع، والاطمئنان على أن الحكومة ستوفى بوعودها وتعيدهم من جديد إلى المنطقة.

وأوضح حسين، أن أهالى المنطقة قرروا وضع صورة للرئيس عبد الفتاح السيسى على مدخل المشروع عقب الانتهاء منه، اعترافاً بفضله الكبير على أهالى المنطقة الذى حول حياتهم 180درجة، مضيفاً أن جيرانهم بمنطقة السيدة زينب يريدون الانتقال إلى تل الأمل بعد تطويرها بعد ان رأوا سرعة التنفيذ داخل المشروع، والعمارات السكنية التى تقوم الحكومة بتنفيذها للأهالي. 

ويحكى سيد كريم، أحد قاطنى المنطقة قبل التطوير، والذى يعمل بالمشروع باليومية عن أنه أصبح يضمن مستقبل أسرته خاصة بعد أن تغيرت ملامح المنطقة بالكامل، وتحولت العشش إلى حى سكنى متكامل يفتخر كل من يسكن به أو ينتمى إليه.. ويؤكد عبد الكريم عوض أحد العاملين بالمشروع أن أهالى المنطقة سيكونون أول من ينتخب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد أن رأوا العشوائيات التى تحولت إلى مدينة سكنية متكاملة لا ينقصها شيء.

ومن جانبه يقول محمود إسماعيل احد سكان المنطقة، إن التطور الذى أصبحت عليه المنطقة، يعوض كل يوم انتظرناه، وكل يوم عشناه فى مدينة 6 أكتوبر التى انتقلنا إليها لحين الانتهاء من تطوير المنطقة، مضيفا انه كان يأتى يوميا من مدينة أكتوبر بصحبة زوجته وابنائه، بسبب عمل زوجته بمستشفى مجاور للمنطقة، وارتباط أبنائه بمدارس فى المنطقة.. كما تؤكد سيدة إسماعيل أنهم لم يقتنعوا بكلام المسئولين إلا بعد أن رأوا حى الأسمرات والوحدات السكنية التى تم تخصيصها لسكان المناطق العشوائية، إضافة إلى وعود الحكومة المتكررة وكلام الرئيس عن توفير حياة آدمية لسكان العشوائيات، وبالفعل تحقق كل وعد من وعود الرئيس، فاليوم ننتظر أن نتسلم شققنا والتى تم فرشها بالأثاث والأجهزة الكهربية، وهذا ما لم نحلم به أبدا، ولكن الحكومة والرئيس السيسى أرادوا ان يعوضونا عن سنوات العذاب التى عشناها فى المنطقة.

منطقة الطيبى

من جانبه أكد حسام رأفت رئيس حي السيدة زينب، أن الحى يقوم حالياً بحصر ملاك منطقة الطيبى المواجهة لمنطقة روضة السيدة تمهيدا لإزالتها وتطويرها اسوة بروضة السيدة، مضيفا انه من المقرر ان يتم اطلاق اسم «روضة السيدة 2» عقب الانتهاء من تطويرها.

أهالي منطقة الطيبى وافقوا على الانتقال لحين الانتهاء من تطوير المنطقة ولكن وضعوا عددا من الشروط أبرزها تعويضهم عن ملكية الأرض والمبانى التى سيتم هدمها أو البناء عليها، فقالت الحاجة أم حسام، والتى تعد من اقدم ساكنى المنطقة، إنها توافق على الانتقال لحين الانتهاء من تطوير المنطقة ولكن لابد ان تقوم الحكومة بتعويضها ماديا عن هدم منزلها، حيث أنها تمتلك منزلا كبيرا بالمنطقة، مضيفا أننا نثق فى الحكومة خاصة وان أمامنا خير دليل على صدق كلامها ووعودها وهو منطقة روضة السيدة.

وأشار عبد التواب أحمد، أحد قاطنى المنطقة،إلى أن الحى قام بحصر عدد من المبانى بالمنطقة والسؤال عن عقود الملكية ليتأكد من صحتها، وذلك تمهيدا لتطويرها، مضيفا اننا نأمل فى أن يتم التطوير سريعا كما تم فى منطقة روضة السيدة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة