وزير الخارجية اليمني خالد اليماني
وزير الخارجية اليمني خالد اليماني


وزير الخارجية اليمني: مصر مركز ثقل الأمة العربية.. وتقدم الكثير دون مقابل | حوار

نادر عيسى- حسن عادل- رياض محمد جعيصة- محمود عبدالعزيز

الأحد، 24 فبراير 2019 - 11:43 ص

وزير الخارجية اليمني: مصر ملاذ الأمة العربية ومركز ثقلها
عقد القمة العربية الأوروبية في مصر له دلالة كبيرة
ما حققناه في ستوكهولم لا يقبل الفشل
على الأمم المتحدة أن تكون أكثر حزماً مع الحوثيين
لن نقبل بتكرار تجربة حزب الله على أرض اليمن
نريد للجرح العربي أن يلتأم ليعود اليمن قويًا
السلاح حق أصيل للدولة.. ولا يحق لجماعة سياسية امتلاكه
ترك السلاح شرط دخول الحوثيين للعملية السياسية باليمن
على المجتمع الدولي أن يكون أكثر حزمًا من الحوثيين
من المتوقع أن ينسحب الحوثيين من الحديدة خلال أيام
مصر تستعوب مليون لاجئ يمني دون شكوى
بعض الدول «الصغيرة» لا تقدم شيء لللاجئين ولكنها دائمة الشكوى
مصر دائما تفتح زراعيها للاجئين دون مقابل
عدن عاصمة اليمن الاقتصادية.. والحكومة تعمل بالكامل من هناك
الرئيس اليمني هو رمز الشرعية في البلاد
دائمًا ما نعطي الفرصة للحوثيين للعودة إلى الوطن الكبير

«اليمن السعيد» جملة بدأنا أن ننسى معانيها بسبب العديد من الأزمات التي يعيشها البلد الذي كان هادئ منذ سنوات، إلا أنه الآن لا يمر به يوم واحد دون جرح جديد، وألم يعتصر قلوب اليمنيين على وطنهم الذي حاول فصيل سياسي الاستيلاء عليه.

وعلى هامش مشاركة اليمن ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي بالقمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ، التقت بوابة أخبار اليوم بوزير الخارجية اليمني خالد اليماني للحديث عن القمة والدور المصري في الأزمة اليمنية وطرق حلها.

بداية.. ما هي دلالات مشاركة اليمن والرئيس عبد ربه منصور هادي في القمة العربية الأوروبية؟

عندما نأتي إلى مصر نأتي إلى بلدنا الثاني، ونحمل لها الكثير من المشاعر الجياشة؛ فالشعب المصري شعبا شقيقا وسند لكل أخوانه العرب وتحديدا الشعب اليمني.

وطالما كانت مصر ملاذًا لليمنيبن في هذه الأزمة، وهناك أكثر من مليون يمني يسكنون في مختلف مدن مصر بداية من القاهرة وإلى عمق الريف المصري؛ ونشعر دائما أننا وسط أهلنا، ودائما ما يحفظون آواثر الأخوة.

وكما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن ما يحدث ف اليمن يحظ في نفسه كما يحظ في كل مصري، هذه المشاعر  كنا نتوقعها من شعب عزيز علينا كالشعب المصري الأخ الأكبر لنا جميعا.

ومشاركة رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي في القمة الأولى لجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبية له دلالة كبيرة، وأن تعقد هذه القمة في مصر فهذه الرمزية الأكبر، لأنها تعقد في ملاذ العرب ومركز ثقل الأمة العربية، ومصر هي المركز الذي تلتف إليه كل الشعوب العربية.

وما هي دلالات عقد القمة العربية الأولى في مصر؟


ننظر جميعًا لمصر على أنها على أنها رأس العرب، ونحن دائما نأتي إليها لنناقش الجانب الأوروبي في الكثير من القضايا المشتركة بيننا فهناك قضايا مكافحة الإرهاب الذي يشكل خطرًا داهمًا على ضفتي المتوسط.

وأيضا قضايا اللجوء، التي عانت منها الدول الأوروبية من اللجوء نتيجة للصراعات في المنطقة، وهناك قضايا كثيرة مشتركة؛ وأبرزها هي القضية الفلسطينية ونحن دائما كنا نعتبر أوروبا تقف بجوار العرب في رؤيتهم للسلام، والمبادرة العربية لازالت على طاولة البحث ونعتقد أن هناك الكثير من الاستعداد والتفاهم الواضح من قبل الدول الاوروبية مع العرب في مفهوم السلام لبناء دولة مستقلة للشعب الفلسطيني وعاصمتها القدس، ومن هنا نريد أن نضع نهاية لهذه الصفحة المأسوية من تاريخنا في المنطقة.


هل من المُنتظر أن تكون قضية اليمن مطروحة على طاولة المناقشات خلال القمة العربية الأوروبية؟

اليمن ليس موضوعًا في حد ذاته، ولكنه جزء من المصاعب والمشاكل التي تمر بها المنطقة، لن يكون وهناك محور محدد نتحدث عنه، ولكن نريد أن نتحدث في هذه القمة عن المشتركات، ومصر ستشكل القاعدة الدائمة لهذا الحوار المتصل بين الشعوب العربية والدول الأوروبية.

وأتوقع أن تكون هذه القمة أحد الخطوات الهامة في بناء علاقة استراتيجية تجمع الشعوب عبر ضفتي المتوسط وباقي الدول العربية والأوروبية.

تلقيت وعدًا من الأمين العام للأمم المتحدة بانسحاب الحوثيين من الحديدة.. لماذا لم ينفذ حتى الآن؟

نعتقد أن ما حققناه في ستوكهولم يجب الحفاظ عليه ولا يقبل الفشل لأنه سيعدنا إلى مربع العنف وإلى المزيد من القتل والتدمير لمقدرات الشعب اليمني، ومن هنا كانت رؤية الرئيس عبد ربه منصور هادي أن ما حققناه في ستوكهولم خطوة في تحقيق السلام، وأيضا لبناء الثقة بين الطرف الحكومي والحوثي.

وماذا عن الاتفاقيات الموقعة مع الحوثيين التي تنتهي بمصافحة دون تنفيذ؟


وقعنا مع الطرف الحوثي خلال سنوات النزاع أكثر من ٧٥ اتفاقا، ولكنهم لم ينفذوا أي اتفاق أبدا، ولكننا نعتقد أن اتفاق ستوكهولم هذه المرة مختلفة عن ما سبق لأن هناك المراقبين الدوليين، ونتطلع أن يمارس الأمين العام للأمم المتحدة دورا قياديا عبر مبعوثه الخاص إلى اليمن ليكون أكثر حزما مع الطرف الإنقلابي.


والخروج من الحديدة مبدأ أساسي يقوم عليه قرار مجلس الأمن؛ فإن قبلت الميلشيات الحوثية بمبدأ الانسحاب وتسليم الأسلحة فبالتالي ستكون جزء من العملية السياسية المستقبلية التي نتطلع لصياغتها في اليمن.


وما هو الحل للأزمة اليمنية المستمرة منذ سنوات؟

نحن أمام تحديا تاريخيا لإنجاز هذه المهمة التي لا نريد الفشل فيها، وأن يقر الطرف الإنقلابي بأنه لا مخرج لمشاكل اليمن إلا بقبول شروط السلام التي لا تقصيه من المعادلة السياسية، فإن قبل الطرف الإنقلابي بأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال بأن تكرر تجربة حزب الله في اليمن دون ذلك فهم شركاء في الوطن.

وهل توجد أطراف خارجية تريد أن يظل اليمن أثيرًا للصراعات؟
 

هناك إيران ومن خلفهم كل الدول الداعمة لإيران، وموقفنا واضح فيما يتصل بدعم التوجهات لفرض احتواء السياسة التوسعية الإيرانية في المنطقة، ومن هنا نؤيد السياسة الأمريكية في المنطقة، ومن خلف إيران هناك مجموعة من الدول التي تريد تمارس الابتزاز والدول القيادي.

وكيف ترى الدور القطري في اليمن؟

لا أريد أن اتحدث عن هذا الأمر فنحن نريد للجرح العربي أن يلتأم، ولكن هناك العديد من الأطراف تلعب على الصراع وتموله وتريده ان يستمر إلى ما لا نهاية وسبق وتحدثت مسبقًا عن وجود مؤشرات نراها يوميًا إلا أننا نريد للجرح العربي أن يلتأم فنحن بإلتئامه نكون أقوى

كيف تواجهون مشكلة سلاح الحوثيين؟


قرار مجلس الأمن 2216 تحدث عن هذه المشكلة وقال إنه لا يمكن لأي مليشيات الحصول على الأسلحة الثقيلة بالدولة، فهيبة حمل السلاح تكون مكفولة للدولة فقط، وعلى الحوثيين أن يقبلوا بتسليم السلاح شرطا لكي يدخلوا إلى العملية السياسية، ولا يجوز لهم امتلاك الصواريخ والأسلحة المتطورة التي زودتها بها إيران.

وتقرير فريق الخبراء الصادر قبل شهرين تحدث عن الأسلحة التي تصل للحوثيين من إيران، بالإضافة إلى المشتقات النفطية التي تباع في السوق السوداء لكي يزيدوا من أمد النزاع في اليمن، بالإضافة لاستخدام الحوثيين للأطفال كدروع في القتال، وكذلك سرقة الأغذية والمساعدات الإنسانية كل تلك الانتهاكات صدر بها تقرير عن الأمم المتحدة.

ويقوم الحوثييون بتحويل المواد الغذائية عن وجهتها الدولية وكل هذا يحمل المجتمع الدولي مسئولية أكبر للضغط على تلك الميليشيات لإيقاف كل هذا.

وكيف ترى طريقة حل تلك الأزمة؟ 

نتعامل مع ميليشيات لا تحترم القانون الدولي ولا تعترف به، وعلى المجتمع الدولي ألا يتفاوض معها، بل يجب أن يضغط عليها لكي لا نكرر تجربة حزب الله في لبنان التي أدت لمزيد من العنف، ولذلك نحن نقول أن على هذا المكون أن يترك مربع العنف وأن يسلم بأن يكون جزء من العملية السياسية دون ذلك لن أقبل أنا كسياسي أن أجلس مع طرف مدجج بالسلاح ونتحدث بالسياسة.

وعلى المجتمع الدولي أن يلعب دوره وفق القانون الدولي، وعلى الأمم المتحدة ألا تلعب بقضية المعايير المختلفة والكيل بمكياليين التي تهدد الاستقرار بالمنطقة.

صدر بيان عن مجلس الأمن قرار بإعادة الانتشار بميناء الحديدة وانسحاب الحوثيين.. كيف تراه ؟

البيان الصادر أكد على تنقيذ القرارين 2451 و 2452 وأكد على إعادة الانتشار ومن المتوقع أن يقوم الحوثيين بالانسحاب من مينائي الصريف وراس عيسى ثم بعدها الانسحاب من ميناء الحديدة يعقبه فتح ممر آمن للمساعدات الإنسانية للوصول إلى مطاحن البحر الأحمر.

وفي تلك المطاحن يوجد 10% من مُجمل خطة الاستجابة الإنسانية لبرنامج الأغذية العالمي، وأحرق الحوثييين جزء منها، بينما لازال يوجد بها كم هائل من القمح يكفي 5 مليون من السكان لمدة شهر وينبغي أن يوزع على مستحقيه لذلك أطالب الحوثيين برفع التحصينات والألغام لكي تتمكن الأمم المتحدة من الوصول إلى الأراضي التي يسيطرون عليها. 

هل إعادة الإعمار من ضمن خطط الحكومة اليمنية؟


بالتأكيد.. ففي الأيام القليلة الماضية أصدرت الميزانية العامة للدولة لأول مرة ونعمل مع المجتمع الدولي والخطة تحتاج إلى الانتقال من الإغاثة الإنسانية إلى استدامة المساعدة إلى مساعدة المجتمعات المحلية على الاستقرار ثم مرحلة إعادة الإعمار.

حدثنا عن الدور المصري في الأزمة اليمنية؟


مصر تقوم بدور كبير جدًا فهي جزء من تحالف دعم الشرعية، وعلى الجانب الإنساني تستوعب كدولة أكثر من مليون نسمة بالإضافة إلى أنها من الدول القليلة التي تقدم الدعم والمدد على الجانب الإنساني دون أن تتحدث عن هذا الدور.

وأنا أعرف بعض الدول الصغيرة التي تتلقى حوالي العشرات أو مئات أو آلاف اللاجئين وتصرخ بشدة لأنها تسبب لها أزمة بينما مصر تستوعب قرابة المليون يمني و700 ألف سوري وأعداد هائلة من اللاجئن بالمنطقة وهي دائمًا تفتح ذراعيها دون مقابل، عكس بعض الدول التي لا تقدم شيء ولكنها دائمة الشكوى.

ووجود القوات المصرية في باب المندب لازالت مستمرة، وعلى رغم من كل ما تمر به مصر إلا أنها لازالت تقدم المنح والتسهيلات لليمنين، وهذا ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال لقائه بنظيره اليمني عبدربه منصور هادي بأن إمكانيات مصر في خدمة اليمن.

ومصر على الرغم من أنها في مرحلة انطلاق تاريخي إلا أنها تسخر إمكانيتها الدبلوماسية والدولية لخدمة الملف اليمني.

متى يعود الرئيس عبدربه منصور هادي إلى اليمن؟


الحكومة اليمنية بالكامل تعمل من مدينة عدن، والرئيس هادي فقط هو الذي يتواجد بين الرياض وعدن نتيجة بعض المحظورات والاحتياطات الأمنية، لكن بشكل عام كل وزراء الحكومة اليمنية يعملون من عدن.

هل تفكرون في إصدار قرار بنقل العاصمة من صنعاء إلى عدن؟

هذا لا يحتاج إلى قرار؛ لأن الدستور اليمني ينص على أن صنعاء هي العاصمة السياسية، وعدن هي العاصمة الاقتصادية، وبالتالي بمفهوم الدستور هي العاصمة مثل صنعاء، وبالتالي عندما قررت الحكومة الانتقال لعدن فهي من عاصمة إلى عاصمة أيضاً.

وهل هذا يعني أن الرئيس اليمني تلقى تهديدات وخطورة على حياته؟

هو مجرد قلق، لأن الرئيس هو رمز الشرعية، ورمز السيادة الذي يعني الكثير في القانون الدولي، ولو أنهار هذا الرمز لضاعت القضية كلها.
وهو دائماً بين أهله في عدن وحضرموت، فالقضية يجب ألا يتم تصويرها أن بوجود الرئيس هادي في الرياض فإن هذا يعني أن الحكومة كلها في الرياض، هذا خطاً الحكومة بالكامل تعمل من اليمن، ولا وجود لوزير في الرياض.

ونعم لدينا تحديات أمنية لأننا نعيش في حالة حرب، ولكن أقول أن ما أنجز في عدن لصالح كل اليمنيين هو شيء كبير جداً، فمن صفر إلى أكثر من 54% من مرتبات الدولة كلها تصرف من عدن، و وجه الرئيس هادي منذ يومين بصرف 4 مليارات هي مرتبات الحديدة بالكامل التي تقع تحت سلطة الحوثيين – من مؤسسات السلطة المحلية والتعليم والموانئ- كلها من جانب حكومة عدن، برغم من تعنت الحوثيين، لكننا نخدم اليمنيين كلهم حتى بمن فيهم واقعين تحت مناطق سيطرة الانقلابيين.

وهو ما يعطي الفرصة مرة أخرى لهم للتفكير للعودة إلى الوطن الكبير، وكل يوم نمد أيدينا للحوثيين لترك السلاح والتحول لحزب سياسي وأن يكونوا جزء من الدولة، وجزء من العملية السياسية، لأنهم كانوا جزء من الحوار الوطني قبل أن ينقلبوا عليه.

وهل تعتقد أن الحوثيين سيتركون السلاح ببساطة، ألا يخشون من عمليات انتقامية بعد إحلال السلام؟


الذين يعرفون اليمن جيداً، الشعب نفسه مسلح، والسلاح جزء من الثقافة الشعبية اليمنية، لكننا لا نطلب منهم ترك أسلحتهم الشخصية، لكن عليهم تسليم الأسلحة الثقيلة مثل الصواريخ والدبابات والطائرات بدون طيار إلى الدولة، لأن هذه أسلحة جيوش ودول.

هل تتوقع تصاعد العنف مرة أخرى إذا ما فشلت جولات مارتن لويس جارد؟


نحن نقول أن أمامنا فرصة تاريخية لتحقيق وإرساء السلام، ومخرجات مؤتمر السويد لا تقبل الفشل ولا نقبل أن نفشل فيها، ومن أجل هذا النجاح يجب أن ينفذ الطرف الانقلابي الالتزامات الدولية، لا حل إلا قبول الحوثيين بشروط السلام.

وهل يقبلون بها طواعية؟


اعتقد إذا ما مارس المجتمع الدولي وأرسل رسالة موحدة إنه لا سبيل لحل المشكلة إلا بتسليم الانقلابيين بالسلام، والضغط على الطرف الأساسي في الصراع وهو إيران.

عندما تكلمنا مع الزملاء في الاتحاد الأوروبي، أخبرونا أن إيران هي من أعطت التوجيهات للحوثيين بقبول الاتفاق ومخرجات استوكهولم، وعندما حدثت مستجدات الملف السوري وهم يريدون أن يضغطوا على المنطقة من جهة أخرى، فهم يعلنون الموافقة في الصباح، وفي المساء يعلنون أن لديهم تحفظات وشروط خاصة، وهكذا لا يمكن أن تصل معهم لاتفاق واضح، فما بين الموافقة غير المشروطة وبعدها يعلنون أمور أخرى ويرفضون. هذه هي استراتيجية إيران الثابتة في الحوار والتفاوض، والتي يسير على نهجها الحوثيين وهذا ما حدث في استوكهولم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة