جانب من الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الأوروبية
جانب من الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الأوروبية


ثلاث قمم عالمية في آن واحد| مصر تجمع ضفتي «المتوسط» على طاولة واحدة

نادر عيسى- حسن عادل- رياض محمد جعيصة- محمود عبدالعزيز

الأحد، 24 فبراير 2019 - 08:46 م



لا يختلف أحد أن القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ هي الحدث الأهم للصحافة العالمية منذ صباح السبت 24 فبراير، فبمشاركة ما يقرب من ألف صحفي عربي وأجنبي، فرض الحدث نفسه على الأجندة العالمية.


فالحدث يكتسب قوته وأهميته من أنه يجمع 3 قمم في آن واحد، القمة الأولى للجامعة العربية، والثانية للاتحاد الأوروبي، أما الثالثة فهي الجمع بين جيران البحر الأبيض المتوسط على نفس الطاولة لمناقشة التحديات والقضايا التي تواجه الجميع، بمشاركة وفود 48 دولة، بأعلى تمثيل دبلوماسي من ملوك ورؤساء ورؤساء حكومات. 


والقمة التي تعقد تحت شعار «في استقرارنا نستثمر» وتناقش قضايا استراتيجية تهم الطرفين وتؤثر بشكل كبير على استقرار المنطقة والعالم وفي مقدمتها قضايا مكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة وأزمات العالم العربي من اليمن إلى سوريا وليبيا، كما أنها امتدت لمناقشة الشأن البريطاني والخروج من الاتحاد الأوروبي، الذي طغى على أسئلة الإعلام لرئيسة الوزراء تيريزا ماي.

 

السيسي: فلنبحث عما يوحدنا

 

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي – خلال كلمته في افتتاح أعمال القمة- أن مستوى الحضور الرفيع دليل على أن ما يجمع المنطقتين، العربية والأوروبية، يفوق بما لا يقاس ما يفرقهما، كما يعكس الاهتمام والحرص المتبادل، لدى الطرفين العربي والأوروبي، على تعزيز الحوار والتنسيق فيما بينهما بصورة جماعية.

وشدد الرئيس السيسي، على ضرورة مواجهة ما يفرضه واقع اليوم من تحديات، وعلى رأسها تفاقم ظاهرة الهجرة، وتنامي خطر الإرهاب، الذي بات أداة تستخدمها بعض الدول، لإثارة الفوضى بين جيرانها، سعيا منها لتبوء مكانة ليست لها، على حساب أمن وسلامة المنطقة. 

وأضاف الرئيس:" أننا اليوم في أمَّس الحاجة، لتأكيد وحدتنا وتعاوننا أمام هذا الخطر، والوقوف صفاً واحدا ضد هذا الوباء، الذي لا يمكن تبريره تحت أي مسمى، فالإرهاب مختلف كل الاختلاف عن المعارضة السياسية السلمية، التي نقبلها جميعا كظاهرة صحية ومقوم أساسي لأي حياة سياسية سليمة.. ولقد طرحت مصر رؤية شاملة، للقضاء على خطر الإرهاب وآثاره السلبية على التمتع بحقوق الإنسان، خاصة الحق في الحياة".

وأوضح الرئيس السيسي، أن "مصر تستضيف ملايين اللاجئين، يعيشون ويتلقون خدمات حكومية في التعليم والصحة كنظرائهم المصريين، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر في السنوات الأخيرة.. كما نجحت مصر في وقف أية محاولات للجوء أو الهجرة غير الشرعية عبر شواطئها منذ سبتمبر 2016".


توسك: مجهود مصري كبير

 

وأكد دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي والرئيس المشارك للقمة العربية الأوروبية، أنه على الرغم من الاختلافات الموجودة فيما بيننا كدول عربية وأوروبية إلا أن هناك طريقتين للتعايش والتعاون أو النزاع، وأوضح أن الجانب الأوروبي يختار التعاون لا النزاع، كما أعرب توسك - في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية- عن سعادته لتواجده بمدينة شرم الشيخ، التي يجتمع بها القادة الأوروبيون لأول مرة بهذا الشكل، للتعبير عن الحاجة إلى مزيد من الشراكة القوية بين الجانبين في الوقت الراهن، مشيدًا بتنظيم مصر للقمة قائلا: "مصر بذلت مجهودا كبيرا في تنظيمها الرائع لأعمال القمة".


تيريزا ماي: لا حديث غير «البريكسيت»

 

صرحت تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية، بأن هذه القمة العربية الأوروبية الأولى تمثل أهمية خالصة لمناقشة التحديات التي تواجه كلا الجانبين، والتي يجب التعاون لمواجهتها، وقضايا عدة يجب أن نستمر في مواجهتها.

وقالت ماي، في تصريحات صحفية على هامش القمة العربية الأوروبية، الأحد 24 فبراير، إنها لن تعرض خطة جديدة للخروج هذا الأسبوع على البرلمان البريطاني هذا الأسبوع، بل سيكون التصويت 12 مارس القادم.

وأشارت إلى أنه يجب على جميع الدول أن تستغل هذه الفرصة الكبيرة، وقالت ماي إنه سيكون لديها الفرصة للتحدث مع باقي أعضاء الاتحاد الأوروبي حول الخروج البريطاني من منطقة اليورو «البريكسيت»، على الرغم أن هذا اللقاء غير مخصص لهذه القضية.

وتابعت :"لقد أحرزنا تقدماً كبيراً مع المفوضية والاتحاد الأوروبي في بروكسل الأسبوع الماضي، وسنعود الثلاثاء القادم أيضاً لاستكمال المفاوضات".

وأضافت :"نحن نتعامل مع القضايا التي أثيرت الفترة الماضية في البرلمان الأوروبي، ومع كل هذا فنحن نستكمل جهودنا وسنعمل في النهاية للحصول على اتفاق مع الاتحاد الأوروبي في 29 مارس القادم".

 

الملك سلمان: القضية الفلسطينية أساس استقرار العالم

 

وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال كلمته، إن حل القضية الفلسطينية مهم ليس فقط لاستقرار منطقة الشرق الأوسط وإنما للاستقرار العالمي وأوروبا على وجه الخصوص، وأوضح أن السعودية بذلت في سبيل إنجاح مشاورات السويد بشأن اليمن جهودا كبيرة، وتدعو إلى متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في تلك المشاورات بكل دقة، وتحمل المليشيات الحوثية المدعومة من إيران مسؤولية الوضع القائم في اليمن.

وأضاف الملك سلمان أن الحوثيين يمثلون تهديدا مباشرا وخطيرا لأمن وسلامة الملاحة البحرية منطقة باب المندب .

 

يونكر: كل القضايا على الطاولة

 

ومن جهته؛ قال رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، إن القمة العربية الأوروبية هامة للغاية لأنها تجمع القادة العرب والأوروبيين لأول مرة، وأن كافة القضايا المشتركة بين القادة العرب والأوروبيين ستكون مطروحة على طاولة المفاوضات اليوم وغدًا.


إسبانيا لا تعارض الهجرة المنظمة

 

قال وزير الخارجية الإسباني جوسيب بوريل، إن إسبانيا لديها علاقات قوية وعميقة مع العالم العربي، وسيتم بحث خلال القمة العديد من القضايا الهامة، ولكن الأهم هو التوصل إلى توافق ورؤية مشتركة حول المشكلات التي تخوضها المنطقة».


وبخصوص قضية اللاجئين، أكد بوريل: «إسبانيا لديها وجهة نظر خاصة بخصوص تلك القضية، ولا تعارض الهجرة المنظمة.. ويجب الوصول إلى طريقة محددة لاستقبال المهاجرين.. يوجد في البلاد قرابة الـ2 مليون عامل أجنبي يأتي جزء كبير منهم من المغرب».

 

موجريني: نتشارك مع العرب نفس المخاوف


ومن جانبها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجريني، إن الاتحاد الأوروبي يتشارك مع الدول العربية نفس المخاوف حول محاربة الإرهاب، مضيفة أن القمة ستحاول الوصول إلى حلول وتقريب وجهات النظر حول عدد من القضايا ومنها الأزمة اليمنية والليبية والأزمة السورية، بالإضافة إلى آلية دفع مفاوضات السلام بالقضية الفلسطينية.

وأشارت إلى أنها تأمل أن تركز تلك القمة على القضايا الهامة التي تشغل المنطقة، بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي مع الدول العربية، مضيفة أن الدول العربية وأوروبا لديهم العديد من التشابه متعلقة بالتاريخ والثقافة والسلام وإحلال الأمن والذي يجب أن يكون مرتبطًا بقانون حقوق الإنسان أيضًا.

ورفضت موجريني الحديث عن مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قائلة إن هذه القضية ليست معركتها اليوم ولن تتحدث عنها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة