الثلاثاء، 26 فبراير 2019 - 10:19 م

مرحلة جديدة تدخل فيها المملكة المتحدة بعد شهر من الآن مع خروجها من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يستلزم إعادة صياغة علاقاتها الخارجية علي كافة الأصعدة خاصة علي صعيد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. ومثلت مشاركة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في القمة العربية الأوروبية الأولي في شرم الشيخ رغبة بريطانية في تعزيز الشراكة مع الوطن العربي خلال المرحلة المقبلة.

الأخبار التقت في شرم الشيخ على هامش القمة مع وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط السير أليستر بيرت، حيث اكد أن مصر شريك مهم لبريطانيا، كما أشار إلي أنه لا يوجد ارتباط بين مشاركة ماي في القمة وحظر الطيران البريطاني إلى شرم الشيخ إلا أنه أكد أن تأمين المؤتمر كان رائعاً.. وإلي نص الحوار:

فخورون بأننا أكبر مستثمر أجنبي في القاهرة

• هل استعدت المملكة المتحدة لمرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي علي صعيد علاقاتها الخارجية خاصة مع دول الشرق الأوسط؟
>> القمة العربية الأوروبية كانت مفيدة جداً لرئيسة الوزراء تيريزا ماي في ما تقوم به من عمل جاد لتحقيق مطالب الاتحاد الأوروبي والبرلمان البريطاني حيث أتيحت لها الفرصة للقاء عدد من القادة الأوروبيين وهو ما تقوم به عادة. النقطة الأهم في القمة كانت بحث العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والدول العربية وقد حققت بريطانيا استفادة كبيرة من مشاركة رئيسة الوزراء بالقمة.

• هل حدثت خلافات في وجهات النظر حول التعامل مع إيران بين الجانبين العربي والأوروبي خلال القمة؟
>> هناك اتفاق في الرؤية حول الخطر الذي تمثله إيران للمنطقة، ولكن الخلاف حول كيفية التعامل معه، بريطانيا واضحة في القول بأن إيران غير النووية أكثر أمناً من إيران النووية، ولذلك نحن ملتزمون بالاتفاق النووي الموقع في 2015، مثل باقي شركائنا الأوروبيين، ولكن هذا لا يعني أننا نقبل التهديدات التي تمثلها إيران لمنطقة الشرق الأوسط مثل الصواريخ الباليستية والتدخلات في دول أخري.

المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي تتشاركان تلك الشواغل ونريد أن نري وضعاً في المنطقة تقلل فيه إيران من تهديداتها، ونحن مقتنعون أن ذلك من الممكن أن يحدث مع التمسك بتنفيذ الاتفاق النووي والعلاقات المبنية علي أساسه، لأن التخلي عن الاتفاق سيجعل إيران تعود إلي طموحاتها النووية وهو ما سيكون أكثر خطراً علي المنطقة، خاصة أن المنظمة الدولية للطاقة الذرية أكدت مجدداً للمرة الخامسة عشر، أن إيران تقوم بالتزاماتها تجاه الاتفاق النووي مع الدول الكبري.. وأؤكد أن الدول الأوروبية مدركة أن العرب محقون تماماً في القول بأن إيران تقوم بأفعال غير ملائمة وخطيرة ومضرة في المنطقة، ويجب التعامل مع ذلك السلوك الإيراني بأسلوب لا يزيد الأخطار علي كافة الدول.

• كيف يمكن للقمة العربية الأوروبية أن تكون فرصة لمزيد من التعاون الاقتصادي بين العرب والمملكة المتحدة خاصة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي؟
>> بريطانيا فخورة بأنها أكبر مستثمر أجنبي في مصر، كما أننا نستثمر في العديد من المجالات المهمة لمصر، مثل التعليم والصحة، وبغض النظر عن ارتباط بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي فان تلك الالتزامات تجاه الشراكة مع مصر ستظل قائمة وملتزمون بها، كما أن علاقتنا بمصر صادقة وأمينة بحيث نبحث أية خلافات لأن مصر وبريطانيا شريكان جيدان لبعضهما البعض، خاصة مع الدور الذي تلعبه مصر في المنطقة والدليل علي ذلك القمة العربية الأوروبية هنا في شرم الشيخ ونجاح مصر في جمع القادة من دول الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.

• هل مشاركة رئيسة الوزراء في قمة شرم الشيخ تمثل إشارة إيجابية حول قرب عودة الطيران المباشر من بريطانيا إلي شرم الشيخ؟
>> رئيسة الوزراء كانت واضحة في حديثها خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته بعد القمة بانه يجب ألا يتم الربط بين مشاركتها في شرم الشيخ وقرار الحكومة البريطانية بحظر الطيران إلي مطار شرم الشيخ، الجانب الأمني وسلامة المواطنين البريطانيين مازال أهم ما يشغل بريطانيا في تلك المسألة، والإجراءات الأمنية في شرم الشيخ قيد المراجعة الدائمة من جانب الجهات الأمنية البريطانية حتي نصل إلي مرحلة التوصل لقرار استئناف الرحلات الجوية البريطانية إلي شرم الشيخ، وحاليا علي الأجهزة الأمنية في البلدين مواصلة العمل علي تقييم الوضع الأمني بشكل مشترك.

• ما انطباعك عن الوضع الأمني في شرم الشيخ خلال زيارتك؟
>> أعتقد أن الوضع الأمني رائع.. هناك تفتيش للأشخاص والسيارات والأمن في مطار شرم الشيخ، كان جيدا للغاية.. وهنا علي القول أني لست متفاجئاً بإجراءات الأمن في ظل وجود كافة هؤلاء القادة في شرم الشيخ، ولكن نريد التأكد من وجود المستوي العالي من التأمين خلال كافة الأوقات، أما بالنسبة لتأمين المؤتمر فقد كان ممتازاً.