الطلاب الأفارقة بمصر
الطلاب الأفارقة بمصر


الطلاب الأفارقة بالإسكندرية:«مصر.. أم الدنيا»

أمنية حسني كُريم

الثلاثاء، 26 فبراير 2019 - 10:30 م

- إسوبا صفى: أدرس فى مصر لعلاج والدى والمرضى فى أوغندا
- عبدالعزيز: أنوى علاج الماشية فى تشاد بالخبرة المصرية
- موسى: أتعلم طب الطوارئ بالإسكندرية لخدمة زنجبار

من عمق القارة السمراء.. ومن بين وديان  ومنحدرات شريان النيل العريق..ومن شتى أنحاء إفريقيا..جاءوا للدراسة فى مصر ونهل العلم من بلد الحضارة القديم ..وجدوا هنا حضن مصر الواسع يستقبلهم بترحاب...مقدمة لهم المنح التعليمية  لرفع قدراتهم  وتطوير مهاراتهم لخدمة بلادهم، خاصة فى مجال الطب الذين هم فى أمس  الحاجة إليه.


داخل مكتب رعاية الطلاب الوافدين التقت «الأخبار» بمجموعة من الطلاب الأفارقة الدارسين فى جامعة الإسكندرية  سواء الملتحقون بالسنوات الأولى من الجامعة أو الحاصلين على  منح «حوض النيل» التى تقدمها جامعة الإسكندرية  لطلاب الدراسات العليا.


وأعرب الطلاب عن امتنانهم العميق و سعادتهم بالتواجد فى مصر  وأبدوا انبهارهم بمستوى التعليم خاصة داخل كليات الطب مقارنة ببلادهم ، فضلًا عن  الترحاب بهم فى المجتمع المصرى وسهولة اندماجهم إلى حد كبير إضافة إلى شعورهم بالأمان..وإلى  قصصهم التى تنبض بأحلامهم الواسعة  لتطوير إفريقيا متخذين الخطوة الأولى من مصر. 


فى عام ٢٠١٧ وجد سليمان يونس، نفسه أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى فى منتدى الشباب للتحدث عن أحلامه بالتقارب بين الشباب الإفريقي.


يونس القادم من شمال  نيجيريا لدراسة الطب بمنحة من حكومته  قرر البقاء فى مصر لدراسة ماجستير الطب  ليتعمق فى الدراسة ومع حبه للشعب المصرى قرر التقدم للمشاركة فى منتدى الشباب ومختلف الأنشطة المجتمعية المتاحة فى الجامعة.


يقول: «أحب المشاركة المجتمعية ووجدت الشعب المصرى ودودا ومرحبا وأصبحت الحياة أسهل لى هنا بعد تعلم اللغة العربية بمساعدة أساتذتي.


وتابع أحلم بتكوين رابطة بين الشعوب الافريقية وتشجيعهم على تبادل الزيارات وسعيد لأن مصر بلد آمن للغاية ولذا تكون العائلات مطمئنة على  أبنائها هنا  لأن البلد معروف بقيمها ودينها مقارنة بالعالم الغربي.. ويضيف: أعجبنى أيضًا انتشار قيم التعاون والإخاء وانتشار الجمعيات الخيرية إلى حد كبير ،ولفت نظرى كم المساعدة والدعم الذى يحصل عليه المرضى الفقراء هنا،وهذا غير منتشر ببلدى ولذا أريد أن أنقل قيم الإخاء والمحبة التى وجدتها فى مصر الجميلة.


أطباء تنزانيا
«تجربة مذهلة وفارق شاسع» هكذا وصف الطالب التنزاني  إلكس الفرا  27 عاما  تجربته  خلال دراسة ماجستير الجراحة العامة  فى مصر ضمن منحة «حوض النيل»، فيحكى «قبل مجيئى للدراسة بحثت عن أفضل مكان لدراسة الطب ووجدت  أن  الأطباء المصريين  الأكفاء منتشرون حول العالم، ووجدت  ما أحلم به هنا لدراسة الطب المتقدم  فتقدمت فورًا .. حلمى  أن أتمكن من علاج أمى التى حار الأطباء فى تشخيصها فى تنزانيا لقلة الخبرة وكذلك كل المرضى الفقراء حيث إن وضع الطب لدينا متأخر».


 بوجه حالم وعزيمة قوية جاءت  دوتو أرون صاحبة السبعة وعشرين عامًا من تنزانيا بعد حصولها على  منحة دراسية  لتساعد أطفال تنزانيا قائلة: «عملت فى مستشفى  بعد تخرجى من كلية الطب فى بلدى ،وعندما وجدت إعلان المنحة للدراسة فى مصر تقدمت للفور وقررت التخصص فى طب الأطفال نظرًا لحبى لهم رغبتى فى علاجهم».


وتضيف «أرون»: أطفال بلدى يعانون كثيرًا ولايوجد أطباء مؤهلون بالعدد الكافى،ولذا وجدت الفرصة فى الدراسة فى مصر ذات السمعة الطيبة فى مجال الطب وخاصة فى  جامعة الإسكندرية وأود أن أنقل خبرتى لبلدي».


أما فيلسترس نيوبوك طالبة الطب   القادمة من تنزانيا   منذ عام 2016 لدراسة أمراض الدم بالإسكندرية  فتشير إلى أن تجربة  دراستها  جيدة جدا وأنها وجدت الأساتذة على قدر عال من الكفاءة،و تتابع «أجد الإقامة فى مصر جيدة ، ولذا أتمنى تسهيل إجراءات استقدام أحد من أهلى لزيارتي  وأيضًا تعلم اللغة  العربية».


زنجبار
ومن قلب جزيرة زنجبار بتنزايا ودع محمد على موسى  «36 سنة» أسرته  لدراسة الطب فى مصر ضمن منحة «حوض النيل»، آملًا فى تغيير حياة أسرته وبلده للأفضل.


وواصل حديثه «منذ صغري  وأنا أتمنى أن أصبح طبيبًا، ورغم أننا عائلة بسيطة  ولكن  ساعدنى الله وكملت دراسة الطب فى تنزانيا ، وعملت فى مستشفى ثم سمعت من زملائى عن منحة جامعة الإسكندرية فقدمت فورًا أونلاين  ووفقنى الله ،وعندما وصلنى رد القبول كنت فى غاية السعادة».


وتابع: «أسرتى كانت سعيدة أيضًا رغم أن فراقهم يؤلمنى وخاصة أن أصغر أولادى الخمسة عمره  فقط 4 شهور،و أتمنى استقدامهم إلى هنا وأزورهم فى الاجازات باستمرار، كما أننى عندما أتذكر هدفى بمساعدة بلدى أشعر بالحماس».


طب الطوارئ هو الاختيار الأول لموسى حيث يراه  تخصصا لاغنى عنه وأول من يمكنه تقديم المساعدة للمريض،فضلًا عن النقص الحاد لهذا التخصص فى المستشفيات فى زنجبار.


يحلم موسى بنقل علمه لبلده حتى تتقدم فى مجال الطب، ويضيف «أتمنى أن يكون ذلك بمثابة صدقة علم جارية لى ولأهل مصر».


ويتابع: هناك الكثير من الطلاب الذين يتمنون المشاركة ولكن الأمر يتوقف على  الحصول على منح كاملة لأن العديد من الشباب الإفريقي  فقراء  لايمكنهم تحمل  تكلفة الإقامة والسفر. 


الحلم الأوغندي
كانت تجربة والد «إسوبا صفي» القاسية وصعوبة  تشخيصه  وعلاجه فى وطنه فى أوغندا هى المحفز الأساسي  له لدراسة الطب بشكل أعمق فى مصر.


يروي: أتمنى تغيير الواقع فى بلدي،فعدد الأطباء قليل وكثير من المرضى يموت قبل أن يحين دوره ليرى الطبيب ،وكثيرًا من المرضى يسافرون للهند أو نيروبى لإجراء الجراحات. تخصص الشاب الأوغندى الثلاثيني  فى الجراحة العامة والتى تعتبر تخصصاً شبه نادر فى بلده بعد تشجيع  صديقه الذى سبقه للدراسة فى مصر  على التقدم للمنحة.


ويقول: «أشكر  بشدة كل   من  يقف وراء منحة  حوض النيل وساعدنا لتغيير حياتنا»، ويتابع «الكثير من الطلاب الأفارقة يتمنون الحصول على منحة ولكن يشكل تمويل إقامتهم أكبر عائق لديهم حيث إن المنحة جزئية خاصة بتكاليف الدراسة فقط، وأتمنى تحويلها لمنحة شاملة وتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة حتى يستطيع أكبر عدد ممكن  المشاركة». 


 ومن غينيا وفد عمر تراورى الطالب بالسنة الثانية بكلية الطب  إلى مصر بناء على منحة من وزارة التعليم العالي  الغينية نظرًا لتفوقه    فكانت المكافأة التى غيرت حياته قائلًا:«سعيد بتجربة الحياة والدراسة فى مصر،وسهل لى ذلك مساعدة أساتذتي  ودعمهم لى وتوافر الأجهزة الطبية الحديثة بالكلية ،إضافة إلى طبيعة الشعب المصرى الودود».


ويضيف:«اختلاف اللغة قد يكون أكبر عائق أمامى حاليًا حيث أتكلم الفرنسية وأحاول جادًا تعلم العربية لفهم المعاملات اليومية فى الشارع بصورة أكبر.


ويتابع: «أتمنى أن أتمكن من تحصيل المعرفة الوافية وفهمها وتطبيقها فى بلدى على نحو صحيح  لعلاج المرضى فى بلدي». ويعرب زميله  الغانى أيضًا «أبو بكار صو» الطالب بالسنة الثانية بكلية الطب  عن سعادته بمنحة بلاده للتعليم فى مصر قائلا: «كان نفسى أزور مصر  من قبل المنحة  وسعدت كثيرًا بعد قبولى، وانتهزت فرصة الدراسة هنا وزرت أماكن سياحية كثيرة فى القاهرة خاصة،ووجدت مصر أفضل مما توقعت».


من الكونغو يدرس الطالبان  «أدون كابمبا» ماجستير الجراحة العامة ،و«نيريه بابوليسيه» ماجستير  طب الطوارئ ضمن منحة حوض النيل يصفان  الحياه فى مصر بأنها أفضل من توقعاتهم  ولذا شجعوا أصدقاءهم على التقدم للمنحة أيضًا لتدريب كوادر طبية  من بلادهم على أيدي  الخبرات المصرية.


ومن رواندا  جاء دوفتنيا دورايس روندا 27 سنة ليدرس  ماجستير امراض القلب ضمن منحة حوض النيل يقول: أشعر  بالسعادة لدراستى الطب فى مصر، وأشجع كل أصدقائى للدراسة هنا وممتن للغاية  على هذه الفرصة وشكرًا لمصر وللجميع.


تطوير السياحة  التنزانية
بينما يحلم التنزانى جلديستون فورمراى باحث الدكتوراه فى مجال السياحة والفنادق  إجراء بحث  حول إدارة الشواطئ فى مصر وتنزانيا. ويقول: مصر هى الأولى فى عدد الآثار فى العالم ورائدة فى صناعة السياحة  ولذا  كانت وجهتى الأولى فى الدراسة واراها أفضل بلد سياحى فى العالم


علاج الماشية فى تشاد
  ومن فرع جامعة الإسكندرية بتشاد حصل الطلاب الأوائل بكلية الطب البيطرى على منحة لاستكمال الماجستير  ليشكلوا النواة الأولى فى أعضاء هيئة التدريس هناك. فيقول  أحمد محمد أبو بكر خريج جامعة الاسكندرية: تعلمت فى مصر الكثير وتجربة الدراسة هنا مختلفة   وأتمنى أن  نكون جسرا بين مصر وتشاد ونساهم فى إنشاء مركز تابع للجامعة لزيادة التعاون التجارى وتصدير اللحوم.


 ويشير زميله إبراهيم عبد العزيز محمد  إلى شعورهم بالمسئولية لكونهم الدفعة الأولى من فرع جامعة الإسكندرية بانجامينا بتشاد ،لافتًا إلى تركيزه على  علاج الماشية  والثروة الحيوانية بعد  نقل الخبرة المصرية.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة