محطة قطارات القاهرة تستعد لاستقبال ملك إيطاليا في ثلاثينيات القرن الماضي
محطة قطارات القاهرة تستعد لاستقبال ملك إيطاليا في ثلاثينيات القرن الماضي


حكايات| كيف دخلت القطارات مصر؟.. مهندس إنجليزي فقد أمه وشقيقه صغيرًا 

محمد رمضان

الأربعاء، 27 فبراير 2019 - 06:31 م

 

حين امتدت أذرع مصر في كل الأطراف لترسم خريطة حكمت بها محيط واسع للغاية، لم يتردد حاكمها محمد علي باشا، في قبول عرض لثاني خط سكة حديد يربط عاصمتها القاهرة بالسويس، مسجلا تاريخًا بإنجاز مشروع سابق وقته.


ففي 1834 تقدم أحد بيوت الخبرة الإنجليزية إلى والي مصر، محمد علي باشا، باقتراح إنشاء خط سكة حديد بين القاهرة والسويس تسير عليه القطارات، بسرعة (20/30 كم/ساعة) بطول 128 كيلومترًا من القبة إلى السويس، فوافق بالفعل على المشروع.


ولم يكد عام واحد يمر على الاتفاق، حتى وصلت مهمات الخط الجديد لتصبح مصر ثاني دولة في العالم والأولى في أفريقيا في مجال إنشاء السكك الحديدية. 


ربط عاصمتي مصر


يظل المهندس روبيرت ستيفنسون بطل دخول خدمة القطارات لمصر، وهو نجل جورج مخترع القاطرة البخارية في خريف 1850، بعد أن تقدم لعباس الأول بمشروع لمد خط حديدي من الإسكندرية إلى القاهرة ثم من القاهرة إلى السويس فوافق على إنشاء والي مصر على الخط الأول.


ويظهر مخطوط العقد المبرم للمشروع، توقيع كل من ستيفان بك نيابة عن عباس باشا الحاكم العام للقطر المصري وبورثويك نيابة عن المهندس روبرت ستيفنسون، وذلك في ي13 يوليو سنة 1851.


وبحسب الوثيقة الموقعة فإن المهندس روبرت ملزم بشكل كامل بأعمال الخط، سواء كانت أعماله أم أعمال المهندسين والعمال الآخرين حتى إنجاز خط السكة الحديد وإشغاله ومبانيه، وفي هذه الحالة لا يكون له الحق في أي مبلغ باستثناء 56 ألف جنيه «إنجليزي» تمثل قيمة تنفيذ المشروع، إذ تم الاتفاق على ذلك في قرية كفر المجر التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ.

 

 


المهندس روبرت.. ظروف صعبة
 

ولتقديم خدمة غير عادية لحاكم مصر، آنذاك، تم تجهيز ما عُرف بقاطرة روبرت، والتي تعد أول قاطرة تدخل البلاد عام 1852، ثم القاطرة المزخرفة والتي تم تصنيعها في مدينة مانشستر الإنجليزية عام 1858، وخصصت لتنقلات الوالي ثم تم تصميم القاطرة السعيدية عام 1862، نسبة إلى الوالي سعيد باشا.

 


وبالعودة إلى الوراء، فإن الحياة التي شهدها المهندس المنفذ لأول قطارات في مصر، كانت صعبة للغاية، بداية من العلاقات الغرامية المتعددة لوالده المهندس جورج، والذي تزوج من أمه عام 1802، ثم رزقا بطفلين هما روبرت وفاني، لكنه فقد شقيقه في مرحلة الرضاعة.

 

 

وما إن بلغ هذا المهندس سن الرشد فقد أمه أيضًا بعد معاناةٍ مع مرض السل، لكن والده جورج لم تمر سوى مدة قصيرة حتى تزوج بعدها من بيتي هيندامارش في 29 مارس 1820 إلاّ أنهما لم يرزقا بأطفال، وتوفيت هي الأخرى، ليتزوج ثالثة تدعى إلين غريغوري في 11 يناير 1848، ورغم كل ذلك ظل ابنًا وحيدًا لوالده المهندس الشهير بتصنيع القطارات.

 


أعظم مهندس.. القرن الـ19


وروبرت مولود في 16 أكتوبر 1803، وباعتباره الابن الوحيد للمهندس لجورج ستيفنسون «أبو السكك الحديدية»، تربى منذ صغره على هندسة السكك الحديدة، وبفضل مشروعاته أطلق عليه «أعظم مهندس في القرن التاسع».

 


درس «روبرت» 6 أشهر في جامعة أدنبرة، قبل أن يعمل لمدة ثلاث سنوات كمهندس في مجال التعدين بكولومبيا، وعندما عاد كان والده يبني سكة حديد ليفربول ومانشستر، فنجح المهندس الشاب في تطوير القاطرة البخارية «روكيت»، ليتم تعيينه بعدها كبير مهندسي سكة حديد لندن وبرمنجهام، عام  1833 براتب 1500 جنيه إسترليني سنويًا.

 

وبحلول عام 1850، شارك في بناء ثلث نظام السكك الحديدية بالمملكة المتحدة؛ وعمل في النهاية على 160 عمولة من 60 شركة، وبناء السكك الحديدية في بلدان أخرى مثل بلجيكا والنرويج ومصر وفرنسا.

 


وفي عام 1842 تزوج روبرت من السيدة ساندرسون، إلا أنهما لم ينجبا أطفالا ولم يفكر في الزواج مرة أخرى، وانضم إلى البرلمان البريطاني عام 1847 وظل في مقعده حتى وفاته.


ورغم رحيله إلا أن المفارقة كانت في حصول جنازته على إذن من الملكة فيكتوريا بالمرور عبر هايد بارك، وهو شرف كان محجوزاً في السابق للملوك فقط، ودفن في وستمنستر أبي.

 

مصدر الصور والمعلومات: موقع هيئة السكك الحديدية وموسوعة ويكيبيديا.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة