د.نبيل فاروق
د.نبيل فاروق


حوار| مبتكر «رجل المستحيل» بعد «الكلمة الأخيرة»: الأديب إمبراطور عالمه

عمرو الديب

الأربعاء، 27 فبراير 2019 - 11:54 م

يقرأ بنهم فى شتى المجالات، كأنه يمتص الرحيق من شتى الأزهار فى مختلف الوديان، ولا يتعجل الكتابة، بل يدع الفكرة أو الرحيق يختمران فى الذهن والوجدان، وحين يشعر بأن المشروع اكتمل، يهرع إلى أوراقه، ولا يوقفه شىء بعد ذلك، تماما كخياله الخصب المنطلق الذى ينساب فى الآفاق، ويسبح فى الأجواء، ثم يعود إلى مرافئ الواقع محملا بالهدايا والاكتشافات، أحداث وشخصيات على الورق، تحسبها من حيوتيها وبراعة رسمه له أنها من لحم ودم تنبض وتقفز وتتصارع وتلهو، وتخدع، أما عوالمه الشائقة فمدن مذهلة، وبلاد عجيبة، ترتفع على الصفحات، ولا تشعر سوى بأنها عوالم تجذبك إليها، وعلى الرغم من عجائبها وغرائبها لا تحس بأنها متخيلة أو مصنوعة، بل واقعية تكاد تلمس أشياءها يداك، وتجول فى ملامحها عيناك

 ذلك مبتكر «رجل المستحيل»، و»ملف المستقبل»، د.نبيل فاروق، صاحب المؤلفات المتنوعة المتعددة والسلاسل البارزة التى تعلق بها النشء والشباب، وهو الرجل الذى سلط الأضواء على البطولات الخفية والملاحم البطولية من الملفات السرية للمخابرات المصرية، وقد استقبل فى الفترة الأخيرة ثلاثة عناوين جديدة صدرت بقلمه هى: رواية «الكلمة الأخيرة» وقصة رعب «الدائرة» إلى جانب كتاب «المتسلسل» فضلا عن عدد خاص فى سلسلة «ملف المستقبل»، وبهذه المناسبة جاء هذا الحوار الذى يحاول السباحة فى عالمه الفسيح جدا:

 تنقلك بين ألوان متعددة من الأدب ما بين أدب الجاسوسية والخيال العلمى والنصوص التى تخاطب الشباب.. ألا يرهقك ذلك؟، وكيف توازن بين كل هذه الاهتمامات؟

الأديب يكتب الفكرة التى تأتيه، فهو لا يصنف الأفكار ولا يسأل نفسه فى أى اتجاه كانت هذه الفكرة، ففكرة التخصص فى الأدب ما هى إلا وهم، إذا واتت أديب الخيال العلمى فكرة رومانسية هل يتجاهلها لأنها ليست فى مجاله؟! أنا أكتب ما يجول بخاطرى فقط، ولم أهتم بقصة النشر أو أبحث عن ناشر من بعد أول عمل لى أبدًا.

 يقولون إن أدب الجاسوسية والبطولات الحقيقية من ملفات المخابرات هو خير وسيلة لبث روح الانتماء فى نفوس الشباب والصاعدين.. فما رأيك؟
أعتقد أن عنصر الحقيقة ليس شرطًا، فمثلًا منذ القدم كانت الملاحم التى تحكى هى التى تبث روح الانتماء وتعزز الوطنية لدى الناس، يكفى فقط أن يحوى العمل المقدم المعنى المطلوب، فإذا أنتجنا فيلمًا عن عمل بطولى ليس شرطًا أن تكون القصة واقعية لتجعل الجمهور متأثرا ومنتشيا بأحداثه، فالخيال والحقيقة ليسا العامل المهم، وأكبر مثال هو تأثرنا بغادة الكاميليا والفرسان الثلاثة، كما أن هناك فرقا بين الأديب والمؤرخ، فالأديب غير مقيد بالحقيقة لضمان تأثيره على الناس، على عكس المؤرخ الذى يسرد حقائق بحتة.

 هل حقًا أنت الأب الشرعى لعدد من الكتاب الذين انبهر بهم الشباب «كأحمد خالد توفيق»؟
- لست أبًا شرعيا، ولكن قد وفقنى الله أن أكون معه فى بداية طريقه، فحكاية «أحمد خالد توفيق» هى أنه أتى بقصة لمؤسسة كنت أنا المسئول عن لجنة النشر بها، وكنت فى إجازة، وبعد عودتى وجدت أن عمله تم رفضه، لسبب ضعيف جدًا، وهو أن عدد الصفحات غير كاف، ليس هناك أدب صفحاته غير كافية، فالأديب يكتب ونحن نضبط عدد الصفحات على كتابته، ثم قررت قراءة قصته وأكتشفت أنه موهوب جدًا فألغيت قرار الرفض، وطلبت الهتمام بهذا الكاتب الصاعد لأنه يستحق، وأن لم نفز به سيظفر به غيرنا، هكذا فأنا لم أكن أعرفه قبلًا ولكن كتابته عرفتنى عليه خير معرفة.

 للشباب مفاتيح وجسور تمتد إلى وجدانه ونفسه، فلماذا ينجح البعض فى استخدامها، ويفشل البعض الآخر؟
 أنا فقط أكتب ما أريد، وما أكتبه يصل إلى شباب بطريقة آلية، فأنا لا أضع خططا للوصول، ربما لأننى أكتب بحب فيصل إليهم أدبى ويستشعرون من وراء الكلمات حبي، ولكنى فى الواقع لا أعرف كيمياء الوصول للشباب.

 هل تعتبر «أدهم صبري» تاج نتاجك الإبداعى؟
- لا، ملف المستقبل أعتبره تاج أعمالى، فهو أكثر إبداعًا، لكن رجل المستحيل أكثر نجاحًا وانتشارًا.

 لماذا تخاصمك السينما؟
- لم تخاصمني، فأنا كتبت فيلم «الرهينة»، ومسلسلى «العميل 1001»، و»من الجاني»، ولكن تكلفة أعمالى مرتفعة جدًا عندما تتحول إلى دراما، غير أن فكرة تحول العمل المكتوب إلى مرئى فكرة حلوة، ولكن لا يوجد أديب يحب إبداعاته بعد تحويلها إلى أعمال درامية، لأن الأديب هو إمبراطور عمله وعالمه يكتب ما يشاء وقت ما يشاء، وعندما يتحول العمل إلى الدراما يصبح الأديب مجرد جزء فى منظومة كل من فيها يدلو بدلوه، فنجيب محفوظ يقول: أنا لست مسئولا عن الفيلم، الرواية فقط هى مسئوليتي، فالأديب مسئول عن مملكته، أما مملكة الدراما المسئول عنها كثيرون، ليست اختصاصه.

 إذا كانت الأعمال التى قدمتها من ملفات المخابرات قد لاقت نجاحًا، فلماذا انت مقل فى هذا المجال رغم حاجة الواقع إليه؟
- قد ظللت أكتب فى مجلة الشباب عشر سنوات من ملفات المخابرات، ثم كتبت ثلاثة كتب عن الأعمال التى حدثت قبل حرب أكتوبر، وأيضًا كتبت العميل 1001، فأنا لست مقلا فى هذا المجال.

حدثنا عن مشروعك الجديد.
هو مشروع سينمائى إحدى قصص مجموعة «رجل المستحيل» تتحول إلى فيلم، وأكتب حاليًا مسلسلا جديدا لم أختر له عنوانا بعد.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة