حادث محطة مصر| هل احترقت خطة «عرفات» لتطوير السكك الحديدية بنيران رصيف 6
حادث محطة مصر| هل احترقت خطة «عرفات» لتطوير السكك الحديدية بنيران رصيف 6


حادث محطة مصر.. هل تحترق خطة «عرفات» لتطوير السكك الحديدية بنيران رصيف 6

نشوة حميدة

الخميس، 28 فبراير 2019 - 07:11 م

«خطأ فردي خلّف كارثة تحمّل مسئوليتها وزير».. عبارة تتردد بقوة داخل أروقة وجنبات وزارة النقل خاصة بين موظفي هيئة السكة الحديد هكذا، إثر حادث جرار قطار 2023، الذي انفجر، أمس الأربعاء، بمحطة القاهرة للسكك الحديد «محطة مصر»، عقب اصطدامه برصيف نمرة 6، مخلفًا عدد من الضحايا والمصابين.

على الرغم من اعتراف «علاء فتحي» قائد الجرار المنكوب، بتسببه في الحادث عن طريق «خطأ فردي» نتج عن مشاجرة مع زميله، إلا أن وزير النقل الدكتور هشام عرفات، قرر تحمل المسئولية السياسية للحادث، وقدم استقالة قبلها رئيس مجلس الوزراء، المهندس مصطفى مدبولي الذي هرع إلى المكان في ظل حالة الاستياء والحزن العام الذي أصابت البلاد من القيادة السياسية حتى المواطنين.


استقالة «أنشط وزير»

قرار الوزير الذي اتخذه لتحمل المسئولية السياسية أمام القيادة والمواطنين، قابلته حالة من الحزن في قطاعات عدة بوزارة النقل، ومنها هيئة السكة الحديد، الذي وصفه كبار المسئولين والموظفين والعمال بـ«أنشط وزير نقل» جلس على كرسي تلك الوزارة في السنوات الأخيرة.. كثيرون منهم أدلوا بتصريحات لكنهم أصروا على عدم نشرها في ظل تلك الحالة المضطربة إثر الحادث.


بالتزامن مع وقوع الحادث المؤلم الذي راح ضحيته أكثر من 20 مواطنا وعشرات المصابين وتداعياته، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، بحملة هجوم على هيئة السكك الحديدية، متسائلين عن خطط التطوير .. وفي التقرير التالي تقدم «بوابة أخبار اليوم» الإجابة في سطور.

 

«عرفات».. صاحب أضخم صفقة في تاريخ السكة الحديد


قبل 4 سنوات من الآن، كلفت القيادة السياسية مسئولي النقل وعلى رأسهم الوزير السابق هشام عرفات، بتطوير مرفق السكة الحديد الذي يعاني من الشيخوخة، في مدة لا تتعدى 6 سنوات، بداية من 2014 وحتى عام 2020، وتم رصد مبلغ 56 مليار جنيه لتنفيذ مخطط التطوير.

بعد تولى الدكتور هشام عرفات حقيبة النقل، نجح في تنفيذ جزء كبير من خطة التطوير، ولعل أبرز الشواهد على ذلك توقيع عقود صفقة توريد 1300 عربة قطارات، التي توصف بأضخم صفقة في تاريخ السكة الحديد، بجانب قطع شوطً كبير في تطوير نظم الإشارات والمزلقانات، وتحويل التشغيل من الميكانيكي إلى الإلكتروني لإنهاء أخطاء العنصر البشري، مع تنفيذ عدد من المشروعات في مجال مترو الأنفاق.

 

تطوير القطار «القشاش»


البداية من صفقة الـ 1300 عربة قطارات، حيث شهد شهر سبتمبر 2018، توقيع هيئة السكة الحديد، عقود 1300 عربة قطارات ركاب، بينها 500 عربة قطارات «درجة ثالثة مكيفة» أو ما يعرف بـ«القشاش» للسكة الحديد، مع شركة «ترانس ماش هولدينج» المجرية الروسي ، ومن المقرر وصول الدفعة الأولى من تلك العربات، في مارس 2020. 


ووصفت هذه الصفقة بالصفقة الأضخم فى تاريخ السكك الحديدية، ووقع عن الجانب الأول المهندس أشرف رسلان، رئيس هيئة سكك حديد مصر، وعن الجانب الثانى سيرجيو كوربانوف، نائب رئيس الشركة، وذلك بحضور الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، وسفيرى روسيا والمجر لدى القاهرة.


صراحة ومكاشفة قبل الحلول

«عرفات» أكد آنذاك أن السكة الحديد لم تطور منذ حرب اليمن، لافتًا إلى أن تلك الصفقة تُحدث نقلة نوعية في تقديم خدمة مميزة لركاب السكك الحديدية، موضحًا أن الوزارة تسرع الخطى في إنجاز المشروعات الخاصة بالنقل الجماعي، مثل مشروعات صيانة (40) جرار وتطوير نظم التحكم والأعمال المدنية لعدد (295) مزلقان وتطوير (86) محطة سكة حديد، وكذلك إنشاء ازدواج بطول (15) كم بطريق أسيوط- سوهاج شرق النيل ضمن أعمال ازدواج الطريق وذلك حتى يشعر المواطن بتقدم ملحوظ في مجال النقل.


وأوضح الدكتور هشام عرفات أن إجمالي قيمة الصفقة تبلغ 22 مليار جنيه وتشمل 800 عربة مكيفة (500 درجة ثالثة مكيفة وهى خدمة جديدة يتم تقديمها للركاب لأول مرة فى تاريخ سكك حديد مصر و180 درجة ثانية مكيفة و90 عربة درجة أولى مكيفة و30 عربة بوفيه مكيفة) و500 عربة درجة ثالثة ذات تهوية ديناميكية، وسيتم توريد الدفعة الأولى من العربات بعد 14 شهرًا من تاريخ تفعيل العقد، على أن يتم توريد ال 1300 عربة خلال 40 شهرًا.


وذكر وزير النقل آنذاك، أن القطارات المميزة الحالية العاملة على خطوط المسافات الطويلة سيتم نقلها للعمل على خطوط الضواحى بعد توريد العربات الجديدة، وذلك بدلًا من قطارات الضواحى الحالية ذات اللون الأصفر التى ستخرج من الخدمة تمامًا.

 

تعاقد على 100 جرار جديد


أما بالنسبة للجرارات الجديدة، فتم التعاقد مع شركة «جنرال إلكتريك» الأمريكية لتصنيع وتوريد، 100 جرار، مع إعادة تأهيل وصيانة 81 جرارًا كانت متوقفة منذ عدة سنوات، وسيتم وصول أول دفعة منها في شهر سبتمبر المقبل.


في أكثر من تصريح له أكد «عرفات» أن الوازرة تسابق الزمن لتطوير هيئة سكك حديد مصر، وتجلى ذلك في مشروعات تحديث البنية التحتية، وكذلك البنية الفوقية المتمثلة في شراء العربات والجرارات الجديدة، فكان دائما ما يقول: «هناك عزيمة وإرادة سياسية غير مسبوقة في تطوير السكة الحديد، فهدفنا تقديم خدمة على مستوى عالِ لجميع المواطنين وبأعلى درجة من الأمان».


في شهر سبتمبر المقبل، تدخل أول دفعة من صفقة الـ181 جرارًا من «جنرال إلكتريك» الأمريكية الخدمة في شهر سبتمبر المقبل، إضافة إلى قرب توريد عربات بضائع جديدة من قبل الهيئة العربية للتصنيع، تلك كانت من إنجازات وزير النقل المستقيل الذي تعهدًا بحدوث طفرة قريبًا في قطاع السكة الحديد، وأنه فور التأكد من مطابقة الجرارات والعربات للمواصفات وتجربتها والموافقة عليه واعتمادها من قبل الهيئة، سيبدأ توافدها بواقع 10 جرارات شهريا.

 

نقل الحاويات من مينائي الإسكندرية والسخنة


وتحدث الوزير عن تشغيل قطارات لنقل الحاويات تم مينائي الإسكندرية والسخنة لمدينة 6 أكتوبر بالتزامن مع ذلك، وإعادة تأهيل 81 جرارًا و140 عربة نقل بضائع، والبدء في تحديث السكة للمسافات الطويلة.

 


تطوير المزلقانات.. مهمة صعبة


يسير مشروع كهربة إشارات السكة الحديد، بمعدلات متقدمة جنبا إلى جنب مع إزالة الإشغالات العشوائية من على مزلقانات السكة الحديد في جميع المحافظات، وفي ذلك قال «عرفات»: «نبذل مجهودا كبيرا في مشروع كهربة الإشارات، حيث كان النظام القديم "نقطة ضعفنا" في الشبكة، لكن يتم استبدال هذا النظام الميكانيكي بنظام إلكتروني متطور  يقضي على جميع المشاكل، ويزيد معدلات الأمان، كما يخفض زمن التقاطر».


وبالنسبة لتطوير المزلقانات، فقد تمت عملية التطوير المدني لـ600 مزلقان، 370 أخرى بنظم التحكم بالكهرباء، وتم دعم تنفيذ المشروع بخط "الجيزة- بني سويف" و"بني سويف- أسيوط"، وتتواصل الأعمال على خط القاهرة- الإسكندرية، وخاصة بمنطقة كفر الزيات- إيتاي البارود بواقع 17 كم.

 

تجديد وتطوير محطة المرج الجديدة


ومن قطار السكة الحديد لقطارات مترو الأنفاق، فتم في عهد «عرفات» إنجاز وتطوير معظم أرصفة الخط الأول للمترو «المرج حلوان» وتدعيمها بأبواب حديدية متطورة، بجانب افتتاح تشغيل محطة مترو المرج الجديدة بعد 8 أشهر من الإغلاق لتطويرها، ويسهم الازدواج في القضاء على التكدس بالمحطات، كما يقلل زمن التقاطر بين محطتي المرج القديمة والجديدة من 12 دقيقة إلى 3 دقائق ونصف الدقيقة، كما يمكن الراكب من الوصول من حلوان إلى المرج الجديدة في زمن قياسي هو 75 دقيقة فقط.


 
وأشاد سكان منطقة المرج بالمحطة الجديدة بعد تطويرها وتنفيذ عمليات الازدواج التي تقلل زمن التقاطر لـ 3 دقائق بدلًا من 13 دقيقة، فيما أطلقت بعض السيدات «الزغاريذ» احتفالا لافتتاح المحطة.

 

 

مترو مصر الجديدة


الجرار المنكوب لم يمهل المهندس هشام عرفات افتتاح إنجاز الجزء الأول من المرحلة الرابعة للخط الثالث للمترو الأنفاق المعروفة باسم «مترو مصر الجديدة»، الذي كان من المقرر الافتتاح الرسمي لهذه المحطات خلال أيام.


مصادر لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن جميع تجارب التشغيل التجريبي وكل الاختبارات لأنظمة الإشارات والاتصالات والتحكم والأنظمة الكهروميكانيكية، تم الانتهاء منها قبل أسابيع، لافتة إلى المشروع أصبح جاهزا للافتتاح، وسيتم افتتاحه بحضور رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي خلال أيام.


وأوضحت المصادر أن هذا الجزء يشمل 4 محطات نفقية، ابتداء من هارون، ونادي الشمس بمصر الجديدة بطول 4 كيلومترات، مشيرة إلى أنها تتوافر فيها إجراءات الأمان بشكل كامل. 


كما تم إعداد دراسات استشارية الآن لمد خطوط الخد الثاني لمترو الأنفاق إلى مدينة قليوب، وكذلك تنفيذ شبكة مترو أنفاق مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية.

 

ويبقى السؤال، هل أحرق الجرار المكنوب خطة «عرفات» لتطوير هيئة السكك الحديدية وشركة مترو الأنفاق؟!!

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة