الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون


رغم الأجواء الودية والعلاقات الجيدة.. لماذا تفشل واشنطن وبيونجيانج  في التوصل لاتفاق؟

آية سمير

الجمعة، 01 مارس 2019 - 03:45 م

رغم العلاقات الجيدة والأجواء الودية التي يتفاخر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقامتها مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، إلا إن واشنطن وبيونجيانج حتى الآن تفشلان في التوصل لاتفاق رسمي بين البلدين يضمن تخلي كوريا الشمالية عن برنامجها النووي، ويعطي الولايات المتحدة الضمانات الكافية لفتح صفحة جديدة مع الدولة التي يعتبرها ترامب، «قوة اقتصادية حقيقية».


قمة ثانية مليئة بالصور التي تشير لعلاقة شخصية ودية بين الزعيمين، وتصريحات صحفية تؤكد وجود قدر كبير من التفاهم، إلا إن الاتفاقيات التي كان من المتوقع أن يتم إبرامها خلال لقائهما الثاني في هانوي بفيتنام، لم تحدث، وذلك لعدد من الأسباب أدت لوصف ما حدث ببساطة بـ«فشل للقمة».


كان من المقرر أن تستمر المباحثات على مدار يومي الأربعاء والخميس 27 و 28 فبراير، إلا إنه تم عقد ما خطط له الطرفان في اليوم الأول واختزال اليوم الثاني في لقاء قصير ورحيل مفاجئ.


عقب انتهار القمة أصدر البيت الأبيض بيان يوضح فيه أن فشل القمة يرجع لرغبة كوريا الشمالية برقع العقوبات المفروضة عليها، وهو نفس ما أكده ترامب في تصريحات للصحفيين، حيث قال إن اجتماعه مع زعيم كوريا الشمالية في فيتنام لم يسفر عن التوصل لاتفاق بسبب مطالب كوريا الشمالية برفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.    


 وقال ترامب  إن بيونجيانج كانت تسعى بشكل أساسي لرفع العقوبات بشكل كامل إلا إن واشنطن لا يسعها فعل ذلك، وبالتالي «كان يجب علينا الانسحاب من القمة.»


وأكد الرئيس الأمريكي على أن الأجواء ظلت ودية للغاية مع كيم في ختام المحادثات، مشددا على أن كوريا الشمالية وعدت بعدم إجراء أي تجارب وأنه يثق في تصريحات ووعود كيم له.


وفي مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بفيتنام، قال إن كوريا الشمالية خلال مباحثاتها افتقرت للوضوح بشأن ما يمكنها تقديمه فيما يتعلق بتفكيك منشأة يونجبيون النووية.


وتابع بومبيو: «كانوا صريحين للغاية فيما يتعلق بما هم مستعدون لفعله في يونجبيون لكن لم يكن هناك وضوح تام بشأن النطاق الكامل لما هم مستعدون لتقديمه، مشيرا إلى أن واشنطن حريصة على العودة إلى الطاولة لمواصلة تلك المحادثات».


وفي أعقاب القمة، أصدرت عدد من الدول بيانات تؤكد فيها على أسفها لعدم تحقيق الهدف الأساسي من الإجتماعات، وهو إقناع بيونجيانج، بالتخلي عن برنامجها النووي، لكنهم في نفس الوقت رفضوا وصف القمة بأنها فشلت.


ففي تصريح للبرلماني الروسي فلاديمير دزهاباروف رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الاتحاد الروسي، قال تعليقًا على القمة، إن الانتهاء المبكر للقاء القمة الثانية التي جمعت بين ترامب وكيم جونج أون في العاصمة هانوي لا يمكن النظر إليه باعتباره فشلا.


وأضاف فيما نقلته وكالة أنباء «تاس» الروسية: «لا أعتقد أن هذا يعني فشل المفاوضات، فلقد تم عقد الاجتماع رغم ذلك، ثمة بعض النتائج وبعض الخطط للمستقبل، من الواضح أنهما قرروا الوقوف هنا».


ونقلت عدد من التقارير الإعلامية تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، التي أكدت أن السبب الرئيسي لعدم التوصل إلى اتفاق ما بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في قمة هانوي، هو أن الرئيس ترامب لم يرغب في تكرار خطأ سلفه باراك أوباما.


وتابعت، سارة ساندرز: «الرئيس أوباما رفض التراجع عن إبرام صفقة سيئة مع إيران. أما الرئيس دونالد ترامب فقد رفض تكرار نفس الخطأ مع إيران وكوريا الشمالية، إنه يضع أمن الشعب الأمريكي فوق السياسة».


وعلى الرغم من ذلك، فإن الرئيس ترامب للمرة الثانية، تعرض لموجة كبيرة من الانتقاد اللاذع من جانب عدد من السياسيين الأمريكيين عقب قمته مع كيم، وتحديدًا لتصريحاته لوسائل الإعلام التي أكد فيها أنه يثق في وعود وتصريحات نظيره الكوري الشمالي.


وعلى الرغم من أن ملف الأسلحة النووية كان هو الأولوية خلال لقاء الزعيمين، إلا إن الانتقادات التي تم توجيهها لترامب جاءت على خلفية قضية احتجاز الطالب الأمريكي أوتو وارمبير الذي كان مسجونا بكوريا الشمالية عام 2017 وأعيد إلى الولايات المتحدة في حالة غيبوبة حيث فارق الحياة، نتيجة أضرار جسيمة بالمخ.


وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده ترامب في فيتنام قبل رحيله، سأله احد الصحفيين إذا ما كان بحث ذلك الأمر مع كيم جونج أون، فرد قائلاً، إنه قام بذلك بالفعل، لكن الزعيم الكوري الشمالي لم يكن على علم بالأمر، وأنه يشعر بالأسى الشديد تجاه ما حدث.


وأشار ترامب إلى انه صّدق كيم في تصريحاته، مما جعله يواجه عاصفة كبيرة من الانتقادات.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة