براسكوس المصري يتصدى لإحدى الكرات أمام منتخب اليونان
براسكوس المصري يتصدى لإحدى الكرات أمام منتخب اليونان


حكايات| السد العالي اليوناني (2).. جمهور اليونان يستقبل «براسكوس المصري» بالشتائم

عمر البانوبي

الجمعة، 01 مارس 2019 - 11:05 م

 

 

حين صرخ الآلاف بصوت واحد يهاجمونه، صمت آذانه تحت الخشبات الثلاث لمرمى الفراعنة، كادت الدموع تتساقط من عيني براسكوس اليوناني حارس مرمى منتخب مصر في خمسينيات القرن الماضي إلا أن الأرض انشقت من خلفه بالكابتن ... يشجعه بحرارة لتحدث المفاجاة.

 

’’ استقبلنا بسعادة كبيرة رد الفعل الراقي من جماهير كرة القدم المصرية وكذلك الإعلام اليوناني على نشر حكاية اليوناني المصري براسكوس الذي نال الجنسية المصرية ليحرس عرين منتخب الفراعنة ويتوج بأول بطولة إفريقيا في التاريخ عام 1957 في السودان ’’

 

وخلال الحديث الذي اختصت به ماريا براسكوس «بوابة أخبار اليوم»، اكتشفنا الكثير من الكواليس في رحلة حارس المرمى المصري اليوناني، وعلى رأسها مفاجأة كبرى بأن براسكوس كان الحارس الأساسي لمنتخب مصر أمام بلده الأصلي اليونان.

 

اقرأ للمحرر:  السد العالي اليوناني (1) .. «براسكوس» حارس قاد مصر لأول بطولة أفريقية

 

يجمعنا البحر المتوسط

حصل براسكوس على الجنسية المصرية عام 1954 بناء على طلبه فور علمه برغبة اليوغوسلافي ليوبيسا بروشتش، المدير الفني لمنتخب مصر آنذاك، في الاستعانة به للتواجد حارسًا أساسيًا مع منتخب الفراعنة الذي كان يستعد لأكثر من بطولة على رأسها دورة ألعاب البحر المتوسط.
 

لم تكن خطوة حصول براسكوس على الجنسية المصرية مجرد مسوغ لتمثيل منتخب مصر، لأنه ولد على أرضها وعاش صباه وشبابه في شوارعها بين بورسعيد والإسماعيلية، حتى أصبح أشهر حراس المرمى في الدوري الممتاز مع نادي أولمبي القناة الذي صعد به مع جيل من اللاعبين التاريخيين موسم 1954-55 إلى الدوري الممتاز.


كانت دورة ألعاب البحر المتوسط هي البطولة الأبرز في كرة القدم خلال مطلع الخمسينات، وفتحت الباب أمام منتخب مصر للاحتكاك بغيره من المنتخبات الأوروبية المطلة على البحر المتوسط، ومنها المنتخب اليوناني وهي بلد الأب والجدود بالنسبة لبراسكوس الذي أصبح مصريًا خالصًا.

 

اقرأ للمحرر: رحلة المنصورة.. النادي «الملكي» من مغامرة إفريقيا إلى المظاليم

 


المواجهة الأولى
لم يتسلل التردد لنفس براسكوس لحظة واحدة، كان ينتمي إلى مصر حبًا وعشقًا وحياةً وجنسية حين علم أنه سيواجه منتخب بلاده الأصلي اليونان في دورة ألعاب البحر المتوسط عام 1954، وبالفعل جاء اليوم المشهود 7 نوفمبر عام 1954، وتم اختياره ليكون الحارس الأساسي لمنتخب مصر أمام اليونان.

 

يروي حسن أمين، لاعب بورفؤاد السابق والصديق المقرب من براسكوس قائلا: «عندما وقف براسكوس للمرة الأولى في حراسة مرمى مصر أمام منتخب اليونان، لم يكن الأمر سهلاً على الإطلاق، لأن هذه المباراة لعبت في اليونان وتحت أنظار 25 ألف مشجع يوناني في المدرجات».

 

ويضيف: «نال براسكوس انتقادات وشتائم عنيفة من جانب الجمهور اليوناني، ولكن كان نور الدالي، مدافع مصر والزمالك التاريخي، كان يدعمه طوال اللقاء بعبارات تحفيزية ليكمل المباراة دون أن يتأثر بكل ما يسمعه من الجمهور اليوناني، وانتهت هذه المباراة بالتعادل بين مصر واليونان بهدف لمثله سجل لمصر السيد الضظوي في الدقيقة الخامسة، وتعادل لليونان البديل بامبيس كويكوريديس في الدقيقة 50 بعد مشاركته بـ 4 دقائق».

 

المواجهة الثانية

 

لم تكن المواجهة الثانية سهلة على الإطلاق، فكان وقعها أكبر، حين التقى منتخب مصر نظيره اليوناني وديًا على أرضه ووسط جماهيره مجددًا بعد يومين فقط وتحديدًا في التاسع من نوفمبر عام 1954، وكان براسكوس على موعد مع مواجهة جماهير اليونان.

 

بدأ اللقاء بحماس شديد من الجماهير امتصه الهدف الأول الذي سكن شباك براسكوس صاحب الأصول اليونانية، لكن سرعان ما تغيّر السيناريو وسط تحفيز شديد من نور الدالي لصديقه المصري الذي يحرس عرين الفراعنة أمام منتخب بلاد أجداده.

 

تماسك براسكوس حتى نهاية المباراة التي شهدت فوزًا صعبًا للمنتخب المصري بهدفي أحمد مكاوي والسيد الضظوي، وخرج الحارس المصري برأس مرفوعة من الملعب أمام جماهير اليونان التي لم تتوقف عن الهتاف ضده، لكن كان مخلصًا في حراسة عرين الفراعنة.

 

اقرأ للمحرر: السحر الأسود والكرة.. دماء قرود وعظام ومصر تخسر بـ«ذكر ماعز»

 

 

المواجهة الأخيرة

 

في التاسع والعشرين من يناير في العام 1955، كان براسكوس على موعد مع مواجهة جديدة أمام منتخب اليونان، ولكنها مختلفة بإقامتها على أرض مصر هذه المرة، ووسط الجماهير المصرية التي تعرف براسكوس جيدًا.

 

فوجئ براسكوس بالدعم الكبير من جانب الجماهير المصرية في المدرجات ومن زملائه وخصوصًا نور الدالي، وحنفي بسطان ويكن حسين، ومرت المباراة بسلام، وانتهت بالتعادل بهدف لمثله، سجل لمصر السيد الضظوي في الدقيقة 29، وتعادل لليونان فاجيليس باناكيس في الدقيقة 40.

 

وتقول ماريا براسكوس: «لقد كان والدي يفتخر بتاريخه مع كرة القدم في مصر، ويحتفظ بكل الصحف التي كتبت عنها أو أشادت به خلال مسيرته مع الساحرة المستديرة، قبل أن يهاجر إلى استراليا، لقد عمل بالتدريب هناك لمدة 6 سنوات في نادي يدعى آثينا، قبل أن نعود إلى اليونان».

 

 

وتكمل حديثها: «لا يمكننا نسيان مصر، لقد زرتها لأكثر من مرة مع والدي قبل وفاته، تم تكريمه من نجوم الكرة المصرية في بورسعيد حيث بدأ ممارسة كرة القدم، كما كرمه عادل هيكل في النادي الأهلي، وكذلك نجوم نادي الزمالك في مقر ناديهم بعد ذلك في العام 1996».

 

السد العالي اليوناني (2).. جمهور اليونان يستقبل «براسكوس المصري» بالشتائم

السد العالي اليوناني (2).. جمهور اليونان يستقبل «براسكوس المصري» بالشتائم

السد العالي اليوناني (2).. جمهور اليونان يستقبل «براسكوس المصري» بالشتائم

السد العالي اليوناني (2).. جمهور اليونان يستقبل «براسكوس المصري» بالشتائم

السد العالي اليوناني (2).. جمهور اليونان يستقبل «براسكوس المصري» بالشتائم

السد العالي اليوناني (2).. جمهور اليونان يستقبل «براسكوس المصري» بالشتائم

السد العالي اليوناني (2).. جمهور اليونان يستقبل «براسكوس المصري» بالشتائم

السد العالي اليوناني (2).. جمهور اليونان يستقبل «براسكوس المصري» بالشتائم

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة