محمد درويش
محمد درويش


نقطة في بحر

محمد درويش يكتب: إذاعة القرآن الكريم.. لها حق

بوابة أخبار اليوم

السبت، 02 مارس 2019 - 09:05 م

 

تنتابني الحيرة في الإمساك بأول خيط للحديث عن كارثة جرار السكة الحديد التي وقعت صباح الخميس الماضي وأودت بحياة 22 نفساً وإصابة أكثر من أربعين آخرين.

هل أبدأ بزميل لي يحضر كل يوم من بلدته التابعة لمحافظة الجيزة، يركب القطار يومياً باشتراك مخصص للموظفين العاملين في الحكومة أو مؤسسات صحفية قومية وغيرها تابعة للدولة، الاشتراك قيمته جنيهات معدودة سواء كان سنوياً أو كل ثلاثة أشهر وبحسبة بسيطة سنجد أن تكلفة المشوار ذهاباً وإيابا قروشاً لا يتجاوز عددها مجموع أصابع اليدين تمثل واحداً علي خمسين من تكلفة ركوب الميكروباص أو حتى التوك توك.

أم نبدأ بالصديق الذي أقسم بالله أن هناك قطاراً من محطة مصر إلي طنطا قيمة تذكرة إحدى درجاته ثلاثة جنيهات في مقابل خمسة وعشرين جنيها للميكروباص من القللي إلي طنطا وزادت حدة نبراته وهو يجدد قسمه بأن نصف الركاب وربما ثلاثة أرباعهم لا يدفعون حتى الثلاثة جنيهات، وإذا طلب الكمساري ثمن التذكرة تعرضوا له إيذاء بالقول تمهيداً للتعدي الجسدي إذا استمر في إصراره علي تحصيل حق الدولة، ولا يبقي له إلا أن يؤثر السلامة منسحباً من أمامهم.

أم هل نتطرق إلي ماكينات الخروج والدخول من محطات المترو التي مضي عليها سنوات وهي لا تعمل وأصبح من المألوف أن يقفز من فوقها الشباب دون تذكرة وأن يسمح العاملون بعبور كبار السن دون اعتراض وهم يمسكون بذراع الماكينة حتى يتمكنوا من الدخول أو الخروج، وهل سأل أحدنا كم مليون من الجنيهات يوميا أو شهرياً تخسرها هيئتا المترو والسكة الحديد رغم أننا لا نحتاج إلا الأقل بكثير من أموال لضبط المنظومة وعدم السماح بالتزويغ.

ثم هل ندخل من باب »ثقافة الاستهانة»‬ هذا التعبير الذي أطلقه عالم الاجتماع د. سمير نعيم واصفا حال المصريين تجاه التعامل اليومي مع كل مجريات الحياة وتخليهم عن مبدأ «‬أعقلها وتوكل» حيث تواكلوا دون أخذ الأسباب ولسان حالهم يقول »‬خليها علي الله».!

وأخيراً لا نطالب بزيادة الأعباء علي المواطن البسيط الذي يعاني من غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار بشكل سحب المستور إلي ما دون الستر وجر الطبقة المتوسطة إلي أسفل لتلحق بمحدودي الدخل الذين يدفعون الثمن أضعافا مضاعفة.

الحلول كثيرة للخلاص من انهيار منظومة النقل بالسكك الحديدية قد يكون أحدها الخصخصة مع رقابة حكومية صارمة ودعم حقيقي للمستحقين أو البحث عن وسيلة لإعادة الهيكلة حتى نتخلص من الشبكة العنكبوتية والدولة العميقة التي تترصد أية محاولة للإصلاح.

وختاماً كنت أتعجب من إعلانات إذاعة القرآن الكريم وأطالب مثل كثيرين بمنعها أما بعدما حدث صباح الخميس فقد أيقنت أن لها حق ولذا أدعوها إلى إعادة إعلانها الذي تحث فيه المستمعين من ركاب القطارات والمترو إلى التأمين على حياتهم للحصول علي تعويض مناسب إثر الحوادث عند الإصابة أو للورثة عند الاستشهاد في حادث مترو أو قطار. 
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة