جراد حبنا.. أغلى أكلة عربية وعقوبة فرعونية وهدية إلهية للنبي أيوب
جراد حبنا.. أغلى أكلة عربية وعقوبة فرعونية وهدية إلهية للنبي أيوب


حكايات| جراد حبنا.. أغلى أكلة عربية وعقوبة فرعونية وهدية إلهية للنبي أيوب

منةالله يوسف

الأحد، 03 مارس 2019 - 04:59 م

بألوانه الخضراء والبنية والصفراء، وحجمه الذي لا يتعدى جرامات محدودة، أصبح الجراد لاعبًا مميزًا في التمويه والاختباء بين الأشجار والفروع الخضراء وفي أرجاء الصحراء ليحمي نفسه.

 

وبسرعة 16 إلى 20 كيلو متر في الساعة، تستطيع الجرادة الطيران، تاركة خلفها صوتًا موسيقيًا عند احتكاك أرجلها بأجنحتها، ورغم ارتباط اسمها في القصص القرآني بـ «العقاب»، إلا أنها صارت «معشوقة» العرب في بعض الأحيان، وحالياً يوجد منها نحو 20 ألف نوع على مستوى العالم، ووصل سعر الوجبة في السعودية إلى 300 ريال.

 

أرقام مخيفة

 

حشرة صغيرة، يتراوح طولها من 3 إلى 13 سم، لها 6 أرجل وأسنان حادة وعيون ثاقبة، تتغذى على 100 ألف طن من النباتات الخضراء والمحاصيل الزراعية، أي ما يكفي لغذاء حوالي نصف مليون شخص لمدة سنة.

 

تأكل الجرادة ما يوازي وزنها، غير أن سرب صغير يستطيع أن يتغذى على عشرة أفيال أو 25 جملًا أو ما يتناوله 25 ألف إنسان في يوم واحد.

 

ورغم كل ذلك، إلا أن الجراد احتل مكانة عظيمة لدى بعض الشعوب حتى لُقب بـ «معشوق العرب»؛ لأنه يمثل طبقًا محببًا لديهم، فكثير من الآسيويين والعرب، وتحديدا السعوديين يأكلون الجراد، لكونه غني بالبروتين الذي يمثل 62% منه بجانب دهون بنسبة 17% وعناصر غير عضوية، واحتوائه على المعادن والفوسفور والكالسيوم.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| جويرية «سوبر دوبليرة» مصرية.. الجرأة حلوة مفيش كلام

 

وينتظر شعوب تلك البلدان، سنويا الزيارات التي يقوم بها الجراد لمناطقهم، لطبخه مقليًا أو محمصًا وربما مسلوقًا أو مجففًا كذلك، كما يوفر فرص العمل للبعض في اصطياده وبيعه.

 

وكان الليبيون القدماء إذا هجم عليهم الجراد قاموا بقتله لأكله، وذلك بفصل الرأس والأجنحة والأرجل ثم يشمس حتى يجف وأخيرا يتم بشره على حليب الأبقار أو الماعز للشربة.

 

جنود الله في القرآن

 

ويقدم المفسرون الجراد كأحد جنود الله التي يسلطها ليعذب بها من يشاء من عباده، وجاء ذكره في«سورة الأعراف»: «فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ».

 

 

فعندما وصل موسى إلى فرعون، واجهه بما لديه من معجزات عظيمة على رأسها العصا التي تتحول إلى أفعى حقيقية، وبالرغم من ذلك أبى فرعون، فسلط الله تعالى عليه وقومه عذابات مختلفة ذكرها القرآن الكريم وكان منها الجراد والنمل والقمل لينتقم منهم. 


هدية للنبي أيوب

 

كان سيدنا أيوب من الأنبياء الأغنياء، وهبه الله سبحان وتعالى الأملاك الواسعة والأراضي الخصبة، وكان عليه السلام شاكرًا لنعم الله، يبر المساكين ويساعد الفقراء.

 

 

ولكن ابتلاه الله بلاءً شديدًا وعناءً كبيرًا بهدف تعظيم ثوابه وأجره، فكان عليه السلام لم يعترض على قضاء الله وقدره، وبعد أن اشتد المرض على سيدنا أيوب حتى زاره أحد المؤمنين في مرة فأرتد أحدهما عن دين الله وكفر معتقدًا أن الله لا يبتلي المؤمنين والأنبياء الصالحين، وبالرغم من غمته ظل يدعو له بالهداية.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| وجبة «المقلوبة» السياسية.. سر انتصار صلاح الدين وهزيمة ترامب

 

ومع الأيام رفع الله عن نبيه أيوب الغمة والعلة بعد مرور 18 عامًا، وأراد أن يكافئه على صبره وتحمله فأرسل له معجزة، أمطرت السماء ثلاث أيام جراد من الذهب.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة