المركز القومى للترجمة
المركز القومى للترجمة


«‎‎الفيسبوك والفلسفة» جديد المركز القومى للترجمة

نادية البنا

الإثنين، 04 مارس 2019 - 02:43 م

‎صدرت مؤخرا عن المركز القومى للترجمة برئاسة الاستاذ الدكتور أنور مغيث الطبعة عربية لكتاب (الفيس بوك...بم تفكر) بترجمة ربيع وهبة وتاليف مجموعة كبيرة من المحررين.

‎جاء الفيسبوك ،ليضع قدما ثقيلة فى حياتنا اليومية ،وما يزيد من ثقلها وتأثيرها فقط هذه المشكلات ،بل ما قدم ايضا بجانب المشكلات والخراب ،فرص مذهلة فى الارتباط وتكوين العلاقات وقنص وظائف وتحقيق شهرة وغيرها من الانجازات التى اتاحت لجميع مستخدميه كم هائل من العلاقات التى لم تكن تتوفر لولا وجوده .

‎فمن الممكن اعتباره عالما موازيا او عالم بديل ،فيبقى السؤال ما الخلفية الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية التى تحكم هذا الكيان العنكبوتى الرافع والخافض من شأن مستخدميه شاؤوا أم أبوا.كما يتطرق الكتاب أيضًا للعزلة والاغتراب النفسى التى تعتبر من اكبر تأثيرات الفيسبوك ،فهو بالفعل من عناصر تفريق الكثير من الازواج والاحباء والاصدقاء ،ولم يكتفى هذا- التطبيق المزعج-بذلك فقد حرم الكثيرين من ذوى المهارات والمؤهلات والكفاءة من الحصول على وظيفة مناسبة، نتيجة ما ينشروه على صفحتهم الشخصية..حيث نتناسى دائما كمستخدمين فى هذا الصدد انها –الصفحة الشخصية-ولا ننسى الفضيحة الأخيرة التى اضطر بسببها مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك للاعتذار بسببها ،بعد اختراق 50 مليون حساب على فيس بوك العام الماضى،والتى كلفت الشركة خسائر تقدر بعشرات المليارات.

‎يعتبر هذا الكتاب محاولات رصينه وعلمية للرد على مثل هذه الاسئلة وأكثر،فالحقيقة هى انه مثلما أثر الفيسبوك فى العلاقات ومسارات الحياة على مستوى الأسرة والعمل والشخصية،كذلك كان خير معين فى حشد الجهود والأعداد الغفيرة من اجل تحقيق تغيير اجتماعى ،بل واسقاط حكومات ورؤساء مثل ما حدث فى ثورة 25 يناير

ايضا سوف نرى من خلال هذا الكتاب جهد فلسفى وعلمى لتشريح ما يحدث وكيف تسنى لمواقع التواصل الاجتماعى وعلى رأسها الفيسبوك ان تكون وسيلة تملك كل هذا التاثير على المجتمع ،فمن خلال 25 مقال نرى كيف زحف هذا التطبيق إلى منظومة القيم فى مجتمعات وثقافات مختلفة وطعن للخصوصية فى اعز ما تملك،من عواطف وأسرار واحترام الاخر .

‎من المفارقات أيضًا.... ان تدخل الى الفيس بوك فتجده اشبه بسرادق عزاء ،أو بشكل أوسع دار مناسبات واسعة :هنا تهنئة بفرح ،وهنا تعاز فى فقيد.

أصبح الفيسبوك وسيله ناجحة لتذكير الناس بالواجبات وتحقيق التضامن الانسانى فى السراء والضراء ،وعلى الصعيد الاقتصادى نجد فى هذا الكتاب أيضا تحليلا علميًا للابعاد الاقتصادية للفيسبوك ،حيث اننا لا نمثل مجرد مجموعة أصدقاء ،فهناك طرف ثالث يجنى المال من الهواء المشترك بينهم .

بل الواقع أن الاقتصاد اصبح الى حد بعيد معتمدا على وقود الحياة المجانية لبلايين من مستخدمى الانترنت الذى يدير عجلة وول ستريت ،فقد حلت تحديثات الفيس بوك محل محادثات الاستراحات فى المقاهى ،حيث تساق جميع البيانات المجمعة الى قواعد بيانات أضخم لوسائط استبدادية قوية بغرض تصنيفها ،حيث يجنى الكثير من الطراف الارباح الضخمة من بياناتنا.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة