معاناة لا تنتهي.. سكان العقار المُنهار بـ«قلعة الكبش» يفترشون الأرض ويلتحفون السماء
معاناة لا تنتهي.. سكان العقار المُنهار بـ«قلعة الكبش» يفترشون الأرض ويلتحفون السماء


سكان العقار المُنهار بـ«قلعة الكبش» يفترشون الأرض ويلتحفون السماء

أسامة حمدي- محمد عيسوي

الخميس، 07 مارس 2019 - 05:18 م

- 12 أسرة في شارع المناظر تفترش الأرض دون خيام.. والأهالي: وعود الحي لم تنفذ

- سيدة مسنة: الأطفال هتموت من البرد.. والأسر في الشارع دون مأوى منذ شهر

- الأهالي: الحي رفض إعطائنا تصاريح بخيمة تأوينا.. وتم طردنا من عملنا

 

مأساة حقيقية تعيشها 12 أسرة بعد انهيار منزلهم رقم 1 شارع سكة المناظر قلعة الكبش بالسيدة زينب، حيث باتت يفترشون الأرض، وينامون في العراء، ويلتحفون بالسماء، في عز البرد القارس، وتتساقط عليهم أمطار الشتاء، فلا مأوى لهم، ولا اهتمت المحافظة والحي بنقلهم لمساكن تسترهم، بل ظلوا طوال شهرا كاملا ولازالوا يتلقون وعودًا من الحي بنقلهم، مناشدين المسئولين من خلال «بوابة أخبار اليوم» للنظر إليهم بعين الرحمة والشفقة وإنقاذهم من معاناة يومية يعيشونها.

 

 

«بقالنا شهر في الشهر، والأطفال بتنام في البرد، والجيران بتعطف علينا وتاخد الأطفال عندها، ولا يوجد حمامات لقضاء الحاجة، والسيدات تذهب لبيوت الجيران لدخول الخلاء عندهم، ونتلقى وعود من رئيس الحي ونائب الدايرة دون تنفيذ منذ شهر وأكثر».. هكذا بدأت سيدة عبد النعيم، ذات الستين عامًا، مالكة المنزل المنهار بقلعة الكبش بالسيدة زينب، حديثها لنا؛ مضيفة أن المنزل انهار ليلا أثناء نومهم، وافترشوا أرض فضاء مجاورة للمنزل المنهار دون توفير خيمة على الأقل تأويهم من البرد، وكل يوم ينتظروا قرار نقلهم من رئيس الحي إلى مناطق 15 مايو أو أكتوبر أو مدينة بدر؛ دون جدوى.

 

 

وتضيف أن الأهالي قدموا كل الأوراق اللازمة للحي، ورغم كثرة الأوراق المطلوبة والروتين والبيروقراطية قاموا بتوفير كل الأوراق المطلوبة، مؤكدة أنهم لم يتم صرف أي مبالغ مالية لهم كأجر مسكن، وننام في الشارع حاليًا، والبعض مُلاك ومستأجرين.

 

 

والتقط منها أحمد عبد الونيس حسن، طرف الحديث قائلا: «يوم 8 فبراير انهار البيت، وجاء رئيس الحي وقام بإخلاء البيت، وحررنا محاضر وإثبات حالة، ومنذ ذلك الوقت ونحن ننام في الشارع، ومهددين من العقارب والثعابين واللصوص الذين يريدون سرقة الأجهزة الكهربائية ليلًا ما يضطرنا للسهر طوال الليل لحراسة عفش البيت».

 

 

وتابع حديثه: «لا نذهب لعملنا حتى لا يُسرق عفش البيت والأجهزة الكهربائية، وتم فصلي من العمل واثنين آخرين من سكان المنزل المنهار، ولم يسمح لنا الحي بإقامة خيمة من بائعي الفراشة لأن ذلك يتطلب تصريح من الحي، وذهبنا للهلال الأحمر طلب تصريح أيضا من الحي، ولا أحد يساعدنا في مأساتنا».

 

وأضاف قائلًا : «مش لاقين حمام ندخله، بنروح المسجد وأحيانًا يكون مغلقًا، والسيدات تذهب لمنازل الجيران، وتغيير حفاظات الأطفال في الشارع، والأطفال الوليدة هتموت من البرد، وفين الحياة الكريمة؟!».

 

 

أما مصطفى سيد صديق، أحد سكان العقار المنهار بقلعة الكبش، فيؤكد أن الحي أصدر قرار بإخلاء المنزل كونه آيل للسقوط وقام بإزالته بالكامل، وأصبح الأهالي في الشارع، وقدموا شكاوى للمحافظ والحي دون جدوى، ولم نتلق سوى التسويف والمماطلة.

 

 

من جانبه، يشير أحد سكان العقار المُنهار، ذات الـ59 عاما، إلى محل نومه في الشارع قائلا: «هنا محلي نومي في العراء في عز البرد، وأناشد صاحب القلب الرحيم أن يشعر بنا ويرحمنا، وزوجتي لديها قصور في القلب، و4 من أصحاب الأسر طُردوا من عملهم، وأنا أطردت من العمل، وهنصرف على بيوتنا منين؟ ونائب الدائرة محمد شيمكو لم يطالب بحقوقنا ولم يأت لزيارتنا، حرام ارحمونا ونطالب بالرحمة».

 

 

إزالة 98% من العشوائيات

كانت الحكومة ممثلة في صندوق تطوير العشوائيات التابع لوزارة الإسكان، قد أعلنت أنه تمت إزالة أكثر من 98% من العقارات ذات الخطورة الداهمة على حياة السكان من منطقة قلعة الكبش التابعة لحي السيدة زينب بالقاهرة، وتم نقل السكان بها إلى منطقة الأسمرات المخصصة لاستيعاب سكان العشوائيات، إلى أنه لازالت تتبقى بعض المنازل القليلة بالمنطقة، والتي لم يتم تسكين الأسر منها، حيث تتعرض للانهيار دومًا؛ كحالة العقار رقم 1 شارع سكة المناظر قلعة الكبش بالسيدة زينب، والذي يحتاج الأهالي به لتدخل عاجل من جانب من يهمهم الأمر لحالتهم المعيشية المأساوية.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة