تعبيرية
تعبيرية


سـر «زغروطة» أم الشهيد!

أحمد مدحت

الجمعة، 08 مارس 2019 - 09:08 م

ظاهرة تستوقف البعض لماذا يزهوا أهالى الشهداء بأبنائهم؟ لماذا هذه السكينة وهذا الهدوء والبرد والسلام الذى ينزل على قلوبهم..

نعم.. نعم إنه وعد الله لهم لأنهم «أحياء عند ربهم يرزقون».. ولكن هؤلاء فلذات الأكباد يقدمونها راضين إلى أرض بلادهم!!

هذه السطور نحاول تفسير ذلك.. «أم البطل» أو «أب البطل» لماذا يزغردون فرحاً- رغم بكاء قلوبهم- فى مواكب أبنائهم؟!

لأنهم.. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه» قدموا الغالى والنفيس من أجل وطنهم.. الشهيد فداء لوطنه هى أعلى منازل الشهادة والتى يعرف بها المصريون على مر التاريخ يستشهدون ولديهم إيمان بأنهم حققوا ما يتمنون، قدموا أروع الأمثلة فى الفداء والتضحية بعد أن سالت دماؤهم الزكية لتروى أرض الوطن على مر التاريخ منذ أيام الفراعنة وحتى اللحظات الحالية..  فعلى مر التاريخ سطروا حروفاً من نور ستظل قصص فخر يرويها التاريخ، لأن لديهم قوة إيمان بالشهادة لا يوجد لها مثيل فى أى دولة فى العالم فالشعب المصرى هو الذى أوصى به رسولنا وقال عنه « خير أجناد الأرض» دون ان يشير لدين وهذا ما عرف عن المصريين على مر العصور.. لا يوجد تفرقة بين مدنى وعسكرى وقت الشدائد فالكل يقدم روحه فداء لوطنه وأرضه وعرضه..يوم 9 مارس هو عيدهم، نشكرهم ونعلم الناس ما أسباب قوة إيمان المصريين بالشهادة.

تجيب د. هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسى والعسكري، إن الموت فى سبيل الوطن هو منزلة يسعى اليها دائما المصريون، فإن إيمان الشعب المصرى المحب لوطنه منذ فجر التاريخ وقبل ظهور الأديان السماوية يسعى للتوحيد ولا يوجد لديه مشكلة فى موته مقابل بقاء وطنه والحفاظ على الأمة.. دائما وعلى مر العصور المصرى يؤمن بأن الموت فداء الوطن لا يقدر بثمن، وقوة إيمانه بأن حياة الفرد لا تستمر ومايبقى هى الأمة. وأضافت أن الأم المصرية هى سبب رئيسى فى العصر الحديث والقديم على تنمية هذا الشعور لأنها دائما تغرز حب الوطن وتنميه لدى أولادها وأن التاريخ شاهد على ذلك.. كما أن التاريخ يجبرنا على تقديم أرواحنا فى سبيل الوطن لأننا لدينا الكثير من التاريخ الذى يجعلنا نسعى للحفاظ على الوطن وأرضه.. مصر أمة عاشت فى خطر ومازالت تعيش فى خطر حتى قيام السعاة وذلك لأن الأطماع كثيرة لكل دول العالم ولكنها محفوظة بشعبها الذى يقدر قيمة وطنه وأرضه وتاريخه.

وأوضحت زكريا أن الجيش المصرى يتمتع بالدور البطولى على عكس المرتزقة فى الدول الأخرى، ولا يوجد تفرقة فى مفهوم الشهادة عند مدنى وعسكرى لأن المدنى عندما يأتى الخطر على بلاده فلديه كل القوة والرغبة بأن يكون مجندا فى صفوف جيش وطنه.. وضربت مثالا بصورة الجندى المصرى الذى يستشهد وهو يرفع علم وطنه ويغرزه فى الأرض ويصرخ من كثرة الفرحة، خاصة  أنه يضع العلم وهو واقف بكل لكنه فضل أن ينال الشهادة بعد أن أدى رسالته وواجبه تجاه وطنه وذلك يؤكد على إيمانه بالشهادة ورغبته لها.

وأشارت إلى أن العالم أجمع يعلم أن الجندى المصرى والشعب المصرى بأجمعه نموذج تتعلم منه أى دولة فى العالم للوفاء بوطنه ويؤمن بالشهادة فى سبيل وطنه.

بينما قالت د. سوسن فايد أستاذ علم  النفس السياسى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن الشعب المصرى متدين بطبعه ولديه قوة إيمانية بأن الشهادة تجعله فى الجنة وأن هذه المنزلة كبيرة وذلك أيضا من قبل أيام الرسل ومعرفة الإله الواحد.. موضحة أن من هذا المنطلق يولد المصرى بغريزة حب الوطن وإيمانه بالشهادة فدائه فينال مكانة كبرى، طرحت مثال بأن مشهد الشهيد فى عدد من القرى بمصر الأهالى يلبسون اللون الأبيض ويستقبلون جثمان الشهيد بالزغاريد وكأنه يوم فرح وذلك لقوة إيمانهم بفكرة الشهادة فى سبيل الوطن والحفاظ عليه وأنهم سيكونون فى مكان أفضل فى الحياة الأخيرة الذى هو خلق من أجلها بعد تقديم واجبه تجاه وطنه.

وأضافت ان المصرى لديه قناعة بأن الموت واحد والأسباب كثيرة ولكن الموت وطلب الشهادة وتمنيتها هو الأفضل بأن يموت الموت الطبيعي،كما أنه لديه عقيدة قوية بأن الموت سيأتى لا محال وهناك موعد له ولكنه يريد أن يموت شهيدا فداء لوطنه وأهله وعرضه وماله، والتأكيد على ذلك الوصية النبوية التى تقول « إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجندى خير أجناد الأرض» وأن « أهلها فى رباط إلى يوم القيامة» وهذا أكبر دليل كاف  بقوة المصريين وإيمانهم وخاصة أن الرسول قال مصر دون تفرقة بين دين وذلك يؤكد على قوة المصريين وأيضا إيمانهم بمنزلة الشهادة والذى هو غير موجود فى أى مكان فى العالم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة