الشروخ تهدد مسجد سيدي أبو القاسم الطهطاوي
الشروخ تهدد مسجد سيدي أبو القاسم الطهطاوي


أقدم مساجد سوهاج وعموم الصعيد يواجه شبح الانهيار

خالد حسن

الأحد، 10 مارس 2019 - 12:09 ص

مسجد سيدي أبوالقاسم الطهطاوي، أحد أهم وأقدم المساجد الأثرية والتاريخية ليس في محافظة سوهاج فحسب بل في صعيد مصر كله، يواجه خطر الانهيار والسقوط في أي لحظة بعد أن ظهرت الشروخ والتصدعات في اغلب أعمدته منذ عدة سنوات، وأخطرَ المسئولون عن المسجد هيئة الآثار ومديرية الأوقاف بذلك الخطر الجسيم، وحضرت بالفعل عدة لجان من الآثار خلال السنوات الماضية لكن دون عمل أي شيء حتى الآن.


ويوضح الشيخ أحمد محمد أحمد إمام وخطيب المسجد، أنه به مقام العارف بالله سيدي جلال الدين أبوالقاسم المولود بمدينة طهطا، ويرجع نسبه الشريف إلى الإمام الحسين بن على ابن فاطمة الزهراء ابنة رسول الله، وكان معروفا باسم الحسيني وهو من أكابر الأولياء والعلماء الذين جمعوا بين الشريعة والحقيقة، كما يعد من تلاميذ سيدي عبدالرحيم القنائي، وقد ولد الطهطاوي في العقد الثامن من القرن السابع الهجري وتوفى في شهر محرم سنة 762 هـ عن عمر 90 عاما ودفن في مسجده.


وأشار الشيخ أحمد إلى أن المسجد كان في البداية عبارة عن زاوية صغيرة بناها سيدي أبوالقاسم بنفسه عام 760 ودفن فيها وبعد مرور عدة سنوات جاء شيخ العرب همام عام 1165هـ وجدد بناء المسجد، وكان في الأصل بستانا مساحته 30 فدانا ومع مرور الوقت استقطع الأهالي هذه الأراضي لأنفسهم، وفى عام 1273هـ جدد بناء المسجد لطيف باشا سليم الحجازي احد قادة الجيش المصري في عهد محمد على.


وتشير السجلات الأثرية إلى أن المسجد عبارة عن تحفة معمارية مستطيلة الشكل على مساحة 600 متر وإجمالي مساحته 1200 متر ومبنى من الطوب الآجر، والواجهة لها طابع من الزخارف الكتابية والهندسية والمعمار متأثر بالطابع المملوكي والطولوني، وله مئذنة تعد من المآذن التاريخية في الصعيد ويراها القادم من على أشراف المدينة لارتفاعها 30 مترا عن سطح الأرض، ومبنية من الآجر المخلوط بالطين والحمرة، ومكونة من 4 طوابق ولها باب للصعود، كما أن المسجد يطل على 3 شوارع والمنبر مصنوع من الخشب ويحتفظ بشكله القديم حتى الآن، وللمسجد ميضأة أرضيتها مفروشة بالرخام منفصلة عن صحن المسجد وتحتاج إلى ترميم، ويتردد أن هناك بئرا وساقية بجوار الميضأة تم ردمها منذ زمن بعيد، كانت تمد الميضأة بالمياه، كما يضم المسجد مكتبة تحوى حوالي ألف كتاب من الكتب القديمة ومخطوطات للقران الكريم وملحق بالمسجد مكتب لتحفيظ القرآن.


وأكد الشيخ احمد أن بالمسجد 28 عمودا من الأعمدة الضخمة التي تعتمد عليها القبة وسقف المسجد، وقد ظهر على اغلب الأعمدة شروخ وتصدعات في جسم الأعمدة وقواعدها مما ينذر بخطر داهم، وتم إخطار هيئة الآثار باعتبار أن المسجد من المساجد المسجلة أثريا، كما تم إخطار مديرية الأوقاف بسوهاج، وبالفعل حضرت عدة لجان من الآثار خلال السنوات الماضية، وعاينوا التصدعات الموجودة في الأعمدة، ووعدوا باتخاذ اللازم في أسرع وقت ممكن، وحتى الآن لم يتم أي شيء والتشققات والشروخ في زيادة، مما يبعث في نفوسنا ونفوس المصلين الخوف والفزع من خطر انهيار أهم مساجد البلدة، لافتا إلى أن للعارف بالله سيدي أبوالقاسم آلاف المريدين والمحبين الذين يزورونه في مولده كل عام في شهر محرم غير الوافدين عليه يوميا من أبناء طهطا والمحافظات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة