أحمد أنور
أحمد أنور


بطولة إفريقيا فرصة ذهبية.. ليست للمنتخب فقط 

أحمد أنور

الأربعاء، 13 مارس 2019 - 03:11 م

من بين كل دول القارة السمراء، وقع الاختيار، على مصر لتنظيم كأس الأمم الإفريقية، في نسختها الـ32 والتي تنطلق في الفترة من 21 يونيو المقبل وحتى 19 يوليو، وبقدر ما يعكس اختيار «أم الدنيا» أهميتها في القارة السمراء،  فهو يمثل أيضًا تحديًا كبيرًا أمام القائمين على تنظيمها فلا نريد أن تكون «آفة حارتنا التنظيم».

ولعل ما يزيد من أهمية البطولة الإفريقية، هو تواجد  24 منتخبا للمرة الأولى مقسمة على ست مجموعات، كما أن فترة إقامتها تأتي في الصيف للمرة الأولى بخلاف الدورات السابقة التي كانت تقام في يناير، كل عامين، كما أنها تعد المرة الخامسة التي تفتح مصر ذراعيها للبطولة وجيرانها في إفريقيا، حيث سبق لها تنظيم نسخة 1959، ونسخة 1974، و1986 ونسخة 2006، ليحقق المنتخب البطولة ثلاث مرات وسط جماهيره، وهو ما يجعل ذلك فأل حسن على المنتخب المصري بقيادة المكسيكي خافيير أجيري لتحقيق اللقب القاري الثامن.

ما يثير مخاوفي، هو تصريحات وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، بأن المسؤولين عن تنظيم البطولة يحاربون الوقت، حتى يتمكنوا من الانتهاء من البطولة قبل 21 يوليو المقبل، وقد وقع  اختيار 5 ملاعب هما القاهرة، والدفاع الجوي، والإسكندرية، والإسماعيلية، والسويس، في انتظار تحديد الملعب السادس، نحلم جميعنا أن نظهر بمظهر لائق ولكن لماذا ندخل دائمًا حربًا مع الوقت؟ هل هذه مثلا عبارة شائعة نستخدمها لفرض مزيدًا من الجدية فقط في ظل الاستعداد الجيد للبطولةـ أم أنها تعكس أننا فؤجنا بوقوع التنظيم علينا، بعد انسحاب المغرب.

ما نأمل في تحقيقه أن تكون البطولة، خطوة حقيقة لعودة الجمهور مرة أخرى لكي تملأ المدرجات، وأن تكون بداية الصلح بين الجماهير ونبذ العنف، وعودة نادي المصري للعب على ملعب ستاد بورسعيد، متجاوزين أحزان مجزرة بورسعيد الأليمة دون أن ننسى شهدائنا.

الخطوة الأخرى التي تجعل البطولة بابًا للتطوير، هو الاهتمام ثم الاهتمام بأرضية الملاعب، والصيانة المستمرة لها، وأن تكون موافقة للمعايير العالمية، حيث يجب أن ألا يزيد سمك النجيلة عن 3سم بحسب الخبراء،  حيث من غير المقبول أن نشاهد جميعًا أرضية ملعب برج العرب بهذا السوء في مباراة الزمالك وجورماهيا الأسبوع الماضي وقس على ذلك معظم الملاعب المصرية.

أتمنى خلال البطولة أن لا نرى في الملاعب سوى اللاعبين وجهازهم الفني، لا أحد يدخل أرض الملعب، هذه أساسيات التنظيم إن لم تكن تلك هي بديهياتها، أن توفر للاعبين في جميع المنتخبات الراحة والخصوصية، وأن يتم تخصيص مكان لعقد اللقاءات والتقاط الصور التذكارية، وتحديد وقت معين، فهل من الممكن أن نرى للمرة الأولى اللاعبون يحتفلون بهدفِ أحرزوه دون عناق من المشجعين والمصورين والمحبين وكل من مر بجوار أرضية الملعب؟ ..نعشق منتخبنا بلاشك لكننا في حاجة إلى فرض النظام.

أخيرًا سمعت بعض المعلقين يتغنى بمهارات أحد اللاعبين، قائلاً .."بص شوف الحلويات"،  ولكن في مصر اللعبة «الحلوة»  ينقصها إخراج «حلو»، ومازالت كل أمالي حتى كتابة تلك السطور أن تشهد البطولة بث تلفزيونيا على المستوى المطلوب من ناحية الإخراج، ولا يكتفي فقط برصد الجميلات الفاتنات في المدرجات، بل نشهد سحر الكرة أولا، وممارسة فن الرصد والإعادة وفض الاشتباك فيما يختلف فيه مهووسون كرة القدم.  

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة