الإرهاب
الإرهاب


تعريف الإرهاب ..... ومواجهته

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 14 مارس 2019 - 12:22 م

عبدالوهاب السمان 

 

[ مرة أخرى .. ومع وقوع أي حادث إرهابي في أي بقعة من العالم .. نعود إلى تعريف الإرهاب ... وكيفية مواجهته.

[ وتعريف الإرهاب ببساطة ودقة ( وفق اجتهادنا مبكرا منذ عام 2001 ) :- هو استخدام غير مشروع للقوة، أي اعتداء بالقوة , من شأنه إحداث الرعب والترويع .. يوجه ضد مكونات الوطن والمجتمع والدولة .. ( من أفراد الشعب والجيش والشرطة" بالإضافة إلى المواطنين الأجانب الموجودين على أرض الوطن "، ومن مؤسسات سيادية ومنشـآت دولة ، ومن مكونات البيئة، ومن منظومة الحياة ) – لتحقيق أهداف ومنافع وأطماع شخصية أو سياسية.. من شأنها  الإضرار بمصلحة أو سلامة أو أمن الدولة, أو المجتمع، أو الأفراد .. وزعزعة الاستقرار.  ويتم ذلك وفق مخطط  فردى أو جماعي لعدو خارجي أو داخلي . وينطبق التعريف.. على كل من شارك سواء بالتمويل أو التخطيط أو التجنيد أو التدريب أو التستر . ويندرج تحت ذلك إرهاب الفرد أو الجماعة أو التنظيم أو الدولة.

• فيما يخص الأفراد : فالاعتداء بالقوة .. يكون على ما يمتلكونه من نفس أو حياة ، وجسد ، وعرض ، ومال ، وأرض .. وفق مظاهر متعددة من إيذاء وقتل وضرب وتنكيل وتعذيب واغتصاب واستيلاء واحتلال .. من شأنها إحداث الرعب والترويع . وهذا شرط لازم .. حتى لا يكون التوصيف مرسلاً وفضفاضاً ليرتفع سقفه وتتسع دائرته على غير ما هو مطلوب ويقع المحظور .. ليطول ذلك أعمال اعتداء أو إيذاء معتادة أو بسيطة تطبق عليها القوانين العادية والطبيعية . وللتوضيح وكنماذج لتطبيق هذا الشرط اللازم "إحداث الرعب والترويع" .. فإنه يندرج تحت توصيف الأعمال الإرهابية "فيما يخص الأفراد" .. أعمال العنف والتي قد تتصاعد لحد استخدام السلاح وإزهاق الأرواح ، كالبلطجة والسرقة بالإكراه والاغتصاب للأرض والعرض ، والتي من شأنها بطبيعة الحال إحداث الرعب والترويع وهو الشرط اللازم المشار إليه للتوصيف الدقيق للأعمال الإرهابية " فيما يخص الأفراد ".

• وفيما يخص المؤسسات ومنشآت الدولة ( من زراعية وصناعية وتعليمية ودينية وقضائية وأمنية وعسكرية ، وغيرها من منشآت): فالاعتداء بالقوة عليها.. من مظاهره الإيذاء والتخريب والتدمير، وتعطيل الأعمال الخاصة بها.. من خلال أعمال عنف قد تتصاعد حدتها لحد استخدام السلاح وإزهاق الأرواح .. والتي من شأنها  ترويع العاملين بها وضرب التنمية والأمن والسلام  الاجتماعي والأمن الوطني (وفق كل مؤسسة) .

• وفيما يخص مكونات البيئة ( وهى تضم المياه والهواء والأرض ) :  فالاعتداء عليها بالقوة .. من مظاهره التلويث (عبر المواد والغازات السامة وغيرها )، الذى من شأنه إيذاء الإنسان والحيوان وتهديد حياتهم .

• وفيما يخص ما يشكل منظومة الحياة من دستور وقوانين ولوائح منظمة للحياة والعمل:  فالاعتداء بالقوة عليها..  يكون بتعطيل تطبيق أحكامها أو بمنع انعقاد هيئاتها عنوة (ومثال ذلك .. منع تنفيذ أحكام قضائية بالقوة ، أو منع انعقاد هيئة محكمة قضائية وعدم تمكينها من قيامها بأعمالها – وهو ما يعد قياساً يمكن تطبيقه على حالات أخرى-) .

* أما عن كيفية مواجهة الإرهاب ؟

 [ فإن ذلك يتم من خلال خطة عمل .. تتضمن عدة نقاط تسير بالتوازي والتزامن مع بعضها البعض.. وهي :               

  • · إقرار تعريف الإرهاب.
  •  ·التصدي للإرهاب بالمقاومة المشروعة ..وهي رد فعل تجاه هذا الإرهاب (وفق ما تم تعريفه) يتيح الوصول إلى المعلومات اللازمة لكشف العمليات الإرهابية ، ويتيح استخدام القوة و الكفاح و الجهاد المسلح لدرء هذا العدوان و هذا الإرهاب والتصدي للمتورطين في عمليات إرهابية .. وفق قانون خاص " قانون مكافحة الإرهاب " يتيح محاكمتهم أمام محاكم خاصة بالإرهاب ، يحقق العدالة الناجزة .. ويتيح تغليظ العقوبة بحيث تكون رادعة. وإلى أن يتحقق ذلك: · يتم تفعيل قانون الكيانات الإرهابية · ويتم زيادة عدد دوائر محكمة الجنايات التى تختص بقضايا الإرهاب .. وتعمل وفق قانون الإجراءات .. الذى يتم تعديل نصوص بعض مواده ، ويتم إضافة بعض التشريعات إليه .. مما يقود إلى تحقيق العدالة الناجزة .. أي تقليل المدة الزمنية للقضية ( بما لا يزيد عن ستة اشهر وهو مقترح) لإصدار حكم نهائي وبات .. دون إخلال بحق المتهم فى الدفاع عن نفسه ، وهو ما يجب الحرص عليه تماماً حتى لا تُنتقص العدالة ( وهو ما يتم تداوله الآن وفق الحوار المجتمعي وفى مجلس النواب وتدرسه الحكومة.. وهو ما يمكن تناوله منفرداً ) .
  • · القضاء على الظروف والبيئة المناسبة لنمو خطر الإرهاب .. بإقرار الحق و العدل و عدم الكيل بمكيالين .. و بتحقيق التنمية ... و بنشر و تعميق الثقافة الدينية وفق منهج الدين  الحق الذي أراده الله · ) الذي لا يعرف التطرف ولا الغلو، قوامه الوسطية .. واهتمامه بالجوهر، حيث  السلوك القويم والعمل المخلص والمعاملة الحسنة. · والذي لا ينشغل بالقضايا  الفرعية  الهامشية التي تشق الصف وتثير الخلافات، و تؤدى إلى إهمال و تجاهل قضايا مهمة، حيث التخلف و الفقر و البطالة والسلوك الاجتماعي المعيب.·  والذي لا يسعى إلى إفساد هذه الأرض الطيبة و تدمير الحياة بها. · والذي لا يعرف التكفير.. واستخدام العنف و العصف بالأمن والأمان.. و ترويع الآمنين.. و التأله على الله بالحكم على العباد بإنهاء آجالهم !.  ·والذي لا يعرف المتاجرة بالدين و تسييسه.. حيث الدين أسمى من أن يسيس "وقد سبق التأكيد على ذلك منذ أكثر من عشر سنوات و حتى هذه اللحظة "). ومن شأن هذه الثقافة الدينية الصحيحة – كما تم توضيحه – أن تشكل حائط صد يصعب اختراقه من قبل أصحاب الأفكار المتطرفة .. الذين يستغلون سطحية بعض المواطنين "في كل الدول" و عدم إلمامهم الجيد بأمور الدين الحق .. ويقومون بمحاولة إقناعهم بهذه الأفكار الخاطئة لينضموا إلى صفوفهم .
  • · فلترة ومراجعة العقائد والأفكار الخاطئة ، المستمدة من شوائب تتخلل بعض المناهج والكتب الدينية ، تشوب بعض التفسيرات من نتاج اجتهادات تراثية لنصوص القرآن والسنة "الأحاديث النبوية" (وهذا لا يعني تغيير النصوص حيث النصوص ثابتة لا يمكن المساس بها ) . وتصحيح ذلك بفكر جديد : · من نِتاج اجتهاد متجدد يتطابق مع الدين أو الإسلام الحق الذي أراده الله "كما تم توضيحه" · وغير قائم على انتقاء آيات معينة من مجموع آيات يضمها القرآن الكريم في موضوع واحد محدد ، حيث يجب النظر في جميع هذه الآيات من حيث الظرف الزمنى والمكاني ومقتضى الحدث الذى نزلت فيه ، لنصل إلى الرأي والتفسير الصحيح أو نقترب منه · ويُراجع بعض الأحاديث المشكوك فيها التي لا تتسق أو لا تتوافق مع ما جاء بنصوص آيات القرآن الكريم "أ"..أو التي تعد– بإعمال العقل وحكمته الذي حبانا به الله لكي نتفكر ونتدبر وفق اجتهادنا ، ووفق ما يدعونا إليه الدين والإسلام الحق الذي أراده الله – أحاديث ضعيفة أو موضوعة "ب" .. وهو ما يتطلب تحديدها، لكي تحفظ وتوضع في سجل التراث المتحفظ عليه، مع توضيح ظروف التحفظ المشار إليها. (ملحوظة: الهدف أيضاً من الحفظ وتجنب الشطب أو الاستبعاد في "ب".. أن يكون ذلك تحسباً لأي جديد أو تغير في النظريات أو الآراء العلمية والطبية).
  • ·إجراء حوار مع أعضاء الجماعات الدينية و الأحزاب الدينية المسيسة ( ومن معظمها ينبت ويولد التطرف ، حيث العقائد والمفاهيم و المناهج و الأفكار الخاطئة المنحرفة المظلمة المتطرفة) .. من أجل مراجعة أفكارهم الخاطئة " وفق ما أوضحنا " . ومن شأن هذا الحوار أن يكشف عن مدى جدية المشاركين فى الحوار .. حيث سيتبين الراغبون فى الحوار ، والذين يكونون على استعداد لتصحيح المفاهيم الخاطئة البعيدة عن الدين الحق الذى أرداه الله " كما تم توضيحه ".. كما يتبين الفاسدون المأجورون المدفعون الضالون المضلٍّلون ، وهؤلاء        لا يستجيبون للحوار حيث لا يوجد لديهم الاستعداد لتغيير أفكارهم ومفاهيمهم الخاطئة المنحرفة المظلمة المتطرفة البعيدة عن نهج الدين الحق الذى أراده الله ( وقد يتظاهرون بالاستجابة وهم يبطنون ما لا يظهرون) ، ومن ثم يجب مراقبتهم ومتباعتهم لرصد تصرفاتهم وسلوكهم ، وكشفهم عند ثبوت تورطهم فى أية أخطاء من خلال قيامهم بالدعوة أو التجنيد أو التحريض أو التمويل أو المشاركة، ومحاسبتهم بكل حزم وفقاً للقانون .
  • · التواصل مع المنظمات الدولية و الإقليمية و مراكز صنع القرار و مراكز تكوين الرأي العام على مستوى العالم .. عبر كل  السبل المتاحة بفضل ثورة الاتصالات و المعلومات .. لكشف الإرهاب "كل الإرهاب وجماعاته" و تعريته .. و تنظيم التعاون الدولي لمواجهته و تكوين رأى عام عالمي ضاغط ضد الإرهاب .
  • · عقد مؤتمر دولي للإرهاب من خلال منظمة الأمم المتحدة.. للاتفاق على  تعريف واضح وشامل للإرهاب .. و تحديد الموقف حياله .. و تنظيم التعاون لمواجهته ، متضمنا تجفيف منابع الإرهاب ، من خلال تجريم تمويل الإرهاب و مصادرة مصادر التمويل وإلزام الدول بتسليم الإرهابيين و معاقبة الدول غير الملتزمة .. ومحاسبة الدول التى تمارس الإرهاب والمتورطة فيه. وفى هذا الصدد يمكن بذل محاولات – عبر منظمة الأمم المتحدة أيضا لتجريم ازدراء الاديان ( تحديداً الإساءة للعقيدة الدينية والرسل والنصوص الثابتة فى الكتب السماوية) أسوة بما هو متبع فى معاداة السامية .. والذى من شأنه منع استغلال المتطرفين دينياً والإرهابيين لما يصدر من هذه الإساءات ، فى إثارة الفتن والقلاقل والاضطرابات فى المجتمعات، والتى من شانها تهديد السلم والأمن العام.

[ وهكذا يكون قد تم تعريف الإرهاب و تحديد كيفية مواجهته.. فهل من سميع أو مجيب ؟

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة