شعار ملتقى الشباب العربى الافريقى
شعار ملتقى الشباب العربى الافريقى


شباب «قارتنا السمراء» يرشدون شعوبهم للسلم والرخاء

بوابة أخبار اليوم

السبت، 16 مارس 2019 - 01:46 ص

 

صدق أو لا تصدق.. هناك 60 صراعاً مسلحا نشب بين الأشقاء فى القارة خلال الـ 40 سنة الماضية، تركت خلفها الثأر والفقر كما تقول الأمم المتحدة.

وحسب تقرير صادر عن «الفاو» أو منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة فإن شخصٍا بين كل خمسة أفراد فى قارتنا يعانى من نقص التغذية والجوع، كما أن 25% من سكان دول الساحل الخمس «النيجر وموريتانيا وتشاد ومالى وبوركينا فاسو» يعيشون أسوأ مستويات لنقص التغذية «ربع تعداد تلك الدول».


والأكثر من هذا أن 54% من القوى العاملة فى إفريقيا يعتمدون على القطاع الزراعى للحصول على الدخل «ذلك القطاع الذى يجتاحه الجفاف والتصحر نتيجة للتغير المناخي»، وهو ما أدى إلى أن 70% من شباب أفريقيا يعيش قُرابة خط الفقر.


الأمر الذى دفع 25 مليون مهاجر غير شرعيٍّ، لكى يجوبون دول العالم، ومعظمهم أفارقة بينهم 700 ألف طفل وامرأة.


وفوق كل ذلك هناك انفجارا سكانىا رهيبا شهدته قارتنا ما أعاق نموها الاقتصادي، إلى جانب عدم الاستقرار السياسي ما أدى لـكبح مسيرة التقدم والتنمية.


باختصار.. هناك ملايين الضحايا سقطوا فى قارتنا جراء الجوع والفقر والإرهاب والاندفاع إلى موجات الهجرة غير المشروعة، والانضمام لعصابات الجريمة المنظمة، والاقتتال على الموارد فى قارة هى الأغنى بالكنوز والمصادر الطبيعية على مستوى الدنيا.


وهكذا أصبح اسم قارتنا كما يُطلق عليها خبراء الغرب والباحثون فى الصراعات الدولية.. «أفريقيا الدامية» قارة المجاعات والصراعات والدم.. بدلا من أن تكون سلة غذاء العالم.. وواحة الأمان والسلام ومستودع الأيام «الخضراء» لسكانها وأجيالها القادمة.


من هنا تكتسب ورشة العمل التى تقررت غدا حول هذا الموضوع، بعنوان «أجندة الشباب والأمن والسلم فى منطقة الساحل، ضمن أنشطة ملتقى الشباب العربى الأفريقي أهميته الخاصة.


و ما دعا لطرح هذه القضية التى تبدو متخصصة نوعا ما، هى علاقتها المباشرة بالتنمية وتحسين جودة الحياة للأفارقة، وهى المهمة التى تأخذها مصر على عاتقها طوال فترة رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، بجانب علاقة هذا الموضوع بالأمن والسلم ومكافحة الإرهاب الذى يمكن أن يطال الجميع.. ليس على مستوى دول الساحل الخمس، ولا على مستوى القارة فحسب.. بل على المستوى العالمي، بعد أن ثبت أن لا أحد فى أنحاء الدنيا بعيدا عن هذا الخطر الداهم.. فأينما كنتم يدرككم الإرهاب الأسود.


ويمثل شباب أفريقيا نحو 55% من تعداد القارة الذى يزيد على مليار و350 مليون نسمة وفقا لآخر الإحصائيات، وبالتالى تنعقد عليهم طموحات المؤسسات الدولية لكى يكونوا أدوات بناء كما تسعى إليه الدول، ولا يكونوا معاول هدم كما تفعل الجماعات المتطرفة.


لذلك ستتم مناقشة القضية التى تهدد الأمن والسلم فى منطقة الساحل والصحراء من كافة جوانبها، كالأمن الغذائي، والإرهاب، والجريمة المنظمة، والهجرة غير المشروعة، والكثير من العوامل الأخرى التى يجب التعامل معها من أجل تحقيق مستقبل أفضل وأكثر استقرارا للشباب فى هذه المنطقة الحيوية من القارة.


ما وراء القصة؟
أما إدراج هذه القضية على أجندة الملتقى فله قصة.. لكنه يُفصح أولا عن وعى القائمين عليه.. بأن تتسق مراميه مع أهداف كل من الاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة باعتبارها المنظمة الدولية الأم، وفى القلب منها مجلس الأمن الدولى الذى اعتمد قرارين فى غاية الأهمية بهذا الشأن.. أحدهما منذ شهور وتحديدا فى مايو 2018 وأكد بأن تقوم جميع الجهات المسئولة بالنظر فى طرق زيادة تمثيل الشباب عند التفاوض على أى اتفاقات للسلام وتنفيذها.


 كما دعا مجلس الأمن الدول الأعضاء إلى حماية المؤسسات التعليمية باعتبارها أماكن خالية من جميع أشكال العنف، وضمان أنها متاحة لجميع الشباب واتخاذ خطوات لمعالجة تمتع النساء الشابات على قدم المساواة بحقهن فى التعليم. وأوصت لجنة بناء السلام بأن تدرج فى مشورتها طرق إشراك الشباب فى الجهود الوطنية لبناء السلام وإدامته، وحث الهيئات الإقليمية لاتخاذ الاجراءات المناسبة على تيسير مشاركتهم البناءة.


كذلك «الحق فى التعليم ومساهمته فى تحقيق السلام والأمن، و الاستثمار فى التعليم والتدريب، واتاحة التعليم الجيد والشامل، بما يمكن الشباب من اكتساب المهارات النافعة ويبنى قدراتهم، وأن تأخذ فى الاعتبار آراء الشباب ومشاركتهم الهادفة.


أما لماذا اهتم مجلس الأمن بالموضوع؟ 
فإن القرار الآخر.. الذى يحمل رقم 2250 يجيبنا على هذا التساؤل، خاصة أنه يعد قرارا تاريخيا حول الشباب والسلم والأمن، وكان قد جاء «بمبادرة أردنية» عام 2015وكان الأول من نوعه فى هذا التوقيت، وقضى بتعزيز مشاركة الشباب فى هذين المجالين «السلم والأمن»، لأهمية أدوار الشباب فى مجابهة التطرف وتعزيز السلام.


اعتراف غير مسبوق
 كما دعا القرار لحث الدول الأعضاء بالأمم المتحدة على النظر فى السبل الكفيلة بزيادة التمثيل الشامل للشباب فى عمليات صنع القرارات على جميع المستويات لمنع نشوب النزاعات وحلها، وإدراكا من أن جيل الشباب اليوم يضم أكبر عدد يشهده هذا الجيل فى تاريخ العالم، وأن الشباب غالبا ما يشكلون غالبية السكان فى البلدان المتضررة من النزاعات المسلحة، ويعد هذا القرار اعترافا غير مسبوق بالحاجة الملحة لإشراك الشباب فى تعزيز السلام ومكافحة التطرف العنيف، والدور المهم الذى يمكن أن يضطلع به فى منع نشوب النزاعات وحلها، وباعتباره من الجوانب الرئيسية فى استدامة جهود حفظ السلام وبنائها وشموليتها ونجاحها.


حكاية 6 ملايين كيلو متر
والسؤال الآن.. لماذا منطقة الساحل بدولها الخمس كما أشرنا سابقا تحديدا يتم التركيز عليها!؟ ماذا يجرى فى «النيجر وموريتانيا وتشاد ومالى وبوركينا فاسو»!؟


والإجابة هى أن منطقة الساحل، التى تزيد مساحتها إلى 6 ملايين كيلو متر مربع، ويقطنها نحو 80 مليون نسمة غالبيتهم من الشباب، تعتبر واحدة من أكثر المناطق المعقدة أمنياً، ليس فقط فى إفريقيا، وإنما فى العالم بأسره، حيث إن الأوضاع الداخلية غير مستقرة فى بعض هذه الدول الصديقة، والتهديدات العابرة للحدود هى مخاطر متجذرة وتؤثر على المنطقة وجوارها على أصعدة مرتبطة ببعضها البعض من بينها انعدام الأمن الغذائي، وعدم الاستقرار السياسي، والإرهاب، والجريمة المنظمة، والهجرة غير الشرعية. وبالنظر إلى هذه التحديات والآثار المترتبة عليها، تصبح منطقة الساحل فى دائرة الضوء وتحت الميكروسكوب. 


الخسة.. قنبلة فى جثة!
فعلى سبيل المثال لا الحصر.. تواجه بوركينا فاسو هجمات إرهابية، أسفرت عن نحو 300 قتيل. وتخضع 14 من محافظات البلاد لحالة الطوارئ منذ نهاية 2018.


وتكفى الاشارة هنا للوسائل الخسيسة التى يتخذها الارهاب هناك.. للدلالة على خطورة الأوضاع وما يواجهه الأشقاء الافارقة من تحديات.. منذ أيام استخدم الارهابيون «جثة» كقنبلة مفخخة فى هجوم بالقرب من بلدة جيبو شمال بوركينا فاسو، أسفرت عن مقتل جنديين واصابة ستة آخرون.


ووفقا لبيان نشره الجيش البوركينى بعدها أنه وعقب اكتشاف وجود الجثة والتى كانت مرتدية زيا عسكريا، على بعد حوالى أربعة كيلومترات من البوابة الجنوبية لمدينة جيبو، تم نشر فريق من قوات الدفاع والأمن فى محيطها حسب الإجراءات الاعتيادية.. لكن الجثة سرعان ما تم تفجيرها عن بعد، أثناء تجمع القوات حولها.


وعلى الفور رد الجيش البوركينى والثأر بقتل 29 إرهابيا خلال عملية جرت شرق البلاد بعد عملية «الجثة» بساعات، صادروا خلالها كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمعدات ومواد التموين.


كان هذا مجرد مثال بسيط لما يجرى فى هذه الدول الصديقة.. وهو ما يلقى على اكتاف الشباب الأفريقى «وخاصة بأماكن الصراع مع هذا الوحش الخسيس» مسئولية كبيرة فى التصدى للارهاب وتكريس مفاهيم السلام والامن والبناء فى مجتمعاتهم.. انطلاقا من تجمعهم فى مصر، منارة السلام فى العالم، أملا فى مستقبل اخضر بانتظارهم.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة