سفاح مسجدي نيوزيلندا يشير يشارته العنصرية
سفاح مسجدي نيوزيلندا يشير يشارته العنصرية


حكايات| إشارة «سيادة البِيض»..قصة تميمة القتل لسفاح مسجدي نيوزيلندا

ناريمان فوزي

السبت، 16 مارس 2019 - 07:44 م

عاش العالم ولازال يعيش مواجهات مع الإرهاب، فتلك الكلمة البغيضة ظهرت في الآفاق لقيطة لا وطن لها ولا دين، فلا جاءت في منهج المسلمين ولا كتاب المسيحيين ولا شريعة اليهود، ولا تمت للإنسانية بصلة ولا يعرفها حتى المؤمنين بالطبيعة، لكن يبدو أن الأمر ليس يسيرا، وأنه حتى الشرائع السماوية عرفت التشدد وعكف بعض المنتفعون على غسل الأدمغة بغية تحقيق مصالح أو تنفيذ فكر على أرض الواقع.  

    

في نيوزيلندا، تلك البقعة الأرضية الصغيرة المتاخمة لقارة أستراليا، والتي فرض عليها واقعها الجغرافي نوعا من العزلة على الأقل من الناحية المعرفية، يعيش بها قرابة الـ5 مليون شخصا، 1% من تعدادها هذا مسلمين.  

 

كارثة بالبلد الهادئ
استيقظ العالم أجمع، الجمعة 15 مارس 2019، على فاجعة إنسانية بنيوزيلندا دفع ثمنها 52 شخصا، لا ذنب لهم سوى إنهم مسلمون ذهبوا ليقيموا صلاتهم، حيث باغتهم إرهابي مسلح أطلق النار بشكل عشوائي وأخذ يخرج ويعود ليعيد إطلاق النار مجددا رغبة في التأكد من وفاتهم، في مذبحة بشعة أذيعت ببث مباشر على إحدى مواقع التواصل الاجتماعية.


انتفض العالم رافضا لتلك الجريمة المجردة من الإنسانية، وألقت السلطات النيوزيلندية القبض على الإرهابي برينتون تارانت مرتكب الواقعة وقدمته لمحاكمة عاجلة في اليوم التالي للجريمة.. ولكن المختلف في تلك الجريمة عن غيرها، أن المجرم ليس بجاهل أو ممول، إنما ظهر بداية من سلاحه وحتى محاكمته ما يفيد بكونه ينتهج فكرا متطرفا يقود صاحبه إلى قتل الآخرين بدم بارد.


فأثناء المحاكمة ظهر تارانت مكبلا مرتديا بزة بيضاء وسط إجراءات أمنية مشددة، وسط مطالبات من الكثيرين بقتله بدون محاكمة، وأثناء مثوله أمام القضاة، عمد تارانت إلى الإشارة بإصبعيه بعلامة OK، ما أثار ردود فعل غاضبة بين رواد التواصل الاجتماعي، ومتابعي المحاكمة.  


ما دلالة تلك العلامة؟ ولماذا استفزت المشاعر؟
ترمز تلك العلامة إلى The white power أي سيادة البيض، وهي أيديولوجية سياسية، وفكر عنصري مبنى على الاعتقاد بأن الأفراد ذو العِرق والأصل الأبيض هم أسياد على كل البشر من الأعراق الأخرى، وتتواجد هذه المنظمات في الدول ذات الأغلبية البيضاء في أوروبا، أمريكا الشمالية، أستراليا، وأمريكا اللاتينية.


يعد هذا المعتقد جزء من مفهوم "الاستعلاء العِرقي" الطامح للهيمنة على كافة النواحي سواء الاجتماعية أو السياسية أو أو التاريخية أو الدينية..الخ، وبلا شك، أدّى هذا المفهوم إلى الكثير من الاعتداءات والعنف ضد مجموعات من البشر الملونين لمجرد اختلاف لونهم.

 

أسياد البشر «الوهميون»


يستخدم اليمينيون العنصريون والنازيون الجدد علامة الـOK للتعبير عن أن المنتمين للعرق الأبيض هم أسياد كل البشر من الأعراق الأخرى، ووصف آخرون تلك المنظمات بالمستفزة وأن إيماءة إرهابي نيوزيلندا أراد بها استفزاز المسلمين بصفة خاصة كون الهجوم كان موجه لهم.


عودة للقرن الـ 19

 

بدأت تلك الحركات في القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة، حيث انتشر الهجوم على السود وحبسهم وحرمانهم من الحقوق واعتلاء المناصب، واستمرت تلك الحركات في التواجد واتخذت من الفصل العنصري منهجا لها حتى عام 1967، كما ظهرت في دول عديدة كانت من أبرزها جنوب إفريقيا.

حسب هذا الفكر، تعد شعوب الدول الإسكندنافية (كالسويد، النرويج.. إلخ) وشعوب ألمانيا وإنجلترا وهولندا هم أفضل وأرقى بكثير من شعوب الدول الأوروبية الجنوبية والشرقية أصحاب البشرات الداكنة قليلاً وذو الخلفيات الثقافية المختلفة، شمل العداء اليهود، الأسبان، البرتغاليين، الإيطاليين، والروس وبالتأكيد كل من لم يكن أوروبي النشأة.

 

من بين أشهر الحركات المؤمنة بهذا الفكر، ظهرت حركة كو كلوكس كلان التي عادت السامية والكاثوليكية والمثليين وكل من يختلف عنهم، ما اتخذوا من القتل عقابه.

واشتهر أعضاء المنظمة الشهيرة بـ «KKK» بتنفيذ عمليات الإعدام حرقا على صليب خاصة ضد الأفارقة الأمريكيين.

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة