ملصقات شبيهة بالمبادرات الرسمية لخداع المواطنين - تصوير: السيد محمد
ملصقات شبيهة بالمبادرات الرسمية لخداع المواطنين - تصوير: السيد محمد


تستخدم أسماء مجهولة وتنتشر بالشوارع والميادين.. احترس من عربات النصب على «معدة المواطنين»

مخلص عبدالحي- محمد العراقي- شريف الزهيري

الأحد، 17 مارس 2019 - 12:02 ص

 

- أجهزة رقابية تضبط سيارات تبيع سلعاً فاسدة تحت شعار محاربة الغلاء

- تندس وسط المنافذ الحكومية بلافتات مزورة لبيع لحوم ودواجن غير صالحة

- تتمركز فى الأحياء الشعبية هرباً من حملات الرقابة والتفتيش

- المستهلكون: يخفضون الأسعار إلى النصف ويلعبون على وتر «الظروف الاقتصادية»


طرق جديدة للنصب على محدودى الدخل لتحقيق مكاسب على حساب صحة المواطنين يستهدفون «معدة المواطنين»، نصبوا شباكهم ، عليهم بألاعيب قذرة ، وبلا ادنى ضمير او مشاعر انسانية ، تأمروا على «طعام» المصريين البسطاء ، وقرروا ان يمدوهم بسلع مغشوشة مجهولة المصدر ومنتهية الصلاحية ، مستغلين «عوز» الفقراء ، والظروف الاقتصادية الصعبة ، ولم يكتفوا بذلك فقط ، بل استغلوا «مبادرات الدولة» لكبح جماح الاسعار وللتخفيف على البسطاء ، وتوفير سلع بأسعار مخفضة لمواجهة جشع التجار ، وقاموا بـــ « دس « سياراتهم ومنافذ بيعهم وسط منافذ البيع التى توفرها الحكومة مثل سيارات مشروع جهاز الخدمة الوطنية والشرطة والتموين والزراعة ، ويضعون  شعارات وملصقات مزورة مكتوب عليها عبارات «تحيا مصر.. معا ضد الغلاء» ومحاربة الغلاء «ومبادرات بيع السلع باسعار مدعمة» واندسوا وسط سيارات محاربة الغلاء الحكومية ، محملين بمئات الاطنان من اللحوم والكبدة والدواجن الفاسدة ، وبيعها باسعار اقل من نصف ثمنها مدعين انها مدعمة من جانب الدولة ، الاخبار ترصد فى هذا التحقيق مافيا التلاعب بمعدة المصريين وبيع سلع فاسدة ومجهولة المصدر..ومعرفة رأى المواطنين ودق ناقوس الخطر لإنقاذ صحة البسطاء..

المحاضر الرسمية، كشفت عن الكثير من القضايا لتدمير صحة المصريين ، وتم القبض على عدد من معدومى الضمير الذين يستغلون «حاجة البسطاء» لتحقيق الربح السريع ، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية فى محافظة اسيوط من كشف واقعة «نصب على الغلابة»، من خلال بيع لحوم غير صالحة إلى المواطنين بأسعار مخفضة، واستغلال شعار «تحيا مصر» لاستدراج المواطنين مستغلين ثقتهم فى « صندوق تحيا مصر» وبث الاطمئنان فى قلوب ضحاياهم.. وقدموا اللحوم الفاسدة إلى الأهالى فى مركز أبو تيج بسعر 85 جنيها فقط، على انها لحوم بلدية..
وفى محافظة الاسكندرية تمكنت مديرية الطب البيطرى بالمحافظة بالتعاون مع مباحث التموين من ضبط منافذ لحوم بيع متنقلة تضع لافتة «معًا ضد الغلاء.. تحت إشراف وزارة التموين»، وضمت عشرات الكيلوات من اللحوم المجمدة المستوردة الفاسدة وتباع للمستهلك على أنها لحوم بلدية، وذلك فى مناطق حى شرق الإسكندرية، وسيدى جابر، وميدان محطة مصر، والعطارين والمنتزه.
عقوبات غير رادعة
هذه المشاهد التى تمكنت الاجهزة المعنية من ضبط بعضها ، تتكرر كل يوم فى الكثير من الأحياء والمناطق الشعبية فى محافظات مصر المختلفة، وتجوب هذه السيارات « المزيفة « عدة محافظات، مستغلة ضعف حملات التفتيش والرقابة ، والمواطن فى النهاية هو الضحية ، هذه الحوادث ليست الاولى ولن تكون الاخيرة ، وستتكرر كثيرا طالما ان القانون بالنسبة لهم غير رادع ، فكيف تكون عقوبة من يتم ضبطه يقوم ببيع منتجات غير صالحة للاستهلاك الآدمى على انها من منتجات وزارة الزراعة او التموين ، غرامة ( 10 ) آلاف جنيه فقط ، فهى غرامة قليلة جدا مقارنة بالارباح الطائلة التى يحققها التجار الجشعون من وراء جريمتهم البشعة ، والذين يتاجرون فيها بصحة المواطن !!
هم مجرمون 
فى البداية يقول مروان لطفي، موظف، إن منعدمى الضمير الذين يستغلون حاجة الناس وارتفاع الاسعار ، ويندسون وسط سيارات الحكومة ويبيعون سلع مغشوشة وغير صالحة ، هم مجرمون ويجب معاقبتهم اشد عقاب لأنهم أولا يبيعون لنا سلعا غير صالحة وثانيا ينالون من حلم البسطاء فى غذاء نضيف وموفر.
ويضيف أن هذا الأمر أصبح موجودا بكثرة حيث يستغل هؤلاء النصابون السيارات ويندسون بينهم واضعين ملصقات شبيهة بتلك التى يضعها أصحاب هذه المبادرات والأدهى انهم يقومون ببيع سلعهم بأسعار أحيانا تكون ارخص والجميع ينخدع فيهم.
ويوضح ان عددا كبيرا من المشترين لهذه السلع لا يستطيعون أن يميزوا السلع صالحة أم فاسدة ، إلا بعد عودتهم إلى منازلهم ليفاجأوا أن أموالهم قد ذهبت هباء وعندما يحاولون بعد ذلك أن يشتكوا او يعيدوا هذه البضاعة الفاسدة تأتى المفاجأة الثانية أنهم لا يجدون من باع لهم فى نفس المكان..
ويشير إلى أن ما يفعله هؤلاء يريدون به زعزعة الثقة بين المواطنين وبين الاجهزة الحكومية التى تقوم بهذه المبادرات برغم من نجاحها الباهر فى توفير سلع جيدة وبأسعار مناسبة تساعد البسطاء فى تحمل الظروف الاقتصادية الصعبة.
ويطالب بتشديد الرقابة على منافذ البيع المتنقلة وان تكون لشرطة التموين دور فى منع أى من هؤلاء الذين يريدون جنى المكسب السريع على حساب صحة البسطاء الذين لا يريدون سوى توفير غذاء بسيط صحى وآمن واسعاره» معقولة «.
أسعار مغرية
«هنقول ايه غير حسبى الله ونعم الوكيل فى كل إللى بيستغل حاجة الناس ونفسه يدمر اى حاجة حلوة بتخفف عنهم متاعب الحياة» بهذه الكلمات وبنبرة حزينة بدأ سالم محمود، عامل، حديثه لـ«الأخبار» وقال إن منافذ البيع المتنقلة اصبحت مهمة جدا ، للكثير من المواطنين ، لشراء حاجاتهم من اللحوم والمواد الغذائية الأخرى بأسعار مخفضة ، وترحمهم من غلاء الاسعار وجشع التجار ، ولكن تبقى المشكلة أن أصحاب النفوس المريضة لا يريدون الخير لأحد سوى أنفسهم ولا يفوتون متنفس هواء للبسطاء إلا ودمروه لأجل تحقيق المكسب السريع.
ويوضح حسن نعمان - احد سكان منطقة فيصل أنه وقع فى احد المرات ضحية لمثل هؤلاء عندما حاول ان يجرب لأول مرة شراء مواده الغذائية من هذه العربات خاصة أن الكثير نصحه بأن يشترى منها لان أسعارها منخفضة وجودتها جيدة وعندما صادف احدها قام بالشراء منها وكان ملصق عليها اسما لأحد الجمعيات الخيرية غير المعروفه ومكتوب بالتنسيق مع احد مؤسسات الدولة ، وبالفعل كانت أسعارها ارخص بكثير من التى كانت موجودة فى السوق.
ويشير إلى انه بعد أن رجع إلى منزله صدم بأن ما اشتراه فاسد ، وعندما عاد مسرعا لارجاع هذه السلع الفاسدة ، لم يجد ذلك المنفذ الذى باع له لأنه كان قد انهى ما باعه بسبب الإقبال الكبير عليه ، وعاد اليه فى اليوم التالى فلم يجده.
ويكمل انه فى اليوم الثانى اخبر صديقه بما جرى وان نصيحته كانت خاطئة ليخبره صديقه انه نُصب عليه وان العربات التى كان يقصدها هى عربات آمان أو التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية او ما علق عليها تحيا مصر لان هذه العربات والمنافذ من مصدر موثوق فيه.. ويختتم حديثه قائلا : « لازم حل للناس دى لانهم يدمرون صحة المواطنين ، ويجعلون المواطنين يفقدون الثقة فى سيارات السلع المدعمة ، لان كل هدفهم هو جمع الملايين على حساب الغلابة.
المنافذ المتجولة 
وتوضح منار محمود، مدرسة، أن السبب فى وقوع البعض فريسة لهؤلاء النصابين هو أنهم يستغلون المنافذ المتجولة والعربات غير الثابتة وانها لا تلتزم بمكان واحد لذا يسهل خداع الناس خاصة أن الإقبال على مثل هذه العربات كبير بعد ان نجحت المؤسسات الحكومية فى إثبات مدى جدواها ومساعدتها لأصحاب الدخول المتوسطة والضعيفة ، وتشير إلى أن هؤلاء النصابين يستغلون ثغرة التحرك المستمر فى أنهم يقومون بوضع منافذهم وعرباتهم فى الأحياء الشعبية الكبيرة والتى يصعب الرقابة عليهم فيها ويتجولون باستمرار مما يتسبب فى زيادة ضحاياهم.
وتقول: إنها كانت ستقع فريسة لهؤلاء فى احدى المرات لولا العناية الإلهية وان صديقتها منعتها من الشراء من هذه المنافذ بسبب انها خدعت من إحداها من قبل وان الأفضل ان تشترى من الأكشاك الثابتة التى توفرها الحكومة.
وتؤكد نادية محمدين - ربة منزل - وتسكن فى منطقة شبرا الخيمة ، أن هذه المشكلة تقتصر فقط على المنافذ المتنقلة والسيارات غير الثابتة ، لكن المنافذ الثابتة والأكشاك كـ»آمان» التابعة لوزارة الداخلية ومنافذ بيع القوات المسلحة والتى تقدم سلعا غذائية ممتازة وبأسعار مخفضة جدا وإذا ما ذهبت إلى احد هذه المنافذ ستجد الإقبال كبير جدا عليها.
وترى أن الحل فى ان يكون ترخيص العربات والمنافذ المتنقلة مختلفا عن باقى العربات وان يكون هناك تسجيل موثق لهم فى الشهر العقارى يقومون بوضعه على أبواب سياراتهم ومنافذهم حتى يضمن من يقدم على الشراء ان ما يتم بيعه جيد ويصلح للشراء.
حملات مكبرة
من جانبة يؤكد اللواء إبراهيم عبد الهادي، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، أن هناك تعليمات مشددة على كل رؤساء الأحياء للقيام بحملات مكبرة لمراقبة منافذ بيع السلع الغذائية المتنقلة المنتشرة فى شوارع القاهرة خاصة بعد ان وردت شكاوى من اندساس بعض هذه العربات لتبيع سلعا فاسدة للمواطنين.
ويشير إلى ان شغل الاحياء الشاغل خلال الفترة القادمة هو الحفاظ على معدة المصريين من منعدمى الضمير الذين يستغلون الظروف الصعبة لكثير من البسطاء ويقومون بدس بضاعاتهم الفاسدة فى السوق بعد ان فشلوا فى ترويجها فى اسواقهم مستغلين المبادرات الناجحة التى استطاع بها الجيش والشرطة هزيمة جشع التجار وتوفير السلع الغذائيه بأسعار مخفضة للمواطنين.
وطالب نائب محافظ القاهرة المواطنين بسرعة الابلاغ عن هذه العربات لمساعدة الاجهزة المعنية فى سرعة ضبطها لمنعها من العمل ولكى تستمر القبضة الحديدية التى تقوم بها اجهزة المحافظة للحفاظ على راحة المواطنين وتوفير احتياجاتهم الضرورية.
تنسيق الاحياء
ومن جانبه يوضح د. سيد عبيد، مدير مديرية الطب البيطرى بالقاهرة، أن مديرية الطب البيطرى بالتنسيق مع الاحياء ومباحث التموين والجهات المعنية تقوم بحملات يومية للكشف على المواد الغذائية فى كافة الاسواق وبالاخص منافذ البيع المتنقلة «السيارات» .
ويشير إلى انه يتم ضبط كثير من هذه السيارات تقوم ببيع لحوم ودواجن وسلع غذائية فاسدة ويتم مصادرة هذه السلع واعدامها وتحرير محاضر ضبط لاصحابها حتى لا يقوموا بتكرار مثل هذه الامور مرة اخري.
ويطالب المواطنين عند التوجه إلى الشراء من هذه السيارات بسؤال بائعى المنتجات فى المنافذ المتحركة عن هوياتهم قبل الشراء منهم، موضحًا أن هناك عشرات السيارات المتنقلة المحملة باللحوم والمنتجات الغذائية المغشوشة ولا تنتمى لأى جهة حكومية، وتوجد تحت الكبارى وفى الميادين والمناطق الشعبية.
ويناشد المواطنين تحرى الدقة عند شراء منتجاتهم وبالاخص اللحوم والدواجن من هذه المنافذ عن طريق التأكد من تاريخ الصلاحية والتعبئة والانتاج والسؤال على تراخيص هذه المنافذ قبل الشراء منها.


 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة