الكاتب الصحفي محمد درويش
الكاتب الصحفي محمد درويش


نقطة في بحر

محمد درويش يكتب : حادث نيوزيلندا.. هات وخد

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 17 مارس 2019 - 01:41 ص

 

القاتل يميني متطرف، يتصور أنه يدافع عن قوميته الأوروبية ويدفع عن الجنس الأبيض شرور المهاجرين.

 وهل المهاجرون ليسوا إلا المسلمون، أليس منهم من جاءوا من أفريقيا وجنوب وشرق آسيا وليسوا علي دين الإسلام ولهم معابدهم يؤدون فيها طقوسهم.. لماذا لم يتجه إليها دفاعاً عن قوميته الأوروبية؟.

لماذا عندما ارتكب هذا الضال جريمته وصفها أقرانه ومسئولون أوروبيون بأنه حادث عنف وعندما يقع حادث من خوارج العصر الذين يتخذون من الإسلام ذريعة لجرائمهم يصفونه بالإرهاب الإسلامي؟!.

هذا يؤكد نظرية المؤامرة التي ينسج خيوطها الغرب منذ أن زالت الشيوعية عدوه الوحيد فبحث عن عدو جديد لأجل أن تستمر عجلة تصنيع السلاح وتتدفق المليارات علي خزائنه.

ماذا عن موقف زعماء أوروبا وغيرهم من بعض دول العالم الذين احتشدوا في مظاهرة ضد الإرهاب في قلب باريس بعد حادث شارلي إبدو الذي راح ضحيته ١٧ شخصا وكان بينهم حارس مبني الصحيفة المسلم؟!.

الأهواء هي من توجه تداعيات مثل هذه الحوادث وسياسة الكيل بمكيالين،  ولو كانت هناك ذرة من ضمير لكانت الدعوة من الزعماء لمسيرة مماثلة كما فعل البسطاء من مواطني نيوزيلندا وكفي مشهد العروسين اللذين قطعا مراسم الزفاف وحملا الزهوز إلي أقرب مسجد بمدينتهم في بلدتهم النيوزيلندية.

إذا افترضنا جدلا أن القاتل محترف ووراءه أجهزة سيادية علي أعلي مستوي تستهدف إثارة النعرات الطائفية وإشعال الحرائق ضد المسلمين في كل مكان سواء في أفغانستان أو العراق أو مصر »حادثة مسجد الروضة» أو اليمن وباكستان وغيرها وتصعيد اليمين المتطرف الذي يمثل فرعاً جديداً في شجرة العنف والقتل علي الهوية فما الهدف النهائي لذلك كله؟.

فتش عن الصهيونية العالمية، وسعيها الدؤوب لإيقاد نيران الحرب في كل بقاع العالم، وأبحث عن المستفيد في أن تظل بؤر الصراعات تزداد لهيبا كل يوم والوقوف بالمرصاد أمام أي محاولة لإخمادها.

معني ذلك أن ما جري في نيوزيلندا لن يكون الحادث الأخير؟..

كيف يكون الأخير وبوش الابن هو القائل عن حرب العراق إنها حرب صليبية وتم تبريرها بعد ذلك بأنها زلة لسان، كيف سيكون الأخير والمخاوف تزداد من اختلاف التركيبة السكانية في بلاد أوروبا لصالح من يعتنقون الإسلام وازدياد مطرد في اسم محمد ليكون هو الأكثر بين مواليد دولة مثل بريطانيا؟!.

والحل؟..

كفانا مهانة واستكانة وكما خرج من بين ظهرانينا من يفكر علي هواه ويفسر النصوص المقدسة بما لا يقبله عقل، فهناك من بينهم من يفسر ما يراه غيرة علي قارته العجوز وعلي قوميته وهي تفسيرات لا يقبلها عقل. إننا أمام معضلة كبيرة.. نار ينفخ فيها من يخططون لخرائط العالم وصراعات الدنيا لمائة سنة قادمة، وهشيم تذروه الرياح من الطرفين ليصبح وقود هذه النار التي تتأجج يوماً بعد يوم ولا يعلم إلا الخالق سبحانه أبعادها.. ودعهم يمكرون كما يشاءون لأنهم مهما يمكرون فإن الله خير الماكرين.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة