يطلق على شجرة «المورينجا» اسم شجرة الحياة، لأنها صيدلية متكاملة تحمل في أجزائها المختلفة الشفاء لكثير من الأمراض.
وتحتوي الشجرة على أضعاف مضاعفة من العناصر الغذائية التي لا غنى لجسم الإنسان عنها كالحديد والمعادن والفيتامينات والأحماض الأمينية ومضادات الأكسدة، وتعالج العديد من الأمراض كالأنيميا وأمراض القلب والمخ والأعصاب والسرطان، والكبد والطحال، والأمراض الجلدية والروماتيزم وغيرها، وبرغم فوائدها المذهلة فهي مجهولة وغير مستزرعة في مصر.
وأجرى المدرس بكلية الزراعة قسم البساتين تخصص نباتات زينة وطبية وعطرية د.أحمد نظمى عبد الحميد العديد من الأبحاث على شجرة «المورينجا»، فكان لبوابة أخبار اليوم لقاء معه.
في البداية.. حدثنا عن شجرة «المورينجا» ومميزاتها؟
تعتبر شجرة «المورينجا» واحدة من أكثر النباتات فائدة في العالم وتتميز بأنها دائمة الخضرة وسريعة النمو حيث تعتبر من أسرع الأشجار نموا في العالم حيث يصل ارتفاعها أكثر من مترين خلال شهرين فقط كما يمكنها أن تنمو في المناطق الاستوائية والمعتدلة، وتزرع كمحصول أو كمصدات رياح أو للظل.
ما أهم الأجزاء المستخدمة في الشجرة؟
جميع أجزاء شجرة «المورينجا» مفيدة ومستخدمة كالأوراق والساق والجذور والأزهار والبذور وهى أهم الأجزاء، وتستخدم المورينجا في مجالات عديدة أهمها: أزهارها وثمارها تستخدم في أغراض الزينة، وتستخدم البذور في تنقية مياه الشرب باستخدام مسحوق البذور بدلا من استعمال الكيماويات ولها استخدامات في صناعة العطور ومستحضرات التجميل.
متى دخلت شجرة الحياة إلى مصر؟
شجرة المورينجا كانت موجودة في مصر منذ أيام الفراعنة وكان المصريون القدماء يستخدمونها في عدة مجالات مثل التحنيط، وأطلقوا عليها شجرة الحياة، ويوجد نوع من المورينجا -أحد الأنواع الثلاثة عشر منها- ينمو بريا في منطقة البحر الأحمر، ولكن دخلت مصر أنواع جيدة من المورينجا قادمة من أدغال إفريقيا.
ما الفوائد الطبية والعلاجية للمورينجا؟
يحتوى مسحوق أوراق المورينجا المجففة يحتوى على 9 أضعاف البروتين الموجود في الزبادي، 4 أضعاف فيتامين أ الموجود في الجزر، و19 ضعف الحديد الموجود في السبانخ، 17 ضعفا من الكالسيوم، و4 أضعاف الألياف في الشوفان، 4 أضعاف البوتاسيوم في الموز، 7 أضعاف فيتامين سي الموجود في البرتقال.
ومن أهم الفوائد العلاجية.. علاج مرض الأنيميا وأمراض القلب والمخ والأعصاب والسرطان، الوقاية من الإصابة بفقدان البصر الناتج من نقص فيتامين A، علاج التهاب المثانة وعلاج التهاب البروستاتا، يستخدم عصير الأوراق مخلوطا بالليمون لعلاج الاستسقاء لأنه يعمل على إدرار البول، علاج الدمامل والبثرات وعلاج الإسهال وعلاج الكبد والطحال، علاج الأمراض الجلدية والروماتيزم.
هل أثبتت الأبحاث العالمية أهميتها لصحة الإنسان؟
يمكن للمورينجا أن تحسن من صحة الإنسان في اتجاهات حديثة متعددة والتي ثبت أثر العديد منها في البحوث العلمية، يمكن تلخيصها في تخفيض الكولسترول والدهون الثلاثية، دعم النظام المناعي للجسم، توفير الغذاء للعينين والدماغ، تعزيز بنية خلايا الجسم، محاربة مسببات السرطان والشيخوخة، تقليل ظهور تجاعيد البشرة، العمل كمضاد للالتهابات، تجميل وتنعيم الجلد، العمل كمضاد للسموم، يدعم مستوى السكر الطبيعي في الدم ويوفر توازنا بين السكر والطاقة.. كل الفوائد السابق ذكرها تجعل المورينجا من أهم النباتات التي يجب الاهتمام بنشرها.
وبالإجمال نقول إنها تحتوى على 46 مضادا للأكسدة و36 مضادا للالتهاب و18 حامضا أمينيا أساسيا و15 فيتامينا وملحا معدنيا وتعالج أكثر من 300 مرض.
حدثنا عن أبحاثك عن المورينجا وأهم النتائج التي توصلت إليها؟
قمت بإجراء أبحاث تهدف إلى دراسة تأثير بعض المعاملات المؤثرة على إنتاجية وجودة نبات المورينجا كأحد النباتات الطبية الجديدة ذات الاستعمالات الطبية العديدة للعمل على التوسع في زراعتها بصورة علمية جيدة بعد الزيادة الكبيرة في مجالات استخدامها وفتح أسواق تصديرية لها، وتحديد انسب مسافة لزراعة المورينجا.
ما الصعوبات التي تواجه زراعة وانتشار المورينجا في مصر؟
المشكلة الرئيسية التي تواجه انتشار أي نبات جديد هي الوعي في المجتمع حول أهمية هذا النبات، وبما أن المورينجا من أهم المصادر الطبيعية للعلاج لما تحتويه من العناصر والمعادن والأحماض الأمينية.. فقوبلت بمحاربة من مافيا شركات الأدوية التي تفضل بيع المنتجات ذات التكلفة العالية والإنتاج الضخم ذي التقنية المعقدة القابلة للاحتكار، ومؤخرا بدأت المورينجا تجد طريقها إلى وسائل الإعلام الأكثر وعيا بعد معرفة أهميتها الكبرى.
ما اقتراحاتك للتوسع في زراعة أشجار المورينجا في مصر؟
يقتضى الاستثمار في محصول جيد كالمورينجا اتخاذ الخطوات التالية: وضع خطة قومية كاملة تحدد المناطق الملائمة للاستزراع وحجم السوق ومجالات التصنيع كما يمكن أن يتم من خلال هذه الخطة التعريف بأهمية المورينجا ومستقبلها وتشجيع وتحفيز المستثمرين في مجال الزراعة والتصنيع والتسويق، وتأسيس شركات زراعية تقوم بتزويد المزارع بالشتلات والإرشادات والدعم الفني اللازم لاستزراع المورينجا على أن تقوم تلك الشركات بشراء المحصول من المزارع والعمل على تسويقه وتصنيعه