«البحث العلمي في مصر» إلى أين.. علماء يقدمون روشتة نجاح لجذب «العقول المهاجرة»
«البحث العلمي في مصر» إلى أين.. علماء يقدمون روشتة نجاح لجذب «العقول المهاجرة»


«البحث العلمي في مصر» .. علماء يقدمون روشتة لجذب «العقول المهاجرة»

نشوة حميدة

الثلاثاء، 19 مارس 2019 - 05:14 م

-أستاذة طاقة ذرية: ربط البحث العلمي بالصناعة «أبرز المشكلات»

..ولدينا أبحاث متطورة في الطب والمفاعلات الذرية

 

-خبير بحوث نووية: «المنح الأجنبية» باب خلفي لهجرة العلماء

.. ونطالب بعقول جديدة تدير المنظومة

 

«صناعة البحث العلمي».. ليست حلمًا بعيد المنال، فجميع دول العالم تمتلك عقول فذه لباحثين وعلماء قادرين على تحويل التراب إلى ذهب، والعلم إلى اختراعات وابتكارات تخدم جميع البشرية، لكنها قد تفتقر إلى مقومات وآليات تشغيلها وتوظيفها، كما ساهم غياب الاستثمار في العلم في كثير من الدول، في دفن المواهب.


وحتى تتواصل عمليات ولادة العلماء، تسعي مصر مجددًا إلى اقتحام ميدان البحث العلمي بكل قوة، حيث شهد أمس الأحد، الرئيس عبد الفتاح السيسي، الجلسة الثانية لملتقى الشباب العربي والأفريقي والمنعقدة بعنوان «مستقبل البحث العلمي وخدمات الرعاية الصحية» بمدينة أسوان، والتي تحدثت عن أهمية البحث العلمي وتأثيره في حياة وتقدم الشعوب.

 

الرئيس السيسي، أكد في كلمته أن البحث العلمي صناعة توجد مفرداتها وعناصرها بالكامل في مصر وأفريقيا، موضحًا أن مفردات صناعة البحث العلمي في الدول الأفريقية ليست بكفاءة مثيلتها في الدول المتقدمة، مبينا أن كفاءة البحث العلمي البشرية والعقول المتميزة في الدول الأفريقية أكثر من الدول المتقدمة.

 

وذكر أن :«كل الدول المتقدمة أعدت آليات لجذب العقول لديها، مضيفًا: «أخذوا البحث العلمي وحولوه لسلعة ثم للأسواق»، متابعًا: «إذا كنا في المرحلة دي مش قادرين نحط صناعة البحث العلمي في مكانها بنفس المستوى اللي في الدول المتقدمة، طب نتشارك ونتكلم معاهم لما يكون عندنا عقل متميز ها نبعتهولكم وينجح في بحث علمي، ما تدونا نسبة من عقله دا ابننا وعلمناه عندنا واتحناه لكم».

وتابع: «ممكن نعمل بروتوكول إن كل شبابنا اللي يروح ويعمل بحث علمي ويعمل منتج قابل للتداول من حقنا إن إحنا ناخد هذا المنتج».

 

البحث العلمي.. إلى أين؟

وفي هذا السياق، تواصلت «بوابة أخبار اليوم»، مع خبراء ومختصين، إلى أين وصلت صناعة البحث العلمي في مصر، وآليات جذب العقول المصرية إلى الخارج، خاصة بعد دراسة وطرح الفكرة في ملتقى الشباب العربي والأفريقي بأسوان.

 

الطاقة الذرية.. عقول تحتاج فرصة

في البداية، ترى الدكتور ليلي فكري، الأستاذ المتفرغ بهيئة الطاقة الذرية، أن مصر تمتلك عقول متميزة قادرة على الإبداع والابتكار، لكنها تواجه مشكلات مثل الربط بين البحث العلمي بالصناعة، موضحة أن من المهم أن يكون هناك آلية واضحة للباحثين أصحاب الأبحاث والمشروعات المميزة والجديدة لتوصيل أفكارهم إلى القطاع الصناعي حتى تتحقق مشروعاتهم على أرض الواقع .

 

«فكري» أكدت في تصريحات لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن هيئة الطاقة الذرية لديها خطة لتدريب الكوادر البشرية بالهيئة، بكل مشروع في هذا المجال، وبالتالي فإن تدريب المتميزين، وكذلك تفعيل الاتفاقيات الثنائية لتدريب العلماء والخبراء ضرورة حتمية لاكتمال منظومة الإبداع، مضيفة: «إحنا مش متأخرين عن تقديم الدعم وتوفير بيئة العمل لأي عقل مبدع».

 

وأوضحت الأستاذ المتفرغ بهيئة الطاقة الذرية أن الهيئة رفعت معايير تقييم العلماء، ومنها نشر الأبحاث العلمية لدارسيها في مجلات البحث العلمي العالمية، وكل ما يتعلق بها، وساهم ذلك في الارتقاء بمستوى الكوادر البشرية والعلماء، ورفع طاقتهم الإبداعية وتطويرها للاستمرار في مشروعاتهم التي تري النور على مدار فترات متعاقبة في جميع المراكز البحثية التابعة للهيئة.

 

وبشأن الأبحاث الجديدة المقرر خروجها للنور من هيئة الطاقة الذرية قريبًا، ذكرت د. «ليلي فكري» أنها تشمل مجالات عدة، قائلة: «نمشي على طريق الإبداع بمجالات التطبيقات الزراعية والصناعة والطب وأبحاث المفاعلات الذرية، وكذلك أجهزة القياس النووي».

 

وبخصوص ما يحتاجه باحثي الهيئة خلال الفترة القادمة، أكدت الدكتور ليلي فكري أن الباحثين الصغار يحتاجون  إلى بيئة مشجعة على الابتكار والإبداع، وكذلك تطوير التشريعات العلمية لخدمته، بجانب توفير الأجهزة الخاصة بأبحاثهم، جنبًا إلى جنب مع الإرشاد العلمي المتميز من الأساتذة الكبار، مضيفة في نهاية حديثها: «مصر مليئة بالمواهب والعلماء الذين ينتظرون الفرصة للظهور والنبوغ والإبداع».

 

هجرة العلماء.. والمنح الصينية

أما الدكتور أحمد حجازي، رئيس وحدة هندسة المياه وتكنولوجيا الطاقة المتجددة بمركز البحوث النووية، ورئيس جمعية الطاقة الخضراء، فيري أن مصر ولادة العلماء، ولديها عدد هائل من العقول والأفكار المتولدة من العقلية المصرية الناتجة من 5 آلاف سنة حضارة، لكن المشكلة تكمن في غياب آلية إدارة البحث العلمي في مصر.

 

وقال «حجازي» في تصريحات لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن البحث العلمي في مصر تديره مجموعة من كبار السن الذين حققوا إنجازات كبيرة، لكن بعضهم يرفض إتاحة الفرصة للشباب في الظهور، مستطردًا: «كما أن هناك حالة من التجمد في مناخ البحث العلمي، حيث يتم في بعض الأحيان إجبار الباحث عن المرور في قوالب بحثية معينة بعيدة كل البعد عن فكرته، مما يؤدي إلى غياب الأفكار وبالتالي لا تظهر نتائج واضحة وعملية وملموسة».

 

وأشار رئيس وحدة هندسة المياه وتكنولوجيا الطاقة المتجددة بمركز البحوث النووية، إلى أن العلماء المصريين لديهم أفكار عبقرية لكنها تحتاج إلى تحسين الظروف حتى يتم بناء البلد، وكذلك تحتاج تشريعات وقوانين تتيح للباحث التحرك بسرعة وبآليات سهلة وكذلك تمويل ودعم حكومي لنجاح أبحاثهم ومشروعاتهم.

 

وتابع: «المنح الأجنبية، وخاصة من قبل دولة الصين تستقطب العقول المصرية من خلال المنح الدراسية التي تتاح لأكثر من 150 باحث وعالم، يتنفسون إبداع، وهذا يسمي بالطبع هجرة العقول، وهو إجراء مدمر لصناعة البحث العلمي في مصر، لذلك نطالب الدولة المصرية بوقف هذه المنح، والاستفادة بالعقول المصرية لإدارة المنظومة بطريقة جديدة باطنها الإبداع».

 

وبالنسبة لجمعية الطاقة الخضراء، أكد «حجازي» أنها جمعية أنشأت بمجموعة من الشباب الباحثين في الطاقة المتجددة في مصر، وكانت مهمتها الأساسية هي نشر الوعي بين المصريين بداية من المدارس الابتدائية انتهاء بالجامعات، لأنهم بذرة الإبداع، وبالفعل نجحنا خلال فترة وجيزة في نشر ذا الوعي، لافتًا إلى أنهم قاموا بمهمتهم على أكمل وجه، إلا أن دورها قل خلال الفترة الأخيرة، وتم تجميدها بسبب انشغال الباحثين في السفر.

 

وتابع: «نحتاج عقول جديدة تدير منظومة البحث العلمي، بأفكار جديدة، مشيرًا إلى تصميمه محطتين للطاقة الشمسية بالتعاون مع الأمم المتحدة، وسيتم افتتاحهم قريبًا في نيروبي، متمنيًا تبني المواهب والعلماء لتنفيذ مشروعاتهم وأفكارهم في مصر، وتحقيق أقوى استفادة من خبراته وعلمهم داخل المحروسة».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة