وزير القوى العاملة محمد سعفان
وزير القوى العاملة محمد سعفان


حوار| وزير القوى العاملة: انتهى عصر الجلوس على المكاتب

صبري غنيم

الخميس، 21 مارس 2019 - 11:23 م

شغله الشاغل توفير فرص عمل للشباب، على أمل أن يكون يوما ما امتدادا حقيقيا لفكر الرئيس فى كسر طابور البطالة.. قال إن الرئيس السيسى ما من مشروع تنموى يتبناه لمصر إلا ويجعل منه طاقة نور فى توفير فرص عمل للشباب بالمئات للراغبين منهم فى العمل وما أكثرهم.. إنه وزير القوى العاملة الوزير محمد سعفان.. أشار إلى مهمة الوزارة فى تدريب الآلاف من هؤلاء الشباب مهنيا بغرض تأهيلهم للعمل فى جميع التخصصات بهذه المشاريع.. وحقيقة جميع المشروعات العملاقة فى مدن القناة وأنفاق قناة السويس والعاصمة الإدارية استوعبت الألوف من شبابنا.. قال الوزير: باب مكتبى مفتوح لكل من يرغب فى وظيفة فنية فى المشروعات التنموية، لكن لا أحب أحدا أن يطالبنى بوظيفة إدارية، فقد انتهى عصر الجلوس على المكاتب، وفرص العمل للعمالة الفنية المدربة هى المتاحة الآن.. وإلى تفاصيل الحوار.

كنت على موعد مع الوزير محمد سعفان وزير القوى العاملة، ولأن مكتبه فى مدينة نصر، فقد كنت حريصا أن أكون موجودا قبل الميعاد بنصف ساعة، واستقبلنى مستشاره الإعلامى..

مضت ساعة والوزير مجتمعا ببعض قيادات إحدى شركات البترول العالمية، ويهمس مستشاره الإعلامى فى أذنى ويقول: الوزير يعقد صفقة للشباب مع الضيوف الذين عنده.. يعنى يقصد ألا أقلق من الانتظار.. وتمر دقائق ويفتح الوزير الباب الذى بين الاستراحة وبين مكتبه ودعانى لمكتبه..

قلت للوزير.. يا ترى ماذا حققت فى الصفقة.. ضحك وطل فى وجه مستشاره الإعلامى وكأنه كان يريد أن يسألنى من أين عرفت.. وينطلق صوت مستشاره الإعلامى فى رجولة وثبات يقول: أنا يا أفندم الذى قلت لأخفف من حدة الانتظار..

الأمن والسلامة

أخذ الوزير يعتدل فى جلسته وهو يقول: الذين كانوا عندى قيادات شركة « اينى « الإيطالية للبترول العالمية وعلى رأسهم مستر Kavaana ممثل الشركة فى القاهرة، وبالفعل أجريت معهم اتفاقا لتدريب أفواج من الشباب على الأمن والسلامة التى أصبحت من المهن المطلوبة فى الشركات العالمية، صحيح هذه المهنة حديثة علينا لكن ينقصنا فيها الخبرة، وللحق أبدوا استعدادا طيبا، رغم أن المتدرب الواحد سوف يكلفهم عن فترة تدريبه ما بين ٦٠ ألفا إلى ٨٠ ألف جنيه ومع ذلك رحبوا جدا وقد طلبت منهم إعداد جدول ببرنامج التدريب على أن تقوم الوزارة بترشيح الشباب الراغب فى تدريبه، اشترطوا أن يكونوا من خريجى كليات الهندسة.. ومن جانبنا سنعلن عن برامج التدريب وسنقوم بترشيحه لهم، وقد اتفقنا أن تصرف الشركة للمتدرب مكافأة، واستجابوا لهذا المطلب، بحيث لا تقل المكافأة عن ١٣٠٠ جنيه شهريا طوال فترة تدريبه تغطى مصاريفه الشخصية، كما اتفق على أن يكون تعداد أول دفعة لا يقل عن ١٠٠ متدرب، سوف تقوم الشركة بتعيين ما تحتاجه من أعداد والمتبقى سنعرضه من جانبنا على الشركات العالمية العاملة فى مجال البترول فى مصر..

تجربة ناجحة

ولماذا خريجو الهندسة هم الذين توفر لهم الوزارة مراكز تدريب؟
قال الوزير: وجميع المهن الأخرى، تأخذ نصيبا كبيرا من اهتمام الوزارة، فالمستثمر الذى يأتى لى ويطلب عمالة فنيه، أقنعه بإقامة مركز تدريب، يدرب العمالة التى يحتاجها والوفورات من هذه العمالة ندبر لهم وظائف وخاصة أنهم مطلوبون للعمل فورا... ويضيف الوزير.. من موقعى كوزير أتعامل مع المستثمر كصديق.. هذا الإحساس يعطى للمستثمر انطباعا خاصا فى المعاملة الطيبة وحرص الوزارة على تلبية احتياجاته ووقوفها جانب نجاحه فى عمله، وهنا يروى الوزير عن واقعة لأحد المستثمرين يملك عدة مصانع تفصيل الملابس.. ولأن المستثمر فى حاجة إلى عمالة فنية وتعذر توفيرها من مصر راح للوزير يطلب منه ترخيصا بالتعاقد مع عمالة آسيوية، لأن عنده عقودا من أوروبا للتعاقد معهم على توريد الملابس، لدرجة أنهم يرسلون له الأقمشة وجميع التجهيزات، ويتولى هو التنفيذ بشرط الجودة فى التشطيب، تفهم الوزير مشكلته واستطاع أن يقنعه بإقامة مراكز تدريب والوزارة عليها أن توفر له العمالة بشرط أن يتولى تدريبها، كما أبدى الوزير استعداده بتشغيل العمالة الزائدة عن احتياجاته..
خرج المستثمر من زيارته للوزير وهو على قناعة بالفكرة، وأقام بالفعل أربعة مصانع كبيرة فى القليوبية وألحق عددا ضخما من العمالة لتدريبهم، بعد أن حصل على قرض اشترى به ١٥٠ ماكينة، وتحت شعار «مصنعك جنب بيتك» قام بتشغيل هذه المصانع، ثم نقل التجربة إلى الصعيد ومن خلال التوسع فى إقامة المصانع قام بتمليكها لشبان أصبحوا شركاء معه فى الإنتاج، يقوم بتوفير الأقمشة لهم، ويتولون هم التصنيع..

الوزير سعيد جدا بهذه التجربة وهو يقول: علاقتى بهذا المستثمر فتحت بيوتا للمئات من الشباب، فبعد أن كان يطالب بعمالة أجنبية أصبح هو الذى يوفر عمالة مصرية لمصانع أخرى وفى أول لقاء معه طلب منى أن أساعده فى توفير عمالة آسيوية لمصانعه، اقترحت عليه أن يقيم مراكز تدريب فى مصانعه، اقتنع بإقامة عدد من مراكز التدريب فى الدلتا والصعيد والقاهرة وبعد أن كان يطالبنى بعمالة أجنبية أصبح هو الذى يوفر عمالة مدربة لبقية المصانع..

العامل المصرى
ويسكت الوزير قليلا ويقول: يؤلمنى أن العامل المصرى كفاءة ولكن ينقصه الإحساس بالمسئولية، فلو أسند له عمل ورفعنا عنه الرقابة والمتابعة له فى التنفيذ النتيجة مأساة، لذلك يحرص أى مستثمر فى فرض الرقابة على آخر مرحلة وهى مرحلة التشطيب، ومنهم من يصرف حوافز مالية كلما كان إنتاجه مقبولا فى التصدير، ويؤكد الوزير أن العامل المصرى ثروة وقادر على تحقيق مكاسب غير عادية، وعندى مستثمرون أجانب رغم أنه يحق لهم التعاقد مع عمالة أجنبية مدة المشروع، لكنهم يفضلون العامل المصرى.. ولذلك أقول إن فرص العمل الحرفى عندنا متاحة.. المهم التدريب..

العمل المكتبي


وماذا عن الجامعيين الذين لا علاقة لهم بالأعمال الحرفية؟
قال الوزير: هذه هى المشكلة، لأنهم ينتظرون العمل المكتبى مع أن التكنولوجيا ألغت مهنا إدارية كثيرة، وخريج الجامعة للأسف يقف بعد تخرجه، ويرفض تطوير نفسه وهذه المشكلة، مع أن الذين يتحولون تدريجيا إلى مهن حرفية فرصتهم أكبر من الحرفيين أنفسهم لأنهم خريجو جامعات مع تدريب مهنى فالنتائج أفضل.. ومع ذلك نفتح لهم فرصا للتدريب لكن يفضلون المقاهى، ويساعدهم فى ذلك الآباء والأمهات وطالما الشاب يجد من يعطيه مصروفا يغطى احتياجاته اليومية من سجائر وجلوس مع أصدقائه على القهوة يبقى محتاج للوظيفة ليه.. ويقول الوزير.. باب مكتبى مفتوح لمن يطلب عملا حرفيا، لكن لا تسألونى عن وظيفة إدارية.


العمالة الأجنبية


العمالة الأجنبية كثيرة فى مصر مثل العمل فى البيوت وفى النظافة فى الشركات والمكاتب الإدارية.. لماذا لا تقوم الوزارة بعمل قاعدة بيانات لهذه العمالة؟
 

الوزير: هؤلاء دخلوا البلد كلاجئين، لذلك تجد عمالة من كينيا ومن جنوب السودان ومن غانا والكاميرون ومن دول كثيرة، دخلوا البلد تحت إشراف الأمم المتحدة، وللأسف زحف المئات منهم للعمل فى البيوت والمكاتب كعمالة للخدمات.. وعن قاعدة البيانات هذه مسئولية وزارة الداخلية..
الوزارة والبرلمان يدرسان قانونا للعمالة المنزلية، فلن يعمل أحد إلا بترخيص من وزارة القوى العاملة وعلى كل أسرة أن تحطاط لهذا القانون، لأنه سيعاقب كل من يخالف ولا يحصل على تصريح عمل لمن يعمل بالخدمة المنزلية، هذا القانون يؤمن البيت المصرى ويؤمن حقوق العامل عند صاحب العمل، وهنا ستقوم الوزارة بعمل قاعدة بيانات يستفيد منها صاحب العمل والعامل، وسترفع قيمة العامل المصرى وبالذات الشغالات فى البيوت..

الاهتمام بالصعيد


أى الجهات التى تعطيها اهتماماتك كوزير للعمل؟
قضيتى الأولى هى الاهتمام بالصعيد، والحكومة تعطى اهتماماتها للصعيد ولنا فى ذلك القدوة وللحق فقد كان الرئيس عبد الفتاح السيسى هو البادئ وتوجيهاته وتعليماته الصعيد ثم الصعيد، ولذلك ركزت الدولة على تنمية الصعيد، وقد كانت زيارتى لمحافظة قنا لأول مرة لأكبر مركز تدريب فيها مملوك للوزارة، ومع ذلك تتعجب أن تجد معظم الماكينات معطلة، فقد تأسس هذا المركز فى عام ٢٠٠٥ على مساحة تساوى مجموع عشر مساحات لعشرة مراكز تدريب فى مصر، لذلك أطلق عليه فى الوزارة بأنه قلعة تدريبية ولم تنجح الوزارة فى الاستفادة منها، الأجهزة فيه تحتاج إلى صيانة لأنها كانت متوقفة عن العمل.


مشروع الصوب
يضيف الوزير: لقد استبعدت خمسة أفدنة من مساحة هذا المركز وقررت تحويلها إلى مشروع صوب زراعية، وطلبت من جامعة الوادى أن تتولى زراعتها وتدريب طلابها على زراعة المحاصيل العطرية القابلة للتصدير.. هذا المشروع سيحقق عائدا يصرف على مركز التدريب.. إلى جانب أن استفادة خريجى المدارس الزراعية وكليات الزراعة بتدريب الخريجين على زراعة الصوب بالمنتجات التى تصلح للتصدير.


قلت للوزير محمد سعفان وأنا أستعد للانصراف: عن نفسى أنا سعيد بوجودك فى الصعيد، هذا المركز كشف عن شخصية الوزير محمد سعفان، فقد أحسنت يوم أن اتخذت قرار تحويل خمسة أفدنة منه إلى صوب زراعية منتجة ومثمرة وعائدها ينفق على المركز المهمل الذى تسكنه الأشباح.. لقد نجحت فى أن تفتح بابا أيضا لخريجى الزراعة فى تدريبهم على الزراعة فهم يدرسون ولا يعرفون كيفية استثمار الأرض الزراعية لذلك تجد معظمهم بعد التخرج يبيعون علب الكلينكس فى إشارات المرور..

محمد سعفان شكل آخر فى موقع المسئولية، كوزير لا يعرف الأبهة، لكن فى خدمة مصر وشباب مصر عشرة على عشرة، المهم أن يتنبه شبابنا أن الفرصة الآن متاحة.. أبواب مراكز التدريب مفتوحة لمن يبحث عن وظيفة حرفية، والفرصة أكبر لمن يتطلع إلى الأعمال الحرة من خلال المشروعات الصغيرة، الدولة تعطيك فلوسا لو شغلت عقلك واستثمرته فى مشروع.. لذلك أقول من لا يكسب صداقة هذا الرجل.. أغلق أبواب الفرص.. وإذا كان أحدكم يتطلع إلى وظيفة إدارية فقد انتهى عصر الجلوس على المكاتب.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة