إدمان مواقع وألعاب التواصل يختبئ تحت مظلة الترفيه
إدمان مواقع وألعاب التواصل يختبئ تحت مظلة الترفيه


سوشيال ميديا الأطفال.. المخاطر والعلاج

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 25 مارس 2019 - 12:39 ص

ألعاب ومواقع التواصل إدمان متواصل.. والخبراء: القراءة وممارسة الرياضة الحل السحري

 

الموبايل والتابلت هو طريق الأطفال إلي السوشيال ميديا سواء كانت أجهزة الآباء، أو أهديت لهم كهدية جميلة في أحدي المناسبات وللبعض الآخر قد تكون بالنسبة لهم وسيلة للتفاخر.. ليقوم الأطفال باستخدامها وإضاعة الوقت أمام تلك الشاشات «الموبايل والتابلت والكمبيوتر والبلاي ستيشن»‬ بالساعات التي تزيد دقيقة تلو الأخري.

 

تبدأ بفيديوهات علي اليوتيوب وبعدها حسابات علي مواقع التواصل، ثم إلي أخطرهم وهي الألعاب الاجتماعية الجديدة مثل «‬FORTNITE» و»PUBG» و«ROBLOX» وهي منصات للجيل الجديد من الألعاب متعددة اللاعبين أو « MULTI PLAYER GMES» وهي التي تعتمد في طريقة لعبها علي مشاركة اللعب مع مستخدمين آخرين مع امكانية التحدث والتواصل معهم أثناء اللعب.

 

وقد يترك بعض الآباء أبناءهم علي الشاشات فرحة منهم بأنهم أذكياء ومتطورون تكنولوجياً، والبعض الآخر يتركهم لانشغاله بأشياء أخري، في النهاية نصل إلي كثرة الوقت المستخدم فيها.. ولم تعد تكفي الساعة والمزيد من الساعات.. أيضاً لا يكفي، فهل هذا الاستخدام المفرط وغير المراقب يؤدي إلي الإدمان، وما هي أعراضه، وما أحسن طريق مختصر للخروج من هذا المأزق الذي يعتبر مصدر قلق وإزعاج للعديد من الآباء والأمهات.

 

تعتبر نظرية «‬الاستخدام والإشباع» من النظريات الأكثر توضيحاً لفهم لماذا يزيد الاستخدام لمواقع وألعاب التواصل باستمرار وطردياً!، حيث تؤكد تلك النظرية أنه مع استهلاكنا تلك الوسائط للوصول إلي أقصي حالة من الاشباع، فإنه في الغالب لن نصل إلي حالة الاشباع المطلوبة بسبب تنوع واختلاف ما نصل إليه بسبب تنوع المصادر وتجددها المستمر، ونتيجة ذلك فإنه الاستخدام المستمر لهذه الوسائط ومع مرور الوقت يعزز ويزيد من الرغبة في الحصول علي المزيد من الاشباع وبالتالي المزيد والمزيد من الوقت.

 

توضح الدكتورة نانسي توفيق استشاري العلاقات الأسرية والتربية الإيجابية أن هذا الطفل يفقد تدريجياً الرغبة في الخروج من المنزل، علي سبيل المثال قد لا يرغب في الذهاب إلي النادي أو الزيارات الأسرية المختلفة ويرغب دائماً في البقاء في المنزل في غرفة «الشاشات» وهي تلك التي بها الكمبيوتر أو البلاي ستيشن، ثم يتوقف عن ممارسة جميع ما كان يفضله مسبقاً مثل اللعب مع أخيه أو جيرانه أو حتى اللعب بالألعاب العادية غير التكنولوجية، ليبتعد بعد ذلك عن أصدقائه ويصبح انطوائياً، ويصير عنيفاً عصبي المزاج يقذف بالأشياء ويصرخ وقد يبكي عند محاولة منعه من استخدامه !.

 

وتكمل نانسي توفيق أن من أهم الأعراض التي تظهر علي مدمن التكنولوجيا هو بقاء هذا الطفل وقتاً طويلاً جداً في «‬غرفة الشاشات»، وأثناء وقت الغداء لا يفضل الجلوس مع الأب والأم في غرفة الطعام ويطلب أن يأكل بجانب الكمبيوتر أو الوسائط الأخري، وقد يأكل بيد ليمسك الموبايل باليد الأخري !!.

 

وستؤثر تلك الشاشات تأثيراً خطيراً علي مستقبله فتزيد من التوتر والقلق وستغير في نظام النوم وأوقاته، وستتسبب في تراجع رهيب في مستوي دراسته وجميع أنشطته الاجتماعية الأخري ليتحول إلي شخص غير اجتماعي غير منتج لا يفعل شيئاً في حياته سوي اللعب والمكوث أمام تلك الشاشات، ذلك بالاضافة إلي المشاكل العضلية والجسدية الأخري التي ستصيبه بسبب الجلوس المستمر بدون حركة، والإصابة بالسمنة المفرطة بجانب آلام الرقبة احتمال قائم.

 

وتنصح توفيق اللآباء بتحديد نوع الاستخدام للموبايل والغرض منه وأنه وسيلة للترفيه وليست وسيلة لقتل وقت الفراغ، ولكن قبل ذلك يجب أن يدرك الطفل أن أياً من تلك القرارات القادمة للحد من استخدامه لتلك الوسائط.. هي لمصلحته وليس بهدف السيطرة عليه أو فرض الرأي والتدخل في حياته أو خصوصياته.

 

وعلي الطفل أن يري هذا في عين كل أب وأم ليصدقه وهي نقطة مهمة جداً، ولعلاج طفلك وإبعاده تدريجياً عن ادمان التكنولوجيا يجب وضع جدول يومي له مليء بالأنشطة وأهمها القراءة حتي ولو 20 دقيقة يومياً، وتشجيعه علي ممارسة الأنشطة الرياضية لأنها الحل السحري وتحفيزه علي اللعب بالألعاب التقليدية مثل الشطرنج والمكعبات والرسم والتلوين، وتدريب الطفل علي المساعدة في المنزل وترتيبه وتنظيفه.

 

والهدف هو خلق جو جديد مليء بأنشطة يشعر معها بالمتعة ونحاول علي قدر الامكان ملء وقت فراغه لأننا بلا شك لن نستطيع منعه وعزله عن هذا العالم المتقدم والذي نحياه ونتفاعل كآباء معه يومياً، ولكن الهدف هو تقنينه وتحديده بما لا يعرض حياتهم للخطر ويؤثر سلباً عليها، وساعتان بالأكثر تكفي سواء للعب أو مشاهدة الفيديوهات أو حتي علي مواقع التواصل.

 

وتقترح أن نقوم بعمل جروب عائلي صغير مكون من أفراد الأسرة الواحدة نُعلم فيه أطفالنا الهدف من تلك التكنولوجيا ونفتح من خلاله قناة للاتصال معهم ليدركوا منافعه وأضراره، بالاضافة إلي ضرورة الاشتراك معهم في جميع الجروبات والصفحات وأي شيء يطلب تفاعلاً حتي لو كانت أحد الألعاب الجديدة كنوع من المراقبة غير المباشرة لتساعدنا في اتخاذ القرارات.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة