الخميس، 28 مارس 2019 - 10:53 ص

أسهمت جائزة الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء في مملكة البحرين، للتنمية المستدامة خلال السنوات الماضية، في توسيع الدائرة المعرفية بالعملية التنموية بهدف تعزيز رسالتها الإنسانية في تنمية وتطوير مجالات العمل التنموي.

جاء ذلك من خلال تحفيز الأفراد والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني ذات الإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستويات الوطنية أو الإقليمية أو الدولية لارتباطها بشكل وثيق بتحسين الأحوال المعيشية للإنسان في كافة بقاع العالم.

وتعمل الجائزة مستعينة برؤى رئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان على تحويل الفكر الإنساني إلى رسالة تواصلية عالمية، من خلال دعوتها إلى مواكبة أهداف التنمية المستدامة لتحسين الأوضاع المعيشية في البلدان والتي تتضمن الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لما لذلك من تأصيل لثقافة التنمية الإنسانية وتعزيز سبل العيش والاستمرار في تحقيق التقدم الإيجابي والمساهمة في الجهود العالمية لتحقيق مستقبل مستدام للجميع.

تأتي الجائزة ضمن مسار التواصل المستمر الذي تقدمه لجنة الجائزة والمتبلور في العديد من الاتفاقيات الثنائية التي أبرمت مع الجهات ذات العلاقة في المجالات التنموية لدعم وتعزيز العمل التنموي وإقامة جسور ثقافية وتعاونية بين مختلف الحضارات لخلق مبادرات قادرة على الارتقاء بالأوضاع المعيشية للبشر في مختلف أقطار العالم ولاسيما في ظل تزايد التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والأوضاع المضطربة التي يعيشها العالم في الوقت الراهن.

وأكدت جائزة رئيس الوزراء البحريني، أن التحديات المصيرية ومستقبل التنمية لم يعد رهنا بتعبئة العوامل الاقتصادية فحسب بل بات رهنا بمدى النجاح في  التقارب والتعايش بين الشعوب كأساس لدعم جهود التنمية والاستقرار وتوظيف الطاقات البشرية وتدعيمها والاعتراف بها كقوة مؤثرة في تحقيق التقدم والسلام المنشود في كل مجالات الحياة بما يعزز الاستقرار والرخاء للشعوب والأجيال المقبلة.

واعتمدت اختيار المرشحين من مختلف أنحاء العالم والالتقاء بالعديد من المراكز التنموية في مختلف العواصم عالمية في كل نسخة إذ تعتبر الجائزة من الجوائز الحديثة المتجددة التي حققت طموحات عالمية خلال 12 عاماً إذ بدأت النسخة الأولى منذ الإعلان عن الجائزة 2007 بتفاعل كبير حيث تقدمت العديد من الشركات والمؤسسات من مختلف قارات العالم بمشروعاتها للحصول على الجائزة التي تشجع على المنافسة لتحقيق الأفضل في مجال التنمية بما يؤكد أن المبادئ والأهداف التي انطلقت منها الجائزة تسمو بالبشرية وشهد عام 2008 تسليم الجائزة للمشروع الفائز وهو مشروع "اللواء الأخضر" لبوركينا فاسو، والذي جاء متماشياً مع رؤية الجائزة.

وكان لنتائج النسخة الأولى وما اتسمت به من نزاهة وحيادية وموضوعية دور كبير في تزايد حجم الثقة في صدقية الجائزة ونبل أهدافها في مواصلة ما حققته من نجاح في دعم الأهداف التنموية حيث فاز بالجائزة مشروع "برنامج الأرض والإسكان" التابع لمؤسسة "بنتو ربياو" من ريو دي جانيرو بالبرازيل.

وواصلت الجائزة مسيرة النجاح خلال نسختها التالية محاط بالعديد من الإنجازات في العمل التنموي واهتمام بالغ من المجتمعات الدولية لتختار السيدة "أنا تيباجوكا" الوزير السابق للأراضي والإسكان والتجمعات البشرية بجمهورية تنزانيا والوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة،والمدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) تقديراً لإنجازاتها في تحقيق المشاريع التنموية من قبل الأفراد والمؤسسات والنجاح في تقديم الحلول الابتكارية التي تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة،وتقديرًا لدورها وإسهاماتها عبر مختلف المناصب التي تبوأتها في تحقيق التنمية الحضرية والمستدامة.

واستمرت الجائزة في تكريم أصحاب العطاء المميز في ميدان التنمية عبر اختيار "بان كي مون" الأمين العام السابق للأمم المتحدة للفوز بنسخة الجائزة لعام 2018، وذلك تقديرًا لجهوده التي بذلها خلال توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة في خدمة الإنسانية وتعزيز جهود نشر السلام والأمن وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتطمح الجائزة إلى أن يشجع هذا النجاح الذي تحقق لها منذ انطلاق نسختها الأولى في التجسيد الأمثل للرؤية ورغبة الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة في تنمية الشعوب وإحلال السلام باعتباره بداية حقيقية للنهوض بالبلدان علي مختلف ثقافتها والحفاظ على مكتسباتها وتعاون الدولي من أجل تبني مشروع تنموية قادرة علي دعم الجهود العالمية في مساعدة المجتمعات الفقيرة وتمكينها من تحقيق مستويات متقدمة في مجال التنمية الحضرية.