صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


قصص وعبر| جن في ليلة الدخلة

علاء عبدالعظيم

الجمعة، 29 مارس 2019 - 09:45 م

 

انتابت الزوج حالة من الصمت العميق، وشرود وذهول يمتصان قلبه امتصاصا يسلبه قوته، يريد أن يصرخ لكن تتسابق دقات قلبه، وتلوح في عينيه نظرات شاردة تغيب به عما حوله، جعلته سجين حيرة تنهش عقله وتبدد حلمه حيث وقع ما لا يحمد عقباه في ليلة الدخلة.

وقف الزوج ابن الـ٢٥ عاما يسترعي الانتباه أمام أعضاء مكتب تسوية المنارعات الأسرية لنحافة جسده، ووجهه النحيل شاحب اللون، وعينان ضيقتان وكأنه يتقي شعاع الشمس، تتساقط الدموع ببطء شديد على وجنتيه البارزتين، وبصوت يشوبه حزن وألم قال: " تزوجت زواجا تقليديا، وأحببت زوجتي حيث كان لسانها لا ينطق غير حلو الكلام، وحديثها كأشهى ما يكون الحديث، سابقت الزمن كي يجمعنا عش الزوجية، ولم أكن اعلم ماذا يخبأ لي القدر، وفي ليلة الدخلة وبعد انصراف المدعوين ومباركة الأهل والأصدقاء، ووسط الزغاريد التي بعثت بداخلي فرحة عارمة، ارتديت بيجامة العرس، وطلبت من زوجتي الوضوء كي نصلي ركعتين شكر لله".

وتابع الزوج: "قمت بتشغيل الراديو للاستماع إلى بعض من السور القرآنية بإذاعة القرآن الكريم، وفجأة وبلا مقدمات تبدلت ملامح وجهها الذي اقتضبت عضلاته بعدما كان مشرقا، وتحول صوتها الذي كان أيضا ينطق باللطف والرقة إلى صوت رجولي مخيف تطلب إغلاق الراديو، والابتعاد عنها إلا أحرقتني، وأخذت تئن أنينا مفزعا كزئير الأسد في عرينه، غير قعقعة عظامها واصطكاك أسنانها ببعضها البعض، هالني المشهد، وتسمرت قدماي لفترة لا تتجاوز الـ٥ دقائق مروا علي كالدهر، أقشعر بدني واستجمعت قواي، وهرولت مسرعا إلى غرفة النوم بعد أن أحكمت غلقها".

واستطرد: "جلست استعيد صفاء ذهني وهدوء تفكيري، وفجأة أحسست بحركة بجوار باب الغرفة وما إن قمت بفتح الباب انقضت علي، وأحكمت قبصتا يديها حول رقبتي تردد بنفس الصوت المخيف.. هأ زيك .. هأزيك.. دفعتها عني بقوة وسابقت قدمي الرياح مرة أخرى وتوجهت إلى الغرفة المجاورة، وشعرت باليأس بين أربعة جدران شارد الذهن لا أكاد أن استقر على حال، مر الوقت بثقل شديد لكني صبرت ، وأخذت أفكر بأن زوجتي تعاني من مس شيطاني ولا تدري ماذا تفعل خاصة بعد أن انهمرت في بكاء شديد جعلتني أفكر في علاجها".

وأكمل الزوج: "هداني تفكيري باصطحابها لأداء عمرة وبالفعل سافرنا وكانت طوال فترة تواجدنا تواظب على الصلاة، وقراءة القرآن الكريم، وبعد عودتنا تبدلت أحوالها مرة أخرى وعايشت معها أحداثا ومواقف لم أقابلها من قبل وأخذت في تمزيق الملابس، وتهشيم محتويات المطبخ، فقمت باصطحابها إلى عدد من الشيوخ لكن دون جدوى، وازدادت حالتها سوءا وفاض بي الكيل ويئست من شفاءها، طلبت من والدتها الانفصال في هدوء وإعطاءها كل مستلزماتها وحقوقها لكن الأم أصرت على الاستيلاء على شقتي بكل محتوياتها بحجة إنني الذي أرغب في الطلاق، لذا لجأت إلى محكمة الأسرة، وأقمت دعوى فسخ عقد الزواج، ومازالت الدعوى منظورة حتى الآن".

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة