أداء الدراويش أبهر فيرجسون
أداء الدراويش أبهر فيرجسون


حكايات| مباراة تاريخية.. أليكس فيرجسون في مواجهة "تيكي تاكا" الدراويش بالإسماعيلية

عمر البانوبي

الجمعة، 29 مارس 2019 - 10:53 م

 

حدثت المعجزة الكروية في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات بتتويج أبردين الاسكتلندي بكل البطولات المحلية، وتفوقه على ريال مدريد الإسباني في نهائي كأس الكؤوس الأوروبية، وكذلك تتويجه بالسوبر الأوروبي في النصف الأول الثمانينات، على يد رجل تحوّل إلى أسطورة يدعى أليكس فيرجسون.
 

استطاع فيرجسون مع الجيل الذي رباه في أبردين الاسكتلندي أن يكسر كل قواعد الساحرة المستديرة، ويحدث ثورة اسكتلندية وضعت كرة بلاده على خارطة العالمية، فكانت انطلاقته ليصبح أشهر مدير فني في العالم وصاحب أطول فترة تدريبية مع مانشستر يونايتد الإنجليزي ليصنع المجد ويتوج بكل البطولات.
 

ولكن هل تعلم أن فيرجسون وأبطال أبردين زاروا مصر بعد التتويج بالبطولة الأوروبية في العام 1985، لمواجهة النادي الإسماعيلي في مباراة ودية، وعلى أرض ستاد الإسماعيلية؟
 

اقرأ للمحرر أيضًا: رحلة بروشتش.. عملاق التدريب من الفراعنة والأهلي إلى قيادة برشلونة ويوفنتوس 

زيارة إلى مصر
 

عشق المعلم عثمان أحمد عثمان النادي الإسماعيلي الذي حقق البطولات تحت رئاسته، فوجه الدعوة لبطل أوروبا نادي أبردين الاسكتلندي للحضور إلى مصر وأداء مباراة ودية أمام الدراويش على ستاد الإسماعيلية لإمتاع الجماهير.

واستجاب النادي الاسكتلندي الكبير وبكامل كتيبة النجوم التي أذهلت أوروبا ومعهم الأب الروحي أليكس فيرجسون وبادروا بزيارة مصر.. وكان طلبهم الأول زيارة أهرامات الجيزة قبل السفر إلى الإسماعيلية لأداء المباراة.


"تيكي تاكا" الدراويش 
 

انطلقت المباراة يوم 14 يناير من العام 1985، وكانت احتفالية جماهيرية للبسطاء في ستاد الإسماعيلية تحت أنظار الوزير عبد المنعم عمارة الذي عشق الإسماعيلية وناديها وجماهيرها، وظهر فيرجسون أمام الدراويش بكتيبة نجومه في مباراة للمتعة الكروية.
 

وضمت قائمة الإسماعيلي آنذاك نجومًا هم الراحل على آغا في حراسة المرمى وبديله عصام الحسيني، وطارق زين، ومحمود حسن، ومحسن عبد المسيح، وخالد القماش، وعلى غيط، وطارق الوحش، وحمادة الرومى، وعلى يونس، وعماد سليمان، والراحل محمد حازم.

 

أبهر نجوم الإسماعيلي وعلى رأسهم الراحل الأسطورة محمد حازم الجميع - بمن فيهم فيرجسون - بأداء ولا أروع منذ انطلاقة المباراة وبلمحات فنية انتزعت آهات الجماهير في الهدف الذي سجله محمد حازم في الدقيقة 25 من بداية اللقاء.
 

جاء الهدف بعد جملة كروية ممتعة اشترك فيها حازم بمهارات غير عادية مع محسن عبد المسيح وعماد سليمان انتهت بتسجيله هدفًا رائعًا في شباك ليتون حارس مرمى مانشستر يونايتد بعد ذلك.

 

اقرأ للمحرر أيضًا: «كشاف» الدراويش.. رحلة البحث عن البطولة تبدأ من «النجوع»

وبعد تعليمات فيرجسون تقدم أبردين بهدفين لفرانك ماكدوجال، أحد أساطير خط الهجوم في تاريخ الكرة الاسكتلندية، وتعادل علي يونس للدراويش بعد نزوله في الشوط الثاني، وألغى الحكم هدفًا صحيحًا لعلي يونس، كان كفيلاً بإنهاء المباراة بفوز تاريخي للدراويش على أبناء أليكس فيرجسون.
 

 

 

ضم تشكيل الدراويش مجموعة من النجوم أصحاب الخبرات، وكذلك الشباب، ومنهم علي غيط الذي ظهر للمرة الأولى مع الفريق الأول للنادي الإسماعيلي في هذه المباراة أمام أبردين.
 

شهادة للتاريخ
 

يقول محسن عبد المسيح، نجم الإسماعيلي السابق، إن هذه المباراة شهدت إمتاعًا كرويًا كبيرًا من جانب لاعبي الدراويش باعتبارها مباراة ودية وهو ما اعتاد عليه نجوم النادي الإسماعيلي.. أن تلعب من أجل المتعة وإسعاد الجمهور باللمحات الفنية الراقية بغض النظر عن النتيجة.

 

وأضاف عبد المسيح في تصريحات خاصة لـ"بوابة أخبار اليوم"، إن لاعبي النادي الإسماعيلي دخلوا المباراة دون رهبة، لأن عالم التلفزيون ونقل المباريات بشكل مباشر لم يكن حينها كما الحال اليوم، ولم تكن هناك معلومات كثيرة متوفرة عن لاعبي أبردين وطريقة لعبهم، لكن الجميع يعرف أنهم أبطال أوروبا وهزموا ريال مدريد.
 

"أمتعنا الجمهور، ولعبنا كرة القدم المعتادة من نجوم الإسماعيلي، كنا ننقل الكرة بشكل ممتع ولا نخشى أبردين ولا فيرجسون، وبالرجوع للهدف الأول يمكنكم الاستمتاع بمهارة الراحل حازم الذي بدأ الهجمة من منتصف ملعبنا حتى أودعها الشباك".

 

"الراحل محمد حازم، كان يتمتع بقدرات خارقة في الملعب، رغم أنه لم يكن يحب التدريب، وعلى الرغم من ذلك، يستطيع أن يصنع الفارق في أي مباراة ومن أي مكان في الملعب، مهاجم أو صانع ألعاب أو جناح أيمن أو حتى أيسر، كان يملك قدرات تهديفية غير مسبوقة".
 

اقرأ للمحرر أيضا:  الكرة ليست «للدوري الممتاز فقط».. هنا «بيلا» مصنع الدخلات

شهادة ماكيمي 
 

ستيوارت ماكيمي، أحد أبرز لاعبي الوسط في تاريخ اسكتلندا، ونجم أبردين في عصره الذهبي تحدث أيضًا لـ"بوابة أخبار اليوم" عن المباراة التاريخية قائلاً: "لقت كانت زياتي الوحيدة لمصر".
 

"زرنا الأهرامات، واستمتعنا بجو مصر، قبل أن نخوض المباراة في الإسماعيلية، بالطبع كانت تجربة جيدة تحت قيادة فيرجسون".
 

"لا أتذكر الكثير، لكننا دخلنا المباراة وتأخرنا، وبفضل فيرجسون وتعليماته بين الشوطين تقدمنا بعد ذلك عن طريق ماكدوجال، ولكن انتهت المباراة بالتعادل 2-2، لقد كنت محظوظًا باللعب مع هذا الجيل، وبتحقيق كل هذه الإنجازات التي جعلتكم تبحثون عني للحديث معي".

 

"لا أعتقد أن الكرة الاسكتلندية يمكنها العودة لتحقيق ما حققناه تحت قيادة فيرجسون، والأمر ليس متعلقًا بالكوادر الفنية، أو الأسماء، ولكن الحقيقة أن كرة القدم أصبحت صناعة مرتبطة بالمال والقاعدة الجماهيرية، وفي اسكتلندا لا نملك هذه الأموال الباهظة ولا القاعدة الجماهيرية التي يمكنها مواجهة التطور الحادث في الوقت الحالي من الزمن.. الأمر كله يتعلق بالمال يا صديقي".


 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة