صورة من القمة
صورة من القمة


الكلمة الكاملة لـ«أبوالغيط» خلال القمة العربية الـ30 بتونس

أحمد أبوهارون

الأحد، 31 مارس 2019 - 02:04 م

أكد أحمد أبوالغيط، الأمين العام للجامعة العربية، أن القمة تنعقد ومنطقتنا العربية تسير على خيط مشدود، تتشبث شعوبها بأهداب الأمل والرجاء وترفض الإنجراف إلى اليأس، عارفة بأن مكانة هذه المنطقة، ودورها في صناعة الحضارة يؤهلانها لمكان أفضل مما هي عليه اليوم.

 
وأضاف أبوالغيط، فى كلمته أمام القمة الـ30 أنه ما زالت بعض دولنا تنزف، وبعض أبنائنا يُكابدون مرارات الصراع وآلام التشريد  في سوريا واليمن وليبيا.


وتابع: "بعض من أعز الحواضر وأغلى المدن العربية على نفوسنا، لا زالت تعيش في ظلال الخوف، وتحت تهديد الميلشيات والجماعات الطائفية والعصابات الإرهابية، وجميعنا يعرف أن الحلول السياسية هي الكفيلة وحدها - بنهاية المطاف - بإنهاء النزاعات وجلب الاستقرار فلا غالب في الحروب الأهلية، وإنما الكل مغلوب، المهزوم مغلوب والمنتصر مغلوب".

 

وأضاف الأمين العام للجامعة العربية، أن  الأمن القومي العربي خلال السنوات الماضية تعرض إلى أخطر التحديات، وأشرس التهديدات في تاريخه المعاصر، حتى صارت جراحنا النازفة تُغري كل طامح بالانقضاض، وتدفع كل طامع للتدخل في شئوننا. 

وأشار إلى أن  هذه التهديدات كلها؛ سواء تلك التي تنهش المجتمعات من داخلها وعلى رأسها الإرهاب، وانتشار التشكيلات المُسلحة خارج سيطرة الدولة أو تلك التي تتربص بها من خارجها، وفي مقدمتها إجتراء بعض قوى الإقليم على الدول العربية أو نكبة الاحتلال الإسرائيلي المستمرة منذ سبعة عقود ويزيد  تُنبه إلى حقيقة ساطعة آمل أن نتحد جميعاً في رؤيتها على ما هي عليه، وهي أن الأمن القومي العربي وحدة مترابطة، وكل واحد لا يتجزأ ، له عنوان واحد وقضية كبرى هي صون الدولة الوطنية وصون استقلالها ووحدتها، وحفظ تكامل ترابها وسيادتها، والدفاع عن حق شعوبها في العيش الآمن الحر الكريم. 

 

وشدد على أن ما يهدد أمن العرب في أقصى المشرق ليس بعيداً عما يواجههم في القلب أو في أقصى المغرب، فالتهديدات واحدة، وكذا ينبغي أن تكون الاستجابة، مضيفا أن حاجتنا تشتد اليوم أكثر من أي وقت مضى لمفهوم جامع للأمن القومي العربي نتفق عليه جميعاً، ونعمل في إطاره ليُلبي حاجة دولنا إلى الاستقواء بالمظلة العربية في مواجهة اجتراءات بعض جيراننا، والتدخلات الأجنبية في شئوننا، ومخططات جماعات القتل والإرهاب للنيل من استقرارنا، مفهوم لا يهون من خطر أي تهديد أو يمنحه الأولوية على غيره، فالقضية العربية - كما أسلفت - قضية واحدة من مسقط إلى مراكش.

 

كما أكد أبوالغيط على أن التدخلات، من جيراننا في الإقليم – وبالأخص إيران وتركيا - فاقمت من تعقد الأزمات وأدت إلى استطالتها، بل واستعصائها على الحل ثم خلقت أزمات ومشكلات جديدة على هامش المعضلات الأصلية، لذلك فإننا نرفض كافة هذه التدخلات وما تحمله من أطماع ومخططات.

 

وشدد على  أن  ظرف الأزمة هو حال مؤقت، وعارض سيزول طال الزمن أم قصر، أما التعدي على التكامل الإقليمي للدول العربية ووحدتها الترابية، فهو أمر مرفوض عربياً بغض النظر عن المواقف من هذه القضية أو تلك. 

 

وأضاف  أنه لا مجال لأن يكون لقوى إقليمية جيوب في داخل بعض دولنا تسميها مثلاً مناطق آمنة ومن غير المقبول أن تتدخل قوى إقليمية في شئوننا الداخلية بدعم فصيل أو آخر تحت غطاء طائفي لا يكاد يخفي ما وراءه من أطماع امبراطورية في الهيمنة والسيطرة.


وأشار إلى أن أزماتنا - وبعضها وليس كلها من صنع أيدينا للأسف - تكاد تستدعي منتهزي الفرص ومقتنصي الغنائم، مضيفا نحن أمام إعلان أمريكي - مناقض لكافة الأعراف القانونية المستقرة بل ولأسس النظام الدولي الراسخة -  يمنح المحتل الإسرائيلي شرعنة لاحتلاله لأرض عربية في الجولان السوري.

 

وشدد الامين العام على  أن الجولان هو أرض سورية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، مؤكدا أن الاحتلال جريمة وشرعنته خطيئة وتقنينه عصف بالقانون واستهزاء بمبادئ العدالة.


وقال إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى اغتنام المكاسب، سواء في سوريا أو فلسطين المحتلة، بتثبيت واقع الاحتلال وقضم الأراضي، مضيفا للأسف إن مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة تُشجع الاحتلال على المضي قدماً في نهج العربدة والإجتراء وتبعث بالرسالة الخطأ للشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية، وكأنها تحملهم عبئا فوق عبء الاحتلال، ومعاناة فوق معاناة القمع والاستيطان ونهب عوائد الضرائب، بالتضييق المالي والسياسي على المؤسسات الفلسطينية - وهي عصب الدولة المستقبلية - وخنق وكالة الأونروا التي تُعالج مأساة اللاجئين.


وأضاف أن الاحتلال وداعموه يهدف إلى تقليص المكتسبات الضئيلة التي حققها الفلسطينيون من خلال التفاوض ويتلاشى أي أمل لدى الشعب الفلسطيني في أن يصير حل الدولتين - وهو الحل الوحيد الممكن لهذا الصراع الطويل - أملاً بعيد المنال بكل ما ينطوي عليه ذلك من تهديد لأمن واستقرار المنطقة كلها.


وتابع الأمين العام: "أؤمن إيماناً راسخاً بأن العمل العربي المشترك - ولو في حده الأدنى - يظل طوق نجاة وسط هذه الأنواء العاصفة، فدعونا نتمسك به ونوسع مساحته قدر الإمكان"، مضيفا شهدنا جميعاً الصدى الطيب للقمة العربية - الأوروبية التي انعقدت للمرة الأولى في شرم الشيخ الشهر الماضي، وقامت الجامعة،  باحتضان منتديات مماثلة مع عدد من الشركاء الدوليين والتجمعات والتكتلات العالمية الكبرى. 


وقال إن الجامعة تظل العنوان الأبرز والرمز الأبقى لكل ما يجمع العرب، وما يوحد كلمتهم، ويُسمع الآخرين صوتهم الجماعي حيال كافة القضايا التي تتعلق بمصيرهم ومستقبلهم، وأثق تماماً في حرصكم على الحفاظ على دورها وزيادة مع منحها دائماً الموارد والإمكانات التي تسمح لها بالنهوض بمسئولياتها المتعددة في سبيل رفعة الأوطان ورفاهية الشعوب.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة