أم زيدان المسحراتية خدمت في منزل الرئيس نجيب لمدة 5 سنوات
أم زيدان المسحراتية خدمت في منزل الرئيس نجيب لمدة 5 سنوات


حكايات| «مسحراتية» في خدمة الرئيس نجيب.. أسرار حبه للمحاشي و«الجولف»

محمد حسنين

الأحد، 31 مارس 2019 - 04:39 م

 

صوت نسائي لكنه جهور يشق ظلام الليالي الرمضانية المباركة، إنها صيحات التنبيه التي تسبق مدفع الإمساك، تطلقها «نفيسة» 30 يوما كل عام في خدمة الصائمين، توقفت عنها 5 سنوات فقط عندما عملت في منزل أول رئيس جمهورية مصري وهو اللواء محمد نجيب. 


حالة فريدة من البشر، إذ كانت «نفيسة» تعمل في مهنة أغلبها من الرجل لمدة شهر، بينما قضت 5 سنوات شاهدة على التاريخ مع أحد أهم الرجال في تاريخ مصر.


في بداية الجلسة مع المسحراتية العجوز تسترجع كلماتها التي يستيقظ عليها الصائمون وقت السحور فتقول: 
«أول ما ابدأ واستفتح، باللي له الورد فتح، ومسك الحصى سبح، وقدمه وسط الأحجار. صلوا يا أهل الفلاح.. على النبي زين الملاح، من صار بالليل حقا وخطى قبل الصباح، توب يا عبد توب واستحى من ربك المعبود، بتأذي أخوك ليه وأنت للحساب مطلوب، عديت دفاتر حسابك واللي عليك مكتوب، اصحي يا نايم وحد الدايم اصحي يا غافلان وحد الرحمن».

 

السيدة الشهيرة بـ«أم زيدان» التي لم تدخل مدارس قط، وتعيش في بهتيم، تروي حكايتها التي بدأت في فترة الخمسينيات من القرن الماضي وهي في عز شبابها مع مهنة المسحراتي، تقول «نفيسة»: «يجب أن يكون المسحراتي ذكيا ولماحا ميزعجش الناس، ويخليهم يحبوه ويقول لهم كلام يبسطهم يجعلهم ينتظروه بفارغ الصبر في الليلة التالية»، وهذا ما حرصت عليه المسحراتية العجوز في رحلتها الليلية على مدار خمسين عاما .


كانت تنادي على أطفال المنطقة: «اصحى يا سيادة العميد فلان.. يا سيادة السفير فلان.. يا سيادة الملازم فلان.. يا سيادة الدكتور فلان»، وكانت الامهات وفقا لروايتها تفرح من هذا الكلام وتستبشر به خيرا .


وتكمل: «أنا صحتي كانت كويسة وأنا شابة صغيرة.. لكن دلوقتي لا حول لي ولا قوة .. عيني لا أرى بها، ومفصل قدمي اليسرى يؤلمني وأحتاج إلى تركيب مفصل صناعي، لكن ظروفي المادية لا تساعدني ولا أحد ينفق على.. والمعاش اللي كنت أعتمد عليه  500 جنيه، من برنامج تكافل وكرامة الذي منحة الرئيس السيسي للأسر الفقيرة والآن أنا أقيم في كشك في الشارع وأخدم نفسي بنفسي وأهل الخير يقدمون لي المساعدات» .


بيت الرئيس نجيب


5  سنوات فقط انقطعت فيها أم زيدان عن تسحير الناس وذلك عندما كانت تعمل في منزل بنت الرئيس الراحل محمد نجيب فأعجب بنظافة عملها وأخذها لتعمل لديه في المنزل، ألقى على كتفيها المسئولية بعد توليها إدارة شئون منزل الحلمية خاصة أن بيته أصبح قبلة للزوار كل ساعة إلا أن الأعباء زادت فور توليه مقاليد الحكم.


وتقول الحاجة «نفسية» إنها اعتادت كل يوم تقوم بإحضار الإفطار المخصص للرئيس محمد نجيب، على استحياء حاملة «صينية» مستديرة عليها الفول المدمس والبيض وكوب من اللبن وبعدها يشرب «البايب » مع احتساء الشاي. 
وعن أسراره حياته تقول: «إنه يعشق المحاشي واللحوم»، وتروي أنه كان ينقطع عن الأكل لأيام لو توفي أحد كلابه.. وعندما كان ينزل إلى الحديقة يمسك عصا حديدية ويسرع في لعب «الجولف» لتسلية وقته.


مذكرات الرئيس


وبحسب «أم زيدان» كان الرئيس الراحل محمد نجيب يحب أن يكتب مذكراته كل يوم بداية من الاستيقاظ صباحاً حتى النوم ليلا، وتضيف :« كنت أقول له ياريس حضرتك بتكتب ايه؟ ..  يقولى يا نفيسة انا بكتب مذكراتي انتى فاهمة حاجة !..  أقوله ياريس والله لا فيدأ في تفهيمي: أنا بكتب مذكراتي علشان أحفادي يعرفوا انا كنت بعمل إيه في حياتي ويتعلموا من خلال حياتي كنت فين وبقيت فين».


وتقول الخادمة: «كان يحب يأكل كل حاجة.. ودايماً بيقول الحمد لله على النعمة اللي الواحد فيها».

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة