صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


بين الحر الشديد والبرد القارس.. أسباب عدم استقرار المناخ خلال الفصول الأربعة

إنجي خليفة

الأحد، 31 مارس 2019 - 06:34 م

 

في وقتٍ كان يستعد فيه المصريون لاستقبال الجو المعتدل في وضح النهار، باغتتهم السماء بأمطارٍ غزيرةٍ، جعلتهم في حيرةٍ من أمرهم بشأن هوية الطقس والمناخ في الأيام القليلة المقبلة.

يقول خبير الأرصاد الجوية د. وحيد سعودي، إن مصر تأثرت بعدة موجات من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، وكانت ما بين ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة خلال فترة وجيزة، صاحبها نشاط للرياح المثيرة للرمال والأتربة، وصلت بالفعل إلى حد العاصفة الرملية والترابية أحيانا.


وأضاف "سعودي"، في تصريحات خاصة لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن خلال هذه الموجات من عدم الاستقرار تكاثرت السحب المنخفضة والمتوسطة، وصاحبها سقوط الأمطار الغزيرة والرعدية أحيانًا، وصلت إلى حد السيول على بعض المحافظات ذات الطبيعة الجغرافية الخاصة، مثل محافظات شمال وجنوب سيناء، فضلا عن المدن المطلة على سلاسل جبال البحر الأحمر ومحافظات شمال وجنوب الصعيد.

وأكد خبير الأرصاد الجوية، أنه بالرغم من سقوط أمطار كانت كمياتها أكثر على بعض المدن الساحلية مثل الإسكندرية ومطروح، إلا أنها لا ترقى لحد ظاهرة السيول نظرًا للطبيعة الجغرافية للمدن الساحلية.

وأوضح خبير الأرصاد الجوية، أنه بالرغم من تأثر البلاد بالعديد مثل هذه الموجات، إلا أنها تمثل ظواهر جوية معتادة وعادية على مصر، ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى بعض التوزيعات الضغطية سواء على سطح الأرض، أو في طبقات الجو العليا، والتي تؤدي لمثل هذه الظواهر وإن اختلفت باختلاف المواسم على مصر.

فصل الخريف

يقول د. وحيد سعودي، إنه على سبيل المثال، غالبًا ما تتأثر مصر بطقس غير مستقر خلال فصل الخريف، نظرًا لتأثر البلاد بمنخفض السودان الموسمي.


 ويؤكد أن منخفض السودان يتمركز فوق مسطح البحر الأحمر، ويصاحبه رياح غالبًا ما تكون ما بين الجنوبية الشرقية والشرقية القادمة من المناطق الاستوائية، والتي تؤدي إلى ارتفاع في درجات الحرارة ونسبة الرطوبة، ونظرًا لتزامن وجود منخفضات جوية أخرى في طبقات الجو العليا، خاصة على ارتفاع 6 كيلو متر من سطح الأرض.

وتابع: "إذا حدث وتزامن معها تيارات هوائية لفافة شديدة البرودة قادمة من المناطق القطبية، هذا بدوره يؤدي إلى طقس غير مستقر تكون من أهم سماته سقوط الأمطار الغزيرة والرعدية، والتي تصل إلى حد السيول".


فصل الشتاء 


ويتابع خبير الأرصاد الجوية، أنه في فصل الشتاء، غالبًا ما تتأثر مصر بوجود بعض المنخفضات الموجودة فوق سطح البحر المتوسط والتي تؤدي بدورها أيضا إلى ارتفاع مفاجئ وكبير في درجات الحرارة والتي تتجاوز معدلاتها أحيانا بقيم تتراوح من 9 إلى 10 درجات مئوية فوق المعدل الطبيعي.


ولفت "سعودي"، إلى أنه ومع حركة المنخفضات في اتجاه الشمال الشرقي يحدث انخفاض مرة أخرى ملحوظ في درجات الحرارة وسقوط للأمطار الغزيرة والرعدية، مثلما حدث بالأمس وأول أمس على المدن الساحلية بمصر، وعلى بعض المحافظات الأخرى، وصاحب ذلك نشاط للرياح التي تزيد من الإحساس بشدة برودة الجو، واضطراب كامل في حركة الملاحة البحرية. 


فصل الربيع 

أما في فصل الربيع، يوضح د. وحيد سعودي، أنه غالبا ما تتأثر مصر بما يسمى بالمنخفضات الحرارية الخماسينية، والتي تأتي لنا من بلاد المغرب العربي، وتسير بمحاذاة سواحل البحر المتوسط من الغرب إلى الشرق، والتي معها ترتفع درجات الحرارة ارتفاعًا ملحوظًا وتسبب العواصف الرملية نتيجة الرياح الغربية والجنوبية الغربية القادمة من الصحراء الغربية، ومع حركة هذه المنخفضات جهة البحر المتوسط، سرعان ما تعود درجات الحرارة لانخفاضها الملحوظ وسقوط الأمطار الغزيرة والرعدية على مدار الفصل.


فصل الصيف 

يؤكد خبير الأرصاد والتحاليل الجوية، أنه غالبا ما تتأثر مصر بامتداد منخفض الهند الموسمي، والذي يجذب معه رياح ما بين الشرقية إلى الشمالية الشرقية قادمة من الهند، مرورًا بشبه الجزيرة العربية، مما يؤدي إلى الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة وفي نسبة الرطوبة والتي تزيد من شعورنا بارتفاع درجات الحرارة.

ويختتم د. وحيد سعودي تصريحاته، قائلاً: "نستنتج من هذا أن التغيرات المناخية على مدار العام المتحكم الأوحد فيها التوزيعات الضغطية، سواء على سطح الأرض، أو في طبقات الجو العليا، ومصادر الكتل الهوائية المصاحبة لهذه التوزيعات الضغطية".
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة