صورة موضوعية
صورة موضوعية


«بيزنس التريند».. كيف تصبح «نمبر وان» على «السوشيال ميديا» خلال أيام؟

نشوة حميدة

الأحد، 31 مارس 2019 - 07:21 م

- اللهث وراء «الأول».. وسيلة كسب الرزق لدى البعض

- أستاذ إعلام: شهرة مزيفة ومصطنعة.. وغير واقعية


بين عشية وضحاها نجد شخصيات عادية أصبحوا نجومًا في عالم «السوشيال ميديا»، وتكاد شهرتهم تنافس نجوم الثقافة والسياسة والفن، فقد يصلون إلى العالمية بفضل «فيديو قصير» أو «تدوينة فيسبوكية» لا تعبر عن محتوى مفيد لكنها تحقق أعلى مشاهدات لتجعل من صفحاتهم موقعًا لتبادل الآراء.. إنك في «عالم التريند» الذي لا يهدأ، ويعد بمثابة ترمومتر الأحداث، ومصنع متجدد للمشاهير.

 

ما سبق ذكره يؤكد أن صناعة المشاهير تحولت إلى تجارة رابحة، تهدف إلى الوصول إلى القمة، حتى ولو بصورةٍ زائفةٍ، وذلك لحصد مزيدٍ من الأموال بفضل الشهرة، فمجرد هاشتاج ربما يدفعك للتربع على عالم الشهرة، لكن بالصورة المثلى أمرٌ صعب المنال.

 

عالم التريند.. «كله بالفلوس»

 

«بوابة أخبار اليوم» بحثت عن تلك الظاهرة، والبداية كانت من صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، للكشف عن سر شهرة شخصيات مغمورة، وتسعيرة الفيس بوك ويوتيوب والتيك توك، وغيرها من المواقع التي تصنع النجوم.

 

في البداية، وجدنا انتشار صفحات كثيرة مذيلة بأرقام هاتفية، وتواصلنا مع إحداها عن طريق رقم تليفوني، وتدعى «تكبير صفحات تسويق الكتروني.. إعلانات ممولة»، فردت علينا فتاة بادرناها بجملة «عاوزة أبقى مشهورة في وقت قياسي»، فردت متسائلة :«هل لديك صفحة على الفيس بوك»، أجبنا بنعم، فردت قائلة: «سأقوم بزيادة عدة المتابعين واللايكات مقابل مبلغ مادي.. هل توافقين».. ثم واصلت رحلة الحديث.

 

شُهرة مدفوعة

 

سألنا مصممة الصفحة عن القيمة المالية التي تحتاجها للحصول على 100 ألف متابع، فقالت : «أربعة آلاف جنيه»، متابعة: الـ 10 آلاف متابع بـ 1250 جنيه، ويتم إضافتهم من خلال "الشير" أو "مشاركة الصفحة على صفحات فيسبوكية كبيرة، كصفحات الـ5 ملايين متابع.

 

الإعلان الممول

 

«الفتاة» أكدت لنا أن بعد الانتهاء من تلك المرحلة، سيتم البدء في مرحلة جديدة وهي «الإعلان الممول»، حيث يتم تصميم 3 إعلانات أسبوعية عن الصفحة أو البروفايل مقابل 150 جنيه لليوم، موضحة أن المحتوى لها عامل كبير جدا في زيادة عدد المتابعين، موضحة أن الطريقة ناجحة عن جدارة، وظهر ذلك مع شخصيات أصبحوا نجوما على «السوشيال ميديا».

 

وتابعت:أنا بشتغل منفردة، وممكن أبيع لك صفحة جاهزة عليها 5 ملايين متابع، وبالفعل ستتحولين إلى شخصية مشهورة على «السوشيال ميديا».

 

وأعلنت عن أقوى عروض تكبير الصفحات، وهي خمسة آلاف إعجاب لصفحتك ب 450 جنيهًا، وعشرة آلاف لصفحتك بـ 900 جنيهٍ وخمسة عشر ألف إعجاب ب1350 جنيهًا.

 

وأوضحت «الفتاة» أن زيادة أعداد المعجبين بالصفحة يكون عن طريق نشر منشورات «بوستات» في الصفحة المراد إشهار صاحبها، ثم مشاركتها على صفحات ذات كثافة في عدد المعجبين بها.

 

وأشارت إلى أن الأعضاء جميعهم حقيقيون، ومتفاعلون بنسبة 100%، وهو ما يسهم في زيادة التفاعل على صفحتك.

 

وتابعت: «لو صفحتك صغيرة بدل متكبرها بمبلغ كبير ممكن تشترى منى صفحة وأغيرلك اسمها وأسلمهالك زي الجديدة فيها أي عدد أنتِ عايزاه وأرخص من التكبير».

 

قائمة أسعار

 

هذا بالنسبة لفيس بوك أما بالنسبة لـ«يوتيوب»، فتحدد سعر الـ 1000 مشترك على قناتك بـ 170 جنيهًا، و1000 مشاهدة على الفيديو بـ 50 جنيهًا، و1000 إعجاب على أي فيديو بـ 140 جنيهًا، ومشاهدات 4000 ساعة تساوي قيمتها 1100 جنيهٍ.

 

 أما انستجرام، يتم حساب 1000 متابعة بـ 45 جنيهًا، إذا كان المعجبون بصورةٍ وهميةٍ، وبـ 65 جنيهًا، إذا كان المتابعون أجانب وعرب حقيقيون، و95جنيهًا إذا كانوا مصريين وحقيقيين.

 

وبالنسبة لتويتر، فألف متابعة ثمنها ستون جنيهًا، وألف إعجابٍ على «التويتات» وألف إعادة تغريد «ريتويت» بنفس الثمن أيضًا.

 

نجومية زائفة

 

في هذا السياق، يقول الدكتور صفوت العالم، أستاذ العلاقات العامة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن هذا الانتشار هو انتشار ذو طبيعة مؤقتة، ويفتقر إلى الجهد والمعرفة المباشرة، فهي تكلفة مدفوعة لجهد ضئيل، كما إنها معرفة مصطنعة وليست حقيقية على أرض الواقع.

 

ويرى العالم، أن من يستفيد من التسويق الإليكتروني هم الأشخاص الذين جمعوا مجموعة من الأسماء ثم يقومون ببيعها، وتفيد أيضًا الشركات التجارية، والمؤسسات التي تتواصل مع أشخاص عبر الإنترنت وعبر بعض المواقع، لتسويق سلعة أو خدمة.

 

وحول لجوء بعض الفنانين لهذا الأسلوب للانتشار، تحدث العالم، في تصريحاتٍ خاصةٍ لـ«بوابة أخبار اليوم»، عن أن هذا الانتشار مفتعل وليس حقيقيًا، ومن يطلع على مثل هذه الأمور فئة محدودة في النهاية.

 

وحول كيفية سريان الأمور في التسويق الإليكتروني، يشير أستاذ العلاقات العامة إلى أنه لا بد أن يستند إلى جمع دقيق للمعلومات، ورصدها وتحليلها وتصنيفها، وفي الوقت ذاته، يجب أن يستند إلى معلومات واقعية وليس معلومات افتراضية.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة