الشهيد محمد صلاح وسط أسرته
الشهيد محمد صلاح وسط أسرته


حكاية الشهيد البطل أحمد صلاح «ابن الشرقية»

سناء عنان

الثلاثاء، 02 أبريل 2019 - 08:52 ص

يسجل التاريخ بأحرف من نور بطولات خير اجناد الارض من ابناء القوات المسلحة والشرطة المدنية الذين قدموا أرواحهم فداء لوطنهم وارتوت الارض الطيبة بدمائهم الزكية .

 

من بين هؤلاء الأبطال النقيب أحمد صلاح محمد بلال ٢٥عاما ابن قرية منية المكرم بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية والذي استشهد في ٢٩يناير عام  ٢٠١٥ إثر انفجار سيارة إرهابية مفخخة بمدخل معسكره بالشيخ زويد.

 

يقول والد الشهيد صلاح محمد بلال ٦١عاما مدرس رياضيات بالمعاش إن الشهيد هو اكبر أبنائي وله شقيقان محمود حاصل علي بكالوريوس الزراعة وروفيدة حاصلة علي بكالوريوس الخدمة الاجتماعية وعقب حصوله علي الثانوية العامة عام  ٢٠٠٨ كانت امنيته الالتحاق بالكلية الفنية العسكرية إلا أن مجموعة لم يؤهله لها.

 

التحق بكلية الهندسة وحصل علي درجة البكالوريوس عام ٢٠١٣ ثم تقدم بأوراقه لأداء الخدمة العسكرية وتم ترشيحه ضابطا والتحق بكلية الضباط الاحتياط لمدة ٦ أشهر وكان سعيدا لتحقيق رغبته في الانضمام لصفوف الجيش المصري خير أجناد الأرض وعقب ذلك تم توزيعه على إدارة الاشغال العسكرية بقيادة الجيش الثاني الميداني.

 

وبعد مرور ٤ أشهر تم نقله إلى الشيخ زويد بشمال سيناء للمشاركة في إقامة المنشآت والحصون العسكرية وأخفي عنا خير نقله الي سيناء حتي لا نعيش في قلق وخوف عليه وقبل استشهاده بيومين اتصل بي ليبلغني بحصوله على إجازة والحضور لنا لمشاهدة مباراة القمة معنا وليتناول طعام الإفطار لاعتزامه الصيام يوم الخميس إلا أنه لم يحضر في الموعد المحدد.

 

واستكمل: سارعت بالاتصال به للاطمئنان عليه فاعتذر عن عدم الحضور لعدم عودة زميله من إجازته لظروف خاصة به ووعدني بالحضور في القريب العاجل ولم يكن يعلم ما يخفيه له القدر وأنها المكالمة الأخيرة بيننا وأثناء مشاهدتنا لمباراة القمة فوجئنا بنبأ العملية الإرهابية بالشيخ زويد التي راح ضحيتها نجلي وعدد من زملائه.

 

ويلتقط أنفاسه بمرارة ويقول: حسبي الله ونعم الوكيل في القتلة وأتمني من الله أن يتقبله من الشهداء وأن يجمعنا معه في الجنة، وأشار إلي أن هؤلاء الإرهابيين شرذمة مأجورة لا دين لهم ولا ملة ولا يعرفون شيئاً عن الإسلام دين التسامح والمحبة وأنهم فئة بلا قيم ولا أخلاق ويتسمون بالغدر والخيانة وربنا ينتقم منهم.

 

وقال إن الدولة لم تنسهم حيث تم إطلاق اسم الشهيد علي المدرسة الإعدادية الجديدة بمسقط رأسه ووفرت فرصة عمل لشقيقه بجامعة الزقازيق ومنحت والدته فرصة لأداء فريضة الحج وقام أهالي قريتنا بتشييد نصب تذكاري باسمه في مدخل القرية.

 

كما تم إطلاق اسمه علي المسجد المقام بكتيبته بالإسماعيلية وبادر زملاؤه بنحر أضحية علي روحه في عيد الاضحي المبارك ووضع ٣ مبردات مياه  صدقة جارية علي روحه بمسقط رأسه.

 

وتقول والدة الشهيد أسماء أحمد عوض رزق (٥٤عاما) حاصلة علي بكالوريوس زراعة ولا تعمل: إن نجلي هو أول فرحتي وسندي في الحياة وكان الشمعة المضيئة في حياتي وكان دمث الخلق هادئ الطباع متواضعا محبوبا لا يحب المجادلة متدينا يؤدي الصلاة بانتظام وكنت دائما ادعو الله أن يحفظه وعندما يسمعني يقول لا تخافي يا أمي ابنك راجل والأعمار بيد الله وتنهمر دموعها .

وتقول: إن الشهيد كان شجاعا لم يهب شيئا إلا الله عاشقاً لوطنه وترابه وكتوما لا يتحدث عن عمله لأحد وكان دائما يقول: «اللهم ارزقني الشهادة كما رزقتها لأصحابي»‬ .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة