صناعة السبح بالحسين.. رِزق وذِكر وتراث عابر للأزمنة - صورة مجمعة
صناعة السبح بالحسين.. رِزق وذِكر وتراث عابر للأزمنة - صورة مجمعة


فيديو وصور| صناعة السبح بالحسين.. رِزق وذِكر وتراث عابر للأزمنة

محمد هشام- أسامة حمدي

الأربعاء، 03 أبريل 2019 - 03:17 م

- السبحة الـ33 خرزة تُسمى «الثلثية» والـ99 تُسمى «الألفية».. والعصرين الفاطمي والعثماني البداية

 

- خامات الصناعة من «الكوك» البرازيلي.. والأحجار الكريمة ترفع أسعارها

 

- السبح الفيروز أسعارها من 500 جنيه.. والسبحة الإلكترونية غير مؤثرة على الحرفة

 

- أصحاب الورش: نطالب الدولة بخفض أسعار الخامات.. وهذه رحلة صناعتها ومخاطرها

 

- حارة الصالحية قلعة صناعة وتجارة السبح.. والعراق والسعودية وتركيا أهم المستوردين

 

خرزة مثقوبة ذات ألوان مبهجة، تتلوها خرزة آخرى مماثلة، يجمع تلك الحبات خيط رفيع من الحرير أو الستان، لتشبه القلادة؛ تُعرف باسم «السبحة»، تبلغ عدد حباتها 33 وتُسمى «الثلثية»، ويفصل كل 11 خرزة منها «تفسيرا»، أو تبلغ 99 خرزة وتُسمى «الألفية»، ويفصل كل 33 منها «عروسة»، يمسك بها المُسبح يتمتم أذكارا.

 

هنا في منطقة الحسين التاريخية بالقاهرة، توجد حارة الصالحية المتفرعة من شارع المعز؛ مركز صناعة السبح وبيعها، وقِبلة عشاقها وراغبي اقتناءها، عايشت «بوابة أخبار اليوم» رحلة صناعتها في إحدى الورش العتيقة بداية من وصولها ثمرة «كوك»، حتى جمع حباتها وبيعها بأشكالها وأسعارها المتنوعة في أحد البازارات الكبرى بالشارع، لتبقى تراثا عابرا للأزمنة، كما استمرت رِزقا لصناعها، وذِكرا لعشاقها عبر التاريخ، وذكرى للسياح من مصر.

 

تاريخ السبحة.. والتسبيح الإلكتروني

 

ورغم أنه لا يُعرف تاريخ محدد لبداية السبحة في مصر، إلا أن العصرين الفاطمي والعثماني لهما حظ وافر من الذكر والتردد على ألسنة صُناع وبائعي السبح بحارة الصالحية، والذين يثقون باستمرار السبحة عبر الأزمنة؛ حتى وإن ظهرت السبحة الإلكترونية المستوردة من الصين أو التسبيح الإلكتروني عبر الهواتف الذكية.

 

 

رحلة صناعة السبحة

 

في البداية، يقول أحمد جمعة، فني صناعة السبح بإحدى الورش، إن الخامات تأتي في شكل ثمرة «كوك» من البرازيل، ونشتريها من التجار، وتدخل مرحلة «التفصيل» ثم «النقض» و«التقطيع» ، ويتبعها مرحلة «التخريم» ثم تدخل على الماكينة لتأخذ شكل حبات صغيرة مستديرة، ثم يتم تشطيبها، وعلى حسب طلب التجار من يرغبها «سادة» أو «نطعمها» بأشكال متنوعة.

 

 

ويضيف «جمعة»، أن بعض أنواع الأحجار الكريمة تدخل في الصناعة، فمثلا الأحجار الصغيرة «الفصوص» لا تصلح، أما الأحجار الكبيرة تصلح من خلال إدخالها على الماكينات، موضحا أن السبح الغالية تتكلف في الورشة حوالي 50 جنيها مثل الألماني والسن والفطران.

 

 

ويتابع حديثه، قائلا: «الخامات تتنوع بين السن والعظم والقرن والأبانوس والفطران والعود الصليبي والألماني، وعند التشطيب يتم تركيب الخيط لها عن طريق الماكينة».

 

 

التصدير للخارج

 

ويؤكد فني صناعة السبح، أن كثير من التجار يأتون إلى مصر للاستيراد السبح سواء من تركيا أو السعودية أو العراق وغيرها من البلدان الإسلامية، لافتا إلى ضرورة اهتمام الدولة بتشجيع الصناعة من خلال توفير الخامات بأسعار رخيصة فمثلا الخامة كنا نشتريها بـ10 جنيهات، وأصبحت بـ14 و25 جنيها، والمتضرر هم أصحاب الورش والصنايعية، الذين مهددون بإغلاق ورشهم وتسريح الصنايعية.

 

 

مخاطر الحرفة

 

ويوضح أن مخاطر الصناعة تبدأ من بداية تقطيع الكوك ممن تجرح الأيدي أو تقطع أحد الأطراف، ومشكلات التنفس والأتربة داخل الورشة.

 

ويضيف أن المهنة بالتوارث وتعلمها أصحابها من الأجيال السابقة وتتوارثها الأجيال لاحقا، وأقوم بتعليم الراغبين في التعلم، مؤكدا على استمرار المهنة وعدم اندثارها عبر الزمن.

 

 

جمع الخرز.. وعرضها بالبازار  

 

أما أحمد علاء، مُصمم ديزينات وسبح بأحد بازارات بالحسين، فيقول إن مستلزمات السبح من أحجار كريمة وفضة وفواصل يستخدمها لتصميم السبح، مضيفا أن الخيط الحرير يجمع حبات السبح ببعضها، وحباتها من حجر العقيق، والخيط ينتهي بـ«شرابة» وبعدها «مدنة» من الحجر أو الفضة.

 

 

ويضيف أن الأحجار الكريمة تدخل في صناعتها مثل المرجان والفيروز وغيرها، ما يرفع سعرها، وتتراوح الأسعار من 10 جنيهات للكريستال، أما الفيروز الطبيعي تبدأ من 500 جنيه، مؤكدا على أن دول الخليج أكثر المستوردين من مصر وخاصة السعودية، وهناك مشاهير يأتون لشراء السبح من حارة الصالحية.

 

 

ويتابع حديثه، قائلا: «السبحة الإلكترونية لم تؤثر على الصناعة وحجم الإقبال لأن الناس يحبون ملمس الأحجار الكريمة والتسبيح بالأيدي، ووعي الناس بالسبح والأحجار الكريمة زاد بعد الثورة، وعلى الدولة التوسع في المعارض لترويج الصناعة».  

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة