حارة الصالحية.. إمبراطورية تحويل الأحجار الكريمة لقطعة من الجمال ومزارا لعشاقها - صورة مجمعة
حارة الصالحية.. إمبراطورية تحويل الأحجار الكريمة لقطعة من الجمال ومزارا لعشاقها - صورة مجمعة


فيديو وصور| حارة الصالحية.. إمبراطورية تحويل الأحجار الكريمة لقطعة من الجمال ومزارا لعشاقها

محمد هشام- أسامة حمدي

الجمعة، 05 أبريل 2019 - 06:29 م

- مصر تصدر الأحجار الكريمة لـ79 دولة.. والإمارات وسويسرا وتركيا ولبنان والسعودية الأشهر

- أصحاب الورش: الماكينات قديمة منذ الستينات والإقبال ضعيف.. وهذه رحلة الصناعة والأسعار

- تطوير الماكينات واستخراج الأحجار وتدريب الفنيين وفتح معارض وجذب السياح.. أهم الحلول

- مديرة محل: الأحجار تعالج الأمراض بهذه الطريقة.. والفيروز السيناوي ذات شهرة عالمية

- «اتحاد الصناعات»: 1.620 مليار دولار صادرات مصرية من الحلي والأحجار الكريمة

 

بمجرد أن تقع عيناك على الأحجار الكريمة؛ حتى تجدها تتلألأ أمامك تجذبك بألوانها المُبهرة في محلاتها بحارة «الصالحية» بمنطقة الحسين التاريخية بالقاهرة، تشبه الجواهر النفيسة، بعضها يُسمى المرجان، والآخر العقيق والفيروز والألماس، وكذا الزمرد والياقوت والأوبال والأكوامارين والكهرمان، وغيرها الكثير، لكن ما لا يعلمه كثيرون أن الأحجار الكريمة المنتشرة بين أيدينا كالتحف الثمينة تمر برحلة صناعة طويلة، ويقف خلفها ورش وصُناع مهرة ينحتون تلك الأحجار ويلمعونها ويزخرفونها بـ«أيادي تتلف في حرير».

 

عند حديثك مع صُناع وتجار الأحجار الكريمة، تجد أنها من أرقى أنواع «البيزنس»، فهي أقرب للفن والهواية منها إلى التجارة، فهي تحمل بين مراحلها شغف البحث ولوعته، وحيرة الانتقاء، متزامنة مع فن تحويل الصخور لقطعة من الجمال، تلك الحالة المتفردة من سحر الملمس والألوان، دفعت العديد من الأشخاص في مصر لخوض محراب تلك الحرفة، والتي بجانب ما تمنحه من شغف تعود بالربح على من يمتهنها، حتى باتت هوساً للبعض، وهواية للبعض الآخر، وذكرى للسياح الأجانب، تذكرهم بزيارتهم لمصر.

 

عايشت «بوابة أخبار اليوم» صُناع الأحجار الكريمة في ورشهم لرصد رحلة صناعتها منذ وصولها حجر خام حتى خروجها للسياح وعشاق اقتناءها، كما قمنا بجولة في محلات بيعها، وناقشنا معتقدات علاجها للأمراض، وأسعارها، واستيرادها وتصديرها للخارج، وكيفية التمييز بين الحجر الكريم والمزيف، ومطالب أصحاب الورش من الدولة للاهتمام بتلك الصناعة وتطويرها.

 

 

رحلة الصناعة

 

في البداية يقول أحمد جابر، فني صناعة الأحجار الكريمة، إن أنواع الأحجار الكريمة كثيرة أبرزها الفيروز واللولي والديموند والياقوت والزفير والزمرد، مضيفا أن مراحل الصناعة تختلف حسب نوع كل حجر؛ فمثلا الأحجار الصلبة تحتاج أدوات معينة حتى تنحت في الحجر وتلمعه كما نريد، أما الأحجار الناعمة أو اللينة فنستخدم لها «صواني تكشيف» أنعم.

 

وتابع حديثه، قائلا: «المرحلة الأولى من الصناعة تبدأ بالتقطيع واستخراج الفص من الحجر الخام غير المنتظم الذي يأتي كتلة كبيرة، وبعدها نحدد شكل الحجر المرغوب في إنتاجه فمثلا بيضاوي أو دمعة أو دائري، ثم نستخدم صينية معينة لتكشيف الحجر حتى لا يزيد الحرق فيه، ثم مرحلة التنعيم والصنفرة بدرجاتها أخشن ثم أنعم وأنعم، ثم المرحلة النهائية التلميع، والتي تختلف حسب نوع الحجر فبعضها نستخدم لها الفرشة أو الجلدة بواسطة بودرة نهائية للتلميع، ثم يذهب للصاغة ومنها ليد الزبون».

 

 

ويضيف «جابر»، أن مصر لا تستخرج أحجار كريمة رغم توافرها بكثرة مثل حجر الفيروز في سيناء، ونستورد أغلبها من الصين وتأتي معالجة من منشأها فمثلا الحجر الفاتح يتم تلوينه.

ويوضح أن الصُناع اكتسبوا مهارة التمييز بين الحجر الكريم والمُزيف بالخبرة، ولكن يوجد معمل جيولوجي يحلل الحجر ومكوناته ومواصفاته، فكل حجر يتكون من خامات وإذا دخلت عليها خامات أخرى تغير من صفاته.

 

 

ويشير إلى أن الأسعار تختلف حسب النوع؛ فيوجد أحجار كريمة رخيصة بـ50 جنيها وآخر بـ50 ألف جنيه، موضحا أن الإقبال ضعيف بسبب الركود في حركة السياحة ونأمل أن يحدث رواجا في السياحة ليزداد البيع.

 

 

كيفية التطوير

 

ويضيف أن الدولة عليها الاهتمام بالسياحة وزيادة الوفود السياحية، ومنح تصاريح لاكتشاف واستخراج الصخور، وتطوير الماكينات والمعدات المستخدمة في الصناعة؛ حيث تعود للستينات، فمثلا مراحل الصناعة سالفة الذكر يتم إنتاج فيها أعداد هائلة من الأحجار بدلا من حجر واحد.

ولفت إلى ضرورة تعليم وتدريب الفنيين، وبعد ذلك فتح معارض خارجية والتصدير للخارج، والاستفادة من تفرد مصر بالفيروز السيناوي.

 

 

أسعارها وعلاجها للأمراض

 

أما د. دعاء عصام، مديرة محل لبيع الأحجار الكريمة بالحسين، فتقول إن أنواع الأحجار الكريمة كثيرة أبرزها العقيق والمرجان والسترين والأمتيست والزمرجد، والأسعار متفاوتة حسب نوعه وندرته وجودته فمثلا الفيروز يبدأ من 50 جنيها وحتى 300 جنيه، أما المرجان والسترين فهي أنواع غالية سعرها يوازي سعر الذهب وأغلى كونها نادرة ويتم استيرادها من الخارج مثل البرازيل؛ لعدم تواجدها في مصر، وذلك يساهم في رفع أسعارها.

 

 

وتضيف «دعاء»، أن الأحجار الكريمة تعالج بعض أنواع الأمراض، عن طريق الطاقة النابعة منها والتي تستخدم للعلاج الروحي والنفسي والعصبي، وليس الكيميائي الملموس، وتواجد الأحجار الكريمة لفترة طويلة مع الشخص يقلل أسباب المرض وليس علاجه بشكل نهائي فهو نوع من الطب البديل.

 

وتشير إلى أن أبرز الأنواع المصرية التي تُصدر للخارج هي الفيروز المصري، ذات الجودة العالية، والصين تبحث عنه بشغف، مؤكدة أن التمييز بين الحجر الكريم والمزيف يحتاج لخبير متخصص.

 

 

وتؤكد مديرة محل لبيع الأحجار الكريمة بالحسين، على أن ضرورة زيادة المعارض المخصصة للأحجار الكريمة، وكذا زيادة التوعية بالأحجار الكريمة لتعريف الناس بها.      

 

 

1.620 مليار دولار صادرات

 

وبلغت صادرات مصر من الحلي والأحجار الكريمة 1.620 مليار دولار، خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر من هذا العام 2017، وبحسب التقرير الشهري للمجلس التصديري لمواد البناء التابع لاتحاد الصناعات المصرية، استحوذت دولة الإمارات العربية المتحدة على نحو 73.4% من إجمالي صادرات مصر من الحلي والأحجار الكريمة، وبما يقدر بنحو 1.190 مليار دولار عن تلك الفترة.

 

 

79 دولة حول العالم

 

 وتصدر مصر الحلي والأحجار الكريمة إلى نحو 79 دولة، منهم 23 دولة، تم افتتاح أسواق جديدة بها هي تونس، ورواندا، وبولندا، وروسيا الاتحادية، وبلجيكا، ونيوزيلندا، وجزر القمر، وأيرلندا، والصومال، والأرجنتين، وكولومبيا، وإستونيا، وإرتيريا، وسنغافورة، ونامبيا، واتحاد ماليزيا، والفلبين، والمجر، وسلوفينيا، وإندونيسيا، وإثيوبيا، وفيتنام، وإيران.

 


ويحتل السوق السويسري المرتبة الثانية من حيث الدول المستوردة للحلي والأحجار الكريمة، حيث صدرت مصر ما قيمته 229 مليون دولار، تلاه السوق التركي بنحو 107 ملايين دولار، بينما بلغت صادرات مصر للبنان نحو 82 مليون دولار، و7 ملايين دولار إلى جنوب إفريقيا.

 

 

وتحتل المملكة العربية السعودية المرتبة السادسة من حيث الدول المستوردة للحلي والأحجار الكريمة المصرية، حيث تم تصدير ما قيمته 4 ملايين دولار في تلك الفترة، تلاها السوق الألماني بمليوني دولار.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة