مقهى «جى جى» بوسط البلد.. وطن للسودانيين وسفارة شعبية لهم
مقهى «جى جى» بوسط البلد.. وطن للسودانيين وسفارة شعبية لهم


صور| مقهى «جي جي» بوسط البلد.. وطن للسودانيين وسفارة شعبية

أسامة حمدي- نشوة حميدة

السبت، 06 أبريل 2019 - 05:02 م

- مناقشات سياسية واجتماعية بين رواد المقهي.. وإعلاميون وسياسيون وطلاب جامعات أبرز الزبائن

- مساعدات مادية بين الوافدين الجدد.. والمصريون يرتادون «جي جي» بكثافة

-القهوة السوداني والشيشة و«التمباك» أبرز المشروبات الرسمية.. وكوب الشاي بـ5 جنيهات والشيشة 3 جنيهات

- شوربة الكوارع والمسلمية وكفتة وكبدة الجمل وأحشاء الخروف والفلافل.. أهم الأكلات

 

في منطقة وسط البلد وبالقرب من دار القضاء العالي، تجد مقهى «جي جي» أو ما يطلق عليه مقهى السودانيين، حيث اعتادوا الجلوس عليه، واشتهرت بهم، والتي تضم إلى جانب السودانيين بعض المصريين المهتمين بالشأن السوداني كالمثقفين والصحفيين والباحثين.

 

رواد مقهى «جى جى» من السودانيين، أغلبهم تجار يقومون بشراء البضائع من القاهرة لتصديرها إلى السودان، وإعلاميون وسياسيون وبعض الطلاب الوافدين ممن يدرسون بالجامعات المصرية.

 

 

تاريخ مقهى السودانيين

 

وبحسب عم أحمد، سوداني الجنسية، الذي يقوم بإعداد المشروبات بالمقهى، فإن هذا المقهى يعمل منذ عام 1987 أي منذ 32 عامًا، وشهد جلوس كبار الشخصيات في السودان مثل الرئيس السوداني السابق جعفر النمر، ورجال المعارضة السودانية ممن يقدمون إلى مصر في زيارات مثل الصادق المهدي زعيم حزب الأمة السوداني، والباحثين الأكاديميين والصحفيين والإعلاميين والسياسيين وغيرهم من النخبة، حيث لا يجلس عليه «كل من هب ودب»- حسب وصفه.

 

 

التآخي.. وخفة الظل

وفى مقهى «جى جى» تسمع اللهجة السودانية الجميلة والضحك وتجد خفة الظل وطيبة القلب المشهور بها السودانيين، والتي يؤكدها «عم أحمد» أن السودانيين يشعرون بتواجدهم في وطنهم الأم السودان، حيث الترابط والتآخي ووجود المشروبات السودانية كالقهوة السوداني، وكثيرا ما يقوم أحد الزبائن بدفع حساب المشروبات لأصدقائه أو من تعارف عليهم مجددا في المقهى وينصرف دون إخبارهم فيأتوا ليدفعوا الحساب فأقوم بإخبارهم: «الحساب وصل».

 

 

اللهجة السودانية.. والمشروبات الدافئة

 

ويقول يوسف محمود، مصري يجلس على مقهى السودانيين: نحن كرواد للمقهى تعودنا علي اللهجة السودانية وأصبحنا ننطق بها، ونتحاور معهم دائما، وهم يتصفون بالألفة وسهولة التعامل وطيبة القلب وكثرة الابتسام.

 

وذكر رضوان عبد الله، سوداني الجنسية، أنه يقع بالقرب من المقهى السوداني في منطقة وسط البلد، وتحديدا بشارع 26 يوليو مطاعم سودانية تقوم بتجهيز الأكل السوداني للسودانيين المقيمين بالقاهرة، مثل الكبدة الجملي، والكفتة وشوربة الكوارع، والفول والطعمية، وغيرها حيث يقوم رواد المقهى بإحضارها وتناولها مع بعضهم البعض، وبعدها يطلبون شرب القهوة السوداني والشيشة والسجائر السودانية، و«التمباك» وهو عبارة عن مضغة تشبه القات اليمنى.

 

 

مستجدات الأحداث.. مناقشات جماعية

وتدور في مقهى «جي جي» أحاديث السودانيين مع بعضهم البعض أو مع المصريين حول مستجدات الأحداث في كلتا البلدين والوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وعلاقات البلدين معا، بالإضافة إلى العادات والتقاليد الاجتماعية في مصر والسودان.

 

 

فنادق وسط البلد.. وشراء البضائع

وقال عم سعيد، سوداني الجنسية، إن معظم السودانيين من رواد المقهى يقيمون في فنادق منطقة وسط البلد حيث يقومون بشراء البضائع الخاصة بهم والتي يستعدون لتصديرها للسودان من منطقة العتبة ، ويحملونها إلى الفنادق المقيمين بها تمهيدا لشحنها إلى بلدهم، كما يوجد بالقرب من المقهى محلات لبيع مستلزمات المعيشة من الشامبو والكريم والجل وأدوات الحلاقة والنظافة الشخصية والأطباق السودانية، كما يوجد حلاق وترزى سوداني بالقرب من المقهى لتلبية احتياجات السودانيين الذين يرتكزون في تلك المنطقة .

 

 

أسعار المشروبات.. كله بالسوداني

وقال«عم أحمد»، الذي يعمل بالمقهى، إن أسعار المشروبات بالمقهى مناسبة وغير مرتفعة حيث يصل سعر كوب الشاي إلى 5 جنيهات والنسكافيه 10جنيهات والشيشة 3 جنيهات والمياه الغازية 8 جنيهات.

وأضاف أنه لا تحدث مشاجرات بالمقهى أبدا بين مصريين وسودانيين وأنهم متآلفين ويجلسون في سلام وتآلف وأخوة .

والسودانيون بالمقهى منهم من اعتاد الزى المصري كالبدلة والقميص والبنطلون، ومنهم من ظل محافظا على الجلباب السوداني الأبيض أو الملون ذو الخطوط العريضة والذي قدم به من السودان .

 

 

رواد المقهمي.. ثابتون

وذكر عم أحمد أن رواد هذا المقهى شبه ثابتون ولا يتغيرون، حيث يعرف معظمهم بالاسم والمهنة ومكان الإقامة، مضيفا: «من يريد من السودانيين أن يترك أمانة لأخيه السوداني يقوم بتركها له في المقهى وأنا أقوم بتوصيلها له، أو من أتى قادما من السودان يريد أن يعرف عنوان أحد ومكانه أقوم بتوصيله إليه حيث لدى أرقام تليفون معظم الزبائن ، وأيضا من لديه مستندات وأوراق يريد توصيلها لأحد من الزبائن عند قدومه إلى المقهى أقوم بذلك».

 

 

مساعدات وود

وعم عبد الغفار، مصري الجنسية ويعمل «كاشير» بالمقهى أصبحت لكنته سودانية وأعتاد المشروبات السودانية، ويقول :«السودانى الذي يأتي قادما من المطار بحقيبة سفره يهبط على مقهى «جي جي» ليقابل أقربائه وأبناء وطنه فمنهم من يبحث له علي شغل ومنهم من يساعده بالمال ومنهم من يوفر له سكنا معه ، ويطلب مشروبا فيقوم سوداني لا يعرفه بدفع حساب المشروب له ، مضيفا أن السودانيين يتعاونون مع بعضهم بجمع الأموال في علاج أحد المرضي السودانيين أو من يحتاج إلي مبلغ مالي للمساعدة أو من لحق به ضررا بالغا في بلده السودان كحريق لبيته حيث يقومون بجمع المبلغ وإرساله لمستحقي المساعدة .

 

 

آكلات سودانية

أما الحاج عبدالله محمود، سوداني، فيقول إن أهم الأكلات السودانية الشهية التي تتكون من أحشاء الخروف بالطبع بعد تنظيفها جيدا ويضاف مع الأحشاء الكلاوي والكبد ثم تبهر بالبهارات الذكية وتؤكل بالخبز.

ويضيف أن المسلمية هى طبق سوداني شهي جدا وغني بالعناصر الغذائية ويحتوي على الكبد مع البهارات والطحين والتمر، أما المفروكة فهي اللحم المقلي بالبهارات والتوابل السودانية .

وأوضح أن الفلافل بالطبع من الأكلات التي لاغني عنها ومشهورة في مصر وهى من المأكولات التي دخلت السودان عن طريق مصر مع نكهات السودان اللذيذة فهى عبارة عن خليط من الحمص ،الثوم ،البصل ،الفلفل الحار مع الملح ،الكسبرة الجافة والباكينج بودر يتم فرمهم جميعا وتجهيز الحمص بنقعه في الماء ثم طحنه ويمزج مع كل الخليط ويشكل على شكل دائري ويقلي في الزيت .

ويشيد الرجل الخمسيني، بشوربة الكوارع التي تعتبر من أهم آكلات المطبخ السوداني وهى عبارة عن حساء للكوارع مكون من حوافر وأظافر الأغنام ومعه البهارات والخضراوت وهى لذيذة جدا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة