الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي - أرشيفية
الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي - أرشيفية


السيسي وترامب.. قمة جديدة تأتي بالتزامن مع أحداث كبرى تشهدها المنطقة

آمال المغربي

الأحد، 07 أبريل 2019 - 12:17 ص

- العلاقات مع أمريكا لا تمنع من أن يكون لمصر موقف ثابت
 

قمة جديدة ولقاء تاريخى يجمع بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره الأمريكى دونالد ترامب، بعد غد الثلاثاء والتى تأتى فى إطار سلسلة اللقاءات التى تجمع بين الرئيسين بهدف تعزيز علاقات الشراكة التى تربط بين مصر والولايات المتحدة، بما يحقق المصالح الاستراتيجية للدولتين والشعبين، ومواصلة المشاورات الثنائية حول القضايا الإقليمية وتطوراتها وايضا بحث التعاون العسكرى والاقتصادى ومكافحة الإرهاب بين البلدين.
زيارة الرئيس السيسى لواشنطن تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تأتى بالتزامن مع أحداث كبرى تشهدها المنطقة العربية، خاصة بعد القرار الأخير للرئيس الأمريكى الذى يعترف فيه بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السورية المحتلة..ولهذا يتوقع المحللون أن يتطرق اللقاء الثنائى بين الرئيسين بالبيت الأبيض إلى جانب العلاقات الاستراتيجىة ومكافحة الارهاب إلى العديد من الملفات والقضايا، وبالأخص ملف تسوية الصراع العربى والإسرائيلي، وقضية الجولان، خاصة أن اللقاء سيكون عقب أيام من انتهاء القمة العربية 30 بتونس، والتى وضعت قضية الجولان على رأس أولويات اهتمامها.خاصة أن اللقاء الثنائى يأتى بالتزامن مع مرور بضعة أيام على الذكرى الأربعين لمعاهدة السلام، فضلا عن تزامنه مع إجراء الانتخابات الإسرائيلية فى اسرائيل.
ومن المتوقع أن يتطرق اللقاء ايضا إلى كثير من القضايا الإقليمية كالملف السورى والليبي.
وعلى مستوى العلاقات بين البلدين فمن المتوقع ان يتطرق اللقاء إلى مناقشة آليات الحوار الاستراتيجى بين القاهرة وواشنطن حول العديد من الملفات الثنائية والقضايا الإقليمية، الأمر الذى يبرهن بشكل واضح لا جدال فيه على قوة موقف القاهرة من الأحداث الخارجية، ومدى تأثيرها الكبير فى الداخل والخارج، فالقاهرة تشارك فى صنع القرار العالمى فى إطار التفاهمات بين القاهرة وواشنطن حيث تمثل مصر شريكا مهما للولايات المتحدة فى المنطقة كما ان هناك شراكة ايجابية على الصعيدين التجارى والامنى وتبادل المعلومات فى مجال مكافحة الاهاب.حيث تعول الادارة الامريكية كثيرا على مصر فى ملف مكافحة الارهاب بالمنطقة.
الرئيس المصرى يعد أول رئيس عربى يلتقى الرئيس الأمريكى عقب القمة العربية بتونس والتى اكدت على أهمية تعزيز العمل العربى المشترك وعلى مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة العربية جمعاء، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين وعلى أهمية السلام الشامل والدائم فى الشرق الأوسط كخيار عربى استراتيجى واكدت بطلان وعدم شرعية القرار الأمريكى بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل،و رفض كل الخطوات الإسرائيلية أحادية الجانب التى تهدف إلى تغيير الحقائق على الأرض وتقويض حل الدولتين وان الإعلان الامريكى الذى صدر بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، يعتبر إعلانا باطلا شكلا وموضوعا،
وقد اهتمت وسائل عالمية وصحف أجنبية عدة بدعوة ترامب الأمريكى الأخيرة التى وجهها للرئيس السيسى لزيارة واشنطن مؤكدة على التعاون الاقتصادى والعسكرى بين البلدين، ومسألة بحث مكافحة الإرهاب كأبرز الملفات المطروحة بين الرئيسين خلال اللقاء المرتقب..فقد أشارت صحيفة «واشنطن تايمز» إلى إعلان البيت الأبيض عن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الأمريكى ترامب، والمرتقب فى 9 أبريل وهو اللقاء الذى يتناول التعاون الاقتصادى والعسكرى والدور المصرى كركيزة أساسية للاستقرار الإقليمى فى منطقة الشرق الأوسط، فى ظل منطقة مضطربة فى العالم. وأشار التقرير إلى تصريحات سارة ساندرز، متحدثة البيت الأبيض، والتى أكدت أن ترامب والزعيم المصرى سيبحثان النزاعات الجارية فى الشرق الأوسط، وسبل مكافحة الإرهاب.
قمة الرئيس السيسى مع نظيره ترامب تؤكد أهمية الشراكة الإستراتيجية المصرية الأمريكية، وأهمية الدور المصرى المحورى فى دعم استقرار منطقة الشرق الأوسط والذى يتخذ اشكالا سياسية ودبلوماسية كثيرة منها لقاءات الحوار الإستراتيجى، وصيغة المشاورات 2 + 2 بين وزيرى الدفاع والخارجية فى البلدين، ودعم وتنمية العلاقات التجارية بين الجانبين، تحقيقا لرؤية الرئيسين.
العلاقات الإستراتيجية مع أمريكا لا تمنع من أن يكون لمصر موقف ثابت وواضح تجاه الأحداث فى المنطقة، حتى إن اختلف هذا الموقف مع الموقف الأمريكى، خاصة الموقف من القضية الفلسطينية الذى تشدد مصر عليه دائما، وتلتزم به، ويقوم على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق المرجعيات الدولية
كما ان لمصر موقفا واضحا ومستقلا فى العديد من قضايا دول المنطقة منها ضرورة الحفاظ على الدولة السورية من السقوط والانهيار، وترك الشعب السورى يقرر مصيره بعيدا عن التدخلات الأجنبية فى شئونه ولديها ايضا موقف واضح من ليبيا، وهو ضرورة توحيد الجيش الليبى، وضرورة رفع الحظر عنه، والالتزام بما تم الاتفاق عليه أمميا، ودعم الجهود الدولىة من أجل عودة ليبيا الموحدة وتطهيرها من بؤر التطرف والإرهاب،
وكانت أول قمة جمعت الرئيسين فى 3 أبريل 2017، فى واشنطن، وذلك بعد تولى الرئيس الأمريكى «ترامب» الرئاسة بـ3 أشهر فقط، وتناول اللقاء عددا من الملفات من بينها مكافحة الإرهاب والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وقضايا السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط واستئناف مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل وبحث سبل لحل الأزمة السورية والأزمة الليبية.
يمكن القول ان العلاقات المصرية ـ الأمريكية تراوحت بين الدفء والجفاء الشديدين على مدى فترات تاريخية، وفى الوقت الذى كانت فيه الولايات المتحدة إحدى أدوات الضغط لمصلحة مصر فى إنهاء العدوان الثلاثى عليها من جانب «إنجلترا، وفرنسا، وإسرائيل» عام 1956، تغيرت الأمور بعد ذلك ومرت أحداث كثيرة وتبدلت الأحوال، وبسبب انحياز أمريكا الأعمى إلى إسرائيل قامت مصر بقطع العلاقات مع أمريكا عام 1967، واستمر الموقف المأزوم فى العلاقات المصرية ـ الأمريكية حتى تولى الرئيس الراحل أنور السادات مسئولية الحكم، لتشهد تلك العلاقات قوة لم تشهدها قبل، وتطورت العلاقات لتصبح أمريكا المصدر الرئيسى للأسلحة إلى مصر، وأكبر مانح للمساعدات الاقتصادية لمصر فى ظل رعايتها مفاوضات السلام المصرية ـ الإسرائيلية، واستمر التقارب المصرى الأمريكى فترة طويلة ليبدأ بعدها التوتر والجفاء يدب مرة أخرى مع قدوم بوش الابن إلى السلطة فى أمريكا، وتزايدت موجة الجفاء خلال ولاية أوباما الثانية رغم أنه بدأ ولايته الأولى بتقارب مع القاهرة، وزارها فى شهر يونيو عام 2009 ووجه منها رسالته للعالمين العربى والإسلامي، مناديا بوحدة الحضارات
مع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مسئولية الحكم فى مصر بدأت الأمور تعود إلى مسارها الطبيعى،وتوافق ذلك مع تولى الرئيس ترامب السلطة بالبيت الابيض وتوجيه الدعوة للرئيس عبدالفتاح السيسى لزيارة الولايات المتحدة اكثر من مرة حيث استطاعت القاءات تحقيق رؤى متقاربة وحرص على الارتقاء بالتعاون الثنائى إلى آفاق أرحب كسرت الزيارات المتبادلة الجمود وعززت العلاقات الثنائية والاستراتيجية بين البلدين.


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة