الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي - أرشيفية
الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي - أرشيفية


مصر وأمريكا.. 45 عاماً من العلاقات الرسمية

أسامة عجاج

الأحد، 07 أبريل 2019 - 12:26 ص

- السادات وضع الأساس.. والسيسى عزز التعاون الاستراتيجى بين البلدين

 
تعيدنا أجواء القمة المصرية الامريكية بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والأمريكى دونالد ترامب الى بدايات العلاقات المصرية الامريكية التى استمرت طوال ٤٥ عاما فقد اختلفت اسماء الرؤساء الامريكيين  وقد وصل عددهم الى ثمانية  نيكسون  وفورد وكارتر وبوش الأب وكلينتون وبوش الابن واوباما  وأخيرا ترامب وتنوعت  توجهاتهم وانتماءاتهم الحزبية  بين الحزب  الجمهورى والديمقراطى وظلت العلاقات بين مصر وأمريكا على حالها حرصا من الطرفين على أهمية تلك العلاقة بين البلدين لاستقرار المنطقة وأمنها  ولعل نقط البدء  كانت فى الأيام الاولى من تولى الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى نهاية عام ١٩٧٠ حتى قبل اعلان استئناف العلاقات الرسمية بين البلدين  فى مارس ١٩٧٤ حيث حرص السادات على فتح قناة اتصالات سرية كان المسئول عنها حافظ اسماعيل مستشار الأمن القومى فى ذلك الوقت مع نظيره الامريكى هنرى كسينجر  وبعد انتصار مصر فى حرب اكتوبر المجيدة  لعبت واشنطن دورها البارز فى محاولة التوسط  بين العرب وفِى المقدمة منهم مصر وإسرائيل وبدأت دبلوماسية هنرى كسينجر الذى عين وزيراً  للخارجية حتى تم تحقيق اهم إنجاز نتيجة العلاقة الوثيقة بين البلدين فى مباحثات كامب ديفيد فى عام ١٩٨٧ وتوقيع اتفاقية السلام فى العام التالى وكان هذا تجسيدا  للتصريح الأشهر للرئيس السادات «بان ٩٩ بالمائة من أوراق القضية فى يد واشنطن .
والقراءة المتأنية فى ال ٤٥ عاما من العلاقات نستطيع من خلالها ان نرصد مدى حرص قادة البلدين على استمرار التشاور والزيارات وبدأت بالزيارة الشهيرة للرئيس رديتشار نيكسون الى القاهرة فى يونيه ١٩٧٤  بينما كانت الزيارة الوحيدة لبوش الأب فى نوفمبر ١٩٩٠ والتى مثلت علامة من علامات العلاقات الاستراتيجية بين البلدين فى آطار التحالف الدولى لتحرير الكويت حيث لعبت مصر دورا محوريا فى هذا التحالف الذى حقق الهدف منه  بعد ان استطاع استعادة الكويت عبر عمليات عاصفة الصحراء  وتعددت بعدها زيارات الرؤساء الامريكيين فجيمى كارتر زارها ثلاث مرات  وضرب بيل كلينتون الرقم القياسى حيث زار مصر اربع مرات وكذلك بوش الأب الذى زار القاهرة ثلاث مرات   
واختار باراك اوباما القاهرة كمنصة يخاطب بها العالم العربى والإسلامى فى زيارته الشهيرة فى يونيو ٢٠٠٩  اما ترامب فقد أعلن  عن أمله وحرصه على زيارة مصر   لم يقتصر الامر على تبادل الزيارات على مستوى رؤساء البلدين بل قد لايمر شهر إلا وهناك فى عاصمتى البلدين وفود على المستوى الوزرارى وكبار المسئولين ووفود من اعضاء الكونجرس وممثلى الجمعيات السياسية الامريكية ورؤساء شركات وأعمال  تجسيدا للفكرة التى ترسخت باهمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتأثيرها الإيجابى على أمن واستقرار المنطقة  وانه اذا كانت امريكا الراعى الدولى لعملية السلام  فان مصر الراعى الإقليمى لها .
مسيرة العلاقات بين البلدين شهدت حالات مد وجزر مع توافق على أسس العلاقات والمبادئ العامة التى تحكمها وتباين فى وجهات النظر حول بعض القضايا وخاصة فى سنوات حكم الرئيس السابق حسنى مبارك الاخيرة  ولكن فى ظل حرص شديد على استمرارها خاصة وان التطورات فى المنطقة كانت دافعا لذلك ولعل فترة حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى قد تكون الوحيدة التى تميزت بالاستقرار فى ظل الكيمياء التى جمعت بينه وبين ترامب منذ لقائهما الاول فى سبتمبر ٢٠١٦ اثناء الحملة الانتخابية لترامب وإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى انه راهن على نجاحه حالة التقدير والاحترام المتبادل تجمع بين الرئيسين ودعم واضح وتأتى القمة السادسة لتمثل مرحلة جديدة فى العلاقات بأبعادها المختلفة الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والعسكرية.
 ونحاول من خلال هذا الملف التوقف عند محطات مهمة فى مسيرة علاقات تبدو نموذجية بين قوة إقليمية مؤثرة فى محيطها العربى والافريقى والإسلامى وبين القوة العالمية التى لها الدور الابرز فى قيادة العالم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة