«زمارة» هاني شاكر.. «العندليب» يفضح أكذوبة الفنان الصاعد
«زمارة» هاني شاكر.. «العندليب» يفضح أكذوبة الفنان الصاعد


حكايات| «زمارة» هاني شاكر.. «العندليب» يفضح أكذوبة الفنان الصاعد!

أحمد الشريف

الأحد، 07 أبريل 2019 - 05:46 م

 

بالأبيض والأسود بدت مصر مختلفة تمامًا، مشاهد لشوارع تسُر الناظرين، وحناجر غنائية من طراز رفيع؛ لكن كعادتها حروب «تكسير العظام» لا تترك جيلا جديدا يتسلم الراية من القديم إلا وأنهكتهما في مواقف طاحنة. 


بين أهل الفن احتفظ الجيل القديم «العندليب» ورفاقه من المطربين والملحنين والمؤلفين لأنفسهم بطبقة عتاب من نوع خاص، فها هو الملحن العبقري بليغ حمدي يبعث برسالة عتاب شديدة الرقة إلى عبد الحليم حافظ، بعد سخريته منه في سهرة خاصة لحبه الشديد لوردة.
 

 

أرسل «بليغ» خطابًا عاتب فيه «حليم».. «تحية طيبة وبعد، أود فقط لفت انتباهك إلى أن تعليقك الساخر اليوم ونحن في السهرة قد جرحني جرحًا أليمًا، برجاء عدم التعامل مع مشاعري بهذا الاستخفاف والاستهانة بحب عظيم لا أظن أنه يمكنك أن تفهمه، برجاء عدم الاتصال بغرض الاعتذار الأيام التالية حتى أصفو لك تمامًا وأستطيع الكلام معك ثانية». 

 

 

كلمات بقدر رقتها إلا أنها كانت كلسعات «الكرباج» على ظهر العندليب والتي تقبلها بصمت تام؛ غير أن هذه المواقف لم تكن بالقدر الرقة نفسه بين مطربي الأجيال المختلفة، وتحديدًا حين بدأت حربًا واسعة على عبدالحليم بطلقات من المدفع الجديد آنذاك هاني شاكر.


حرب الموجي والست وموسيقار الأجيال


في أحد فيديوهات العندليب النادرة، ظهر وهو يقدم الفنان هاني شاكر في إحدى حفلاته، قائلا: «إن الصيف لم ينته بعد.. فهناك حفلتان لعملاق الغناء في الوطن العربي فريد الأطرش.. وكل حفلة يشاركه عدد من النجوم منهم الموهبة الجديدة هاني شاكر»، الأمر اللافت هنا ويعكس مدى تواضع ورقة حليم، أنه برغم مما أججته الصحافة حينها من أزمات بينه وهاني شاكر، إلا أنه قابلها بهدوء تام.

 


 

خلف الكواليس كانت التقارير الصحفية تتحدث عن حرب يشنها محمد عبدالوهاب وأم كلثوم ومحمد الموجي ضد عبدالحليم، عبر دعم هاني شاكر بقوة نكاية في حليم؛ بل ورجوا إلى أنه سيسحب البساط من تحت قدمه.


الناقد الفني طارق الشناوي، قال في تصريحات له عن بدايات هاني شاكر: «أم كلثوم كانت تدعم هاني شاكر نكاية في العندليب عبد الحليم حافظ، واتصلت بالملحن خالد الأمير من أجل تلحين أغنية لهاني، وهو ما حدث بالفعل حينما قدم له أغنية (كده برضوا يا قمر) التي حققت نجاحا كبيرا للغاية في وقتها».


 

أم كلثوم لم تكتف بالأغنية؛ بل طلبت من شادية أن تصطحب هاني شاكر معها في الحفلات، وهو ما فعلته بالفعل استجابة «للست»، وظهرت بصحبة المطرب الشاب في ذلك الوقت، أمام جمهور كبير حضر من أجل شادية، إلا أنه استمع أيضا إلى الوجه الجديد؛ وفقا للشناوي.
الأمر الغريب في ذلك الوقت كان دعم عبد الوهاب لهاني شاكر، ثم تكليفه للموسيقار محمد سلطان بتلحين أغنية لشاكر، وحاول الشناوي تفسير ذلك بكونها رسالة غير مباشرة من عبد الوهاب لحليم بأنه يوجد غيره على الساحة.


الشناوي لفت الأنظار أيضًا إلى أن خالد الأمير ومحمد سلطان وكذلك الموجي كانت لديهم دوافعهم من أجل مساندة هاني شاكر في مواجهة العندليب، خاصة أن حليم لم يكن يعمل معهم، والموجي بالتحديد كان على خلاف كبير معه، وحاول بكل الطرق إيجاد وجوه جديدة لمنافسته.

 


 

كده برضه يا قمر


رغم هذا الصراع الدائر دون جهد من حليم وشاكر، إلا أن ذلك لم يدفعهما لأن يتعاملا دون رقي أو عدم تقدير، بل إن هاني شاكر في حوار له عام 2016، كشف عن حقيقة الخلافات بينه وبين العندليب، قائلا: «إنه عندما صرح عبدالحليم حافظ وقال عنه في بداية ظهوره: هاني شاكر كويس.. ولكن معندوش طموح، بالتأكيد كان لأنه وقتها كان غاضبا منه».


شاكر واصل حديثه بقوله: «زعل مني غصب عني لأن الإعلام خلا ظهوري وكأن الموجي بيحارب بي عبد الحليم حافظ وأني سأكون خليفته.. وده ما كنش في بال الموجي أبدا».


ويروى شاكر أيضاً أن العندليب حضر له حفلتين، وأنه كان متأثرا بأول حفل بعد ما روجت له الصحافة من تصريحات نسبته له تسبب في مشاكل مع حليم، لافتا إلى أن ذلك دفعه إلى مقابلته، وقال له: «لم أصرح بأي شيء مما نشر وأنا من تلاميذك». 


وأمام ذلك احتضنه عبد الحليم يومها، موضحًا أنه فوجئ بالعندليب يحضر حفلا أخر له ويقوم بنفسه بتعديل الميكرفونات.. «ثم صعد على المسرح ليغني معي كده برضه يا قمر».


مشاكسات حليم


لم يلتزم «حليم» الصمت على طول الخط؛ إذ كان له بعض المشاكسات مع «هاني»، ففي أغسطس 1976 ذهب العندليب الأسمر إلى سوريا، لإحياء حفلٍ غنائي بمعرض دمشق الدولي، وقبل بدء الحفل مباشرة، أجرى حوارًا مع المذيعة مريم يمق، وصديقه المخرج التلفزيوني السوري خلدون المالح، وفيه وجهت له المذيعة سؤالا عن شاكر.


قالت مريم: «عندما ظهر هاني شاكر قالوا نسخة من عبد الحليم لذلك بيحاول يعرقل مسيرته؟، وهنا رد العندليب: «كفاية إنه يتقال نسخة من عبد الحليم.. ده مش كويس فى حقه.. أنا لما طلعت محدش قال علىّ نسخة من عبد الوهاب».

 


 

كدبة أبريل.. صدمة جماهيرية


لكن ربما أطرف ما حدث بين العندليب وهاني شاكر، كان من خلال صفحات جريدة الأخبار، ففي عام 1976 وبالتحديد في أول أبريل، كتب الصحفي الراحل نبيل عصمت كلمات محدودة: «عزيزي القارئ لا تصدق أي أخبار تكتب هذا اليوم، في إشارة إلى كونها كذبة أبريل، ثم تبعها بخبر صغير يقول فيه: «إن المطرب الشاب هاني شاكر يمتلك (زومارة) في حنجرته، وأن عبد الحليم حافظ سيثبت ذلك اليوم في معهد الموسيقى العربية».

 


ويبدو أن عشرات القراء لم يلتفتوا إلى كونها «كذبة أبريل»، وتوجهوا بالفعل يومها إلى معهد الموسيقى بوسط القاهرة، من أجل معرفة ما سيحدث، وعندما وجدوه خاليا، توجهوا إلى مقر جريدة الأخبار التي تقع بجوار المعهد من أجل معرفة حقيقة ما جرى، ليخبرهم الصحفي أنها كانت كذبة أبريل.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة