د.ليلى عبد المجيد
د.ليلى عبد المجيد


حوار| ليلى عبد المجيد: المرأة «وتد» الأسرة والمجتمع 

ميرفت شعيب

الإثنين، 08 أبريل 2019 - 02:36 م

اهتم الرئيس السيسي بدعم وتكريم المرأة المصرية البسيطة ووضع ثقته في المرأة المتعلمة وقلدها أرفع المناصب لتثبت كفاءتها وحرص على إقامة احتفالية سنوية لتكريم المرأة واحترامها كشريكة في معادلة الوطن.

حول مكانة المرأة المصرية اليوم ودورها في المجتمع وتمكينها اقتصاديا دار هذا الحوار مع الدكتورة ليلي عبد المجيد العميدة السابقة لكلية الإعلام جامعة القاهرة التي أكدت أن المرأة هي الوتد في الأسرة وفي المجتمع وأنها تحملت 80% من مسئولية إنقاذ الوطن في أحرج الأوقات وبفضلها خرجنا من أصعب الأزمات وأن المرأة أدت دورها كاملا في الاستحقاقات الدستورية سواء في صياغة الدستور أو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وأنها نزلت وشاركت في 30 يونيو لإقصاء حكم الإخوان الذي أراد تهميش دور المرأة وإعادتها إلى عصور مضت.

لابد من تغيير منظومة الثقافة والتربية والإعلام ونظرتهم للمرأة

• في الاحتفالية الأخيرة التي عقدها الرئيس السيسي لتكريم المرأة المصرية ما أهم التوجهات الرئاسية التي لفتت نظرك؟

•• الحقيقة أن توجهات الرئيس تؤكد على احترام مسيرة المرأة ووضعها في المجتمع ودعم الرئيس الكامل لها لاستكمال دورها الحيوي وأهم التوجهات الرئاسية تحقيق مساهمة أكبر للمرأة في سوق العمل وتوفير المناخ الداعم لها في ظل حماية اجتماعية مناسبة لتشجيع تحولها من القطاع الرسمي إلى القطاع غير الرسمي، وتكليف الحكومة بوضع التشريعات التي تهدف لحماية المرأة من كل أشكال العنف الجسدي والمعنوي بما في ذلك الزواج المبكر والحرمان من التعليم أو حرمانها من النفقة في حالة الطلاق، وقيام الحكومة بدراسة أعمق لمشكلة الغارمات للحد من هذه الظاهرة لتأثيرها السلبي علي كيان الأسرة المصرية، وصياغة مشروع لتوعية الشباب بمسئوليات الزواج وتنفيذ برنامج مودة ليساعد علي استقرار الأسرة مع دراسة إصدار قانون جديد للأحوال الشخصية، تحقيق الشمول المالي والتمكين التكنولوجي للمرأة ومساندة المشروعات الصغيرة، تحقيق المزيد من المشاركة السياسية وتعديل قانون الخدمة المدنية ليكون أداة تدريب وتأهيل للفتاة المصرية.

• وكيف ترين السياسات المتبعة حاليا لدعم مسيرة المرأة؟

•• السياسات المتبعة حاليا تدعم مكانة المرأة المصرية وتساندها استكمالا لما تم تحقيقه في السنوات الماضية فالقيادة السياسية الواعية مؤمنة أن المرأة هي الوتد الذي تستند إليه الأسرة والمجتمع وبدونها يتهدد النظام الاجتماعي بالخلل وأنها تتحمل أكثر من 80 % من المسئولية عن إنقاذ الوطن في أشد الأزمات لقد كانت خائفة على البلد خوفا حقيقيا وعندما أحتاج الشعب لأن يقف يدا واحدة أمام محاولات اختطاف الحكم وتطبيق الأفكار المتطرفة الغريبة على مجتمعنا نزلت في 30 يونيو لتعلن رفضها لحكم الإخوان الذي يريد إعادتنا إلى حكم الجاهلية، كما شاركت في التصويت على جميع الاستحقاقات الدستورية التي تمت وعلي الدستور وأدلت بصوتها في الانتخابات الرئاسية وشجعت زوجها وأولادها على النزول والمشاركة في الانتخابات حتى حزب الكنبة الذي كانت معظم النساء ينتمين إليه تحركن لأداء الواجب الوطن.

• التضحيات التي بذلتها المرأة المصرية هل أظهرت معدنها الحقيقي؟

•• بالتأكيد شاركت المرأة في التضحيات التي بذلت منذ يناير 2011 فاستشهدت بعض النساء كما استشهد أبناء وأزواج وآباء الكثيرات وتحملن آلام الفراق صابرات محتسبات ولا زلنا نري أمهات عظيمات يستشهد أبناؤهن من جنود وضباط الشرطة والجيش في حربهم ضد الإرهاب.

المناصب القيادية

• المرأة في المناصب القيادية هل أثبتت كفاءتها؟

•• هناك محاولات جادة لتولية المرأة المناصب القيادية بشرط توفر الكفاءة وهو ما ننادي به في الترقي للمناصب العليا ألا تحجب الوظيفة عن المرأة رغم كفاءتها وهناك تشريعات لإنصاف المرأة كما تقام المشروعات الصغيرة لخدمة المرأة المعيلة وهن نسبة كبيرة من النساء ولأول مرة في الحكومة نجد 6 وزيرات وليس العبرة بالعدد ولكن بالكفاءة والقدرة علي مواجهة التحديات والوزيرات الست ناجحات كل في تخصصها وتمثل نموذجا ايجابيا للمرأة المصرية.

• وكيف ترين تجربة دخول أكبر عدد من السيدات في عضوية البرلمان؟

•• استطاعت المرأة المصرية الحصول علي عضوية البرلمان فدخلت حوالي 90 عضوة بنسبة 15% من النواب في حين كانت لا يزيد عن 2% أو 3 %من قبل مع أنها تمثل 49% من السكان وبعد حصولها علي اكبر عدد في تاريخ المجالس المصرية وتمتعها بتمييز ايجابي لفترة واحدة فقط ومعها الشباب وذوو الاحتياجات الخاصة وفي التعديل الدستوري المزمع إجراؤه سيصبح التمييز الايجابي دائما وبعد اكتمال دورة البرلمان الحالية سيتم تقييم التجربة وقياس مدي نجاح البرلمانيات كمشرعات ومراقبات لأداء الحكومة.

• وماذا عن دعم رئيس الجمهورية للمرأة البسيطة؟

•• حرص الرئيس السيسي دائما على دعم وتشجيع المرأة المصرية واستقبل نماذج من السيدات المكافحات حتى يعطي نموذجا للأخريات ليصبحن مثلهن وتركيز الإعلام علي هذه النماذج البسيطة الناجحة تعطي نموذجا إيجابيا للمرأة المصرية واحترام الرئيس لتضحيات المرأة في حربنا ضد الإرهاب فنحن نواجه هذا التحدي الذي تدفع الأمهات والزوجات من عائلات الشهداء ثمن التضحيات من اجل الوطن كما فقدنا شهيدات من المدنيات ومن الشرطيات أيضا.

بناء الأجيال

• الدور الأساسي للمرأة هو مهمة بناء الأجيال؟

•• تقع على المرأة مسئولية بناء الأجيال القادمة وإعداد العنصر البشري مهمة خطيرة لأنها تربي منظومة القيم للشباب لتحميه من الأفكار المتطرفة ومن المخدرات وأصدقاء السوء فالأم هي التي تتولي مسئولية تربية الأطفال وإخراجهم للمجتمع شخصيات سوية تساهم في بناء المجتمع والمرأة العاملة التي تساهم بدخلها في ميزانية الأسرة تحتاج من الحكومة لبعض التسهيلات مثل إنشاء دور حضانة في جميع الأحياء ومنحها إجازات أطول لرعاية الطفل وإتاحة نظام العمل لنصف وقت لتربي أولادها بالإضافة إلى قوانين تمييز لصالح البنات ليستكملن تعليمهن ولا يواجهن المشكلات القاسية مثل زواج القاصرات.

• كيف تفسرين ارتفاع نسبة الطلاق؟ 

•• هى ظاهرة اجتماعية خطيرة نلاحظ أنها تزيد في الطبقات العليا وفي السنوات الأولى من الزواج لأن الشباب المرفهين لم يتحملوا مسئولية بناء وتكاليف الزواج إنما قام بها الأهل ولم تتعلم الفتاة كيف تحافظ علي بيتها وأنا لا أعفي الأم والأب من مسئولية فشل زواج الأبناء لعدم تنشئة الذكور بلا جدية كافية وهذا الرأي بدون تعميم فهناك آباء وأمهات علي درجة من النضج والتعقل يساعدون على استقرار الأزواج الجدد.

احذروا الموبايل

• ما مخاطر التكنولوجيا على تماسك المجتمع؟

•• للأسف أدى شيوع استخدام الموبايل في سنوات الطفولة والشباب المبكر إلى تفكك الأسر فلو اجتمعوا في مكان واحد نجد كل منهم منهمكا في هاتفه ولا يشعر بوجود الآخرين ومن مخاطر الموبايل عدم إشراف الأهل علي المحتوي الذي يراه الأبناء وللانترنت آثار سلبية خطيرة مثل التجنيد في المنظمات الإرهابية والاتجار في البشر والاعتداءات الجنسية والنصب والزواج الوهمي وغيرها من الجرائم التي يتم اصطياد الشباب إلي شباكها والمفروض أن يتم توجيه الشباب إلي خطورة هذه الآفات عبر الإعلام وخاصة الدراما لشدة تأثيرها على المشاهدين.
 
• كيف ترين المرأة في مهنة الإعلام؟

• مهنة الإعلام تكاد تكون نسائية فمعظم طلاب كلية الإعلام من البنات في جميع السنوات ولكن سوق العمل ضيقة لكثرة عدد الخريجين من الجامعات الخاصة وجامعات الأقاليم ورغم وجود قنوات خاصة ومواقع إخبارية عديدة لكنها لا تستوعب أعداد الخريجين خاصة أن خريجي الكليات الأخرى يعملون بالإعلام والبنات الإعلاميات حققن انجازات وأظهرن كفاءة قبل الزواج الذي يعطل الفتاة عن العمل قليلا ويحرمها من الفرص والواقع أن المجتمع يتطور والمرأة حققت نجاحات عديدة والمطلوب أن المجتمع يساندها. 

• تكافؤ الفرص مبدأ تسعي إليه المرأة ولا يفهمه العديد من الناس؟ 

•• توفر الدولة كقيادة سياسية تكافؤ الفرص علي مستوي القيادات العليا وبدون تمييز بشرط وجود الكفاءة وهو المطلوب فلو كانت المرأة غير كفء فسوف تسيء للقضية كلها والنماذج النسائية غير الناجحة تعطي الفرصة للآخرين ليحولوها إلى ظاهرة وهذا ظلم اجتماعي فالسياق الثقافي ونظرة المجتمع ونظرة المرأة لنفسها سلبية فنجدها فاقدة الثقة في نفسها إن منظومة الثقافة والتربية والإعلام تحتاج إلي تغيير السياسات لكن المجتمع لديه نظرة متخلفة وتمييز للرجل ونظرة المرأة لقدراتها فالتمكين يحتاج سياسات علي المستوي الثقافي لا على المستوي الاقتصادي فقط وكما شاهدنا علي الشاشات نماذج مضيئة لسيدات بسيطات أصبحن يملكن مشاريع بمساعدة الدولة التي قدمت لهن القروض والتدريب والتسويق وعلي مستوى الإدارة لابد أن نختار السيدات الأكفاء بدون واسطة أو محسوبية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة