الكاتب الصحفي محمد البهنساوي ، رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي ، رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم


محمد البهنساوي يكتب من واشنطن: السيسي وترامب.. قمة بشعار «شراكة لا تبعية»

محمد البهنساوي

الإثنين، 08 أبريل 2019 - 10:03 م

◄| واشنطن تتخلص من إرث أوباما وكلينتون 
◄| مباحثات عسكرية مهمة بعد التطبيق السليم لمبدأ تنوع مصادر التسليح 
◄| «الوضوح .. الواقعية .. الصراحة» صفات تجمع السيسي وترامب وتنهي سياسة ثأر أوباما 
◄| مصر الجديدة تضمن نجاح الشراكة الاقتصادية والسياسية رغم غوغائية المتربصين

 
‎ساعات وتبدأ القمة «المصرية – الأمريكية» المرتقبة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، الرئيس السيسي الذي وصل واشنطن قبل قليل، ليبدأ زيارته الثانية للعاصمة الأمريكية ولقاءه السادس بالرئيس الأمريكي، وكلها أرقام ومعلومات لها دلالات قوية .. ليس علي العلاقة بين الرئيسين والتي تحددت ملامحها منذ لقائهما الأول بمدينة نيويورك وقت أن كان ترامب مرشحا للرئاسة الامريكية. إنما دلالات على العلاقات الثنائية بشكل عام، وعلاقاتهما بعد٣٠ يونيو ‬ وما تبعها من تطورات وتغييرات هائلة بمصر على وجه الخصوص.
‎فلا خلاف مطلقاً على أن أمريكا هي القوى العظمى الأولى والأهم في العالم، ولا خلاف أيضاً على أن مصر بدأت السنوات الماضية وتحديداً بعد ثورة٣٠ يونيو‬ استعادة ريادتها وقوتها وتأثيرها المعهود في محيطها العربي والافريقي وهو ما أغضب قوى دولية وأقليمية عديدة وأوقف مخطط إعادة ترتيب المنطقة بالكامل في غير صالح معظم دولها.. وعندما نجعل من هاتين الحقيقيين أساسًا راسخًا نستطيع أن نبني عليهما رؤيتنا الواقعية دون تهويل أو تهوين للعلاقات المتبادلة بين الدولتين، ونرصد كيف كانت ونستشرف الي أين تتجه؟.
‎بداية ليس من مصلحة أية دولة في العالم أن تقاطع أو تخسر القوى العظمي الأولى به، حتي ألد أعداء أمريكا يسعون للتقرب منها أو في الحد الأدنى الحفاظ على شعرة معاوية معها، ولنا في إيران وروسيا وكوريا الشمالية خير مثل، لكن الأهم كيف تحافظ كل دولة على علاقتها بأمريكا قوية لكن بدون تبعية او تفريط في مشروعها الوطني  .. واعتقد ان مصر ٣٠ يونيو أفضل مثال علي هذا وحققت المعادلة بذكاء سياسي منقطع النظير .. خاصة عندما نعود للوراء قليلا منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى ثورة يناير .. فقد كانت العلاقة متميزة لكن الحفاظ علي هذا التميز دفعت القاهرة فاتورته غالية الثمن بشكل من التبعية نال من مكانة مصر وريادتها بالمنطقة .. وأوقف الكثير من مفردات مشروعها الوطني لانها لم تحصل على مباركة أمريكية حوله،وبعد ثورة يناير وعندما استشرف الكثيرون آمالًا عريضة حول إستقلالية قرار القاهرة تمامًا عن واشنطن، ضاع الحلم وتم وأده عندما قفز المرشد وعشيرته على الحكم، وتحولت مصر إلى مجرد صفر على شمال مخطط ومعادلة تم وضعها بإحكام للمنطقة كلها لتكون تحت إمرة السلطان العثماني بالمشاركة مع حكومة تل أبيب بإشراف ومباركة ورعاية العم سام. 
‎وهنا ندرك ماذا  فعلت ثورة ٣٠ يونيو وكيف غيرت كل قواعد اللعبة وهدمت المخطط فوق رؤس واضعيه ومنفذيه، ثورة شعبية وقرارات ثورية إقصائية للمرشد وعشيرته وجماعته المارقة، وإستعادة مصر من براثن خاطفيها وبدء إحياء آمال الريادة والقيادة من جديد، كل هذا تم لصالح الشعب ودون مشاورة لاحد او استئذان من أحد، لتضع الثورة أول لبنة حقيقة على طريق واضح المعالم يقود فقط لمصلحة مصر وشعبها. 

 

الذكاء المصري.. وإحساس الثأر

‎وهنا بدأ الذكاء المصري في التعامل مع القوى العظمى الأهم في العالم، إدارة أوباما كان لديها عداء مع دولة ٣٠ يونيو وثأر مع عبد الفتاح السيسي الذي قوض المخطط وسعى لبناء بلده على إنقاض مشروع دولي للمنطقة، وهنا بدأ ذكاء السياسة المصرية .. حيث لم تسع للصدام مع إدارة أوباما أو مناصبتها العداء رغم كل ما فعلته ضد مصر في هذا التوقيت .. لكن مصر تعاملت بهدوء شديد .. حافظت على شعرة معاوية مع إدارة أوباما .. وراح رئيسها يجوب العالم يرسخ للمشروع الوطني الوليد ويوطد العلاقات مع كافة القوي العالمية استنادا فقط علي المصلحة الوطنية العليا .. وبدأت واشنطن تعيد حساباتها مع مصر التي بدأت تكسب احترام العالم .. لكن ادارة آوباما لم تستطع التخلص من احساس الثأر .. فكانت تقدم ساق وتؤخر اخري .. وكان الوضع مرشحا للأسوأ إذا ما فازت هيلاري كلينتون 
‎وجاء التحول الأكبر ليس بفوز ترامب أنما في اللقاء الأول بينه وهو مرشح للرئاسة وبين الرئيس السيسي في نيويورك .. وبدا واضحا وجود تناغما وتفاهما بين الرئيسين لعدة أسباب .. أهمها علي الإطلاق ان ترامب مع أي تحفظات عليه او اختلاف علي قناعته وقراراته لكنه يتميز بالموضوعية والوضوح والواقعية وهي أيضا اهم مميزات الرئيس السيسي .. وبعد فوز ترامب بدأت مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين تسعي لتأسيس شراكة استراتيجية بكافة المجالات .. وهو اهم ما سيتم بحثه وترسيخه في قمة الرئيسين غدا الثلاثاء 

 

شراكة لا تبعية 

وانطلاقا من الشراكة التي تعرف المصالح المشتركة وتلغي كلمة التبعية من قاموسها تبدأ الزيادة الثانية للرئيس السيسي للبيت الأبيض بدعوة من الرئيس دونالد ترامب .. وبعيدا عن شائعات المغرضين وكيدهم وحقدهم الساعي لتشويه الزيارة والتشويش علي نتائجها التي تؤكد المؤشرات انها ستكون مهمة ومثمرة .. هناك جدول أعمال واضح وثري للزيارة تم إعداده بالتنسيق بين البلدين .. في مقدمتها الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين القوي العظمي الأولي دوليا وبين الدولة الأهم بالشرق الاوسط وأفريقيا .. فمصر الان بالفعل محور استقرار المنطقة .. هي القلب النابض للامة العربية بجانب دورها الأفريقي المحوري الذي بدا بالفعل منذ سنوات وتوج برئاستها للاتحاد الافريقي .. هذا في الشق السياسي .. و الجانب العسكري يمثل شق مهم للزيارة .. وهذا الجانب تحديدا يجسد استقلالية القرار المصري .. فالجيش المصري الذي يشهد تطويرا وتحديثا شاملا في التسليح منذ ثورة ٣٠ يونيو يتم هذا بتطبيق حقيقي لمبدأ تنوع مصادر السلاح .. فالمنظومة الجديدة التي وضعت جيشنا ضمن أفضل وأقرب جيوش العالم تقوم علي أسلحة ومعدات روسية وصينية وفرنسية وألمانية وبالطبع أمريكية .. وتسعي امريكا لزيادة نصيبها في منظومة التسليح المصرية
وستشهد الزيارة بالطبع مباحثات مهمة حول الحرب علي الإرهاب التي تمثل اولوية كبري للبلدين .. وبحث كافة قضايا المنطقة خاصة القضية الفلسطينية والتطورات في ليبيا والوضع في سوريا واليمن وكافة قضايا المنطقة انطلاقا من الثوابت المصرية في كل تلك القضايا


تكامل اقتصادي  


ويكتسب التكامل الاقتصادي بين البلدين اولوية كبري لعدة أسباب اولها ان الولايات المتحدة تحتل المرتبة الثانية بين اكبر الشركاء التجاريين الدوليين لمصر .. وثانياً تصاعد الاستثمارات الأمريكية  بمصر  .. وثالثا التطورات الايجابية التي يشهدها الاقتصاد المصري من تحديث شامل للبنية الاقتصادية وتعديل المنظومة التشريعية الحاكمة وهو ما جعل مصر من أهم الدول الجاذبة للاستثمارات .. وأخيرا وجود توجه أمريكي متصاعد للاستثمار بمصر 
وتحظي الزيارة باهتمام كبير في امريكا بدءاً من تصريحات البيت الأبيض الذي اكد علي أهمية الزيارة وعمق العلاقات بين البلدين  وتاكيد دور مصر المهم بجانب  اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية بالزيارة والتي أكدت ان السيسي سيلقي ترحيبا بواشنطن لإيمان ترامب بأهمية استقرار مصر ودورها المحوري اقليميا ودوليا 
وسط كل تلك الأجواء الإيجابية والمبشرة تنطلق الزيارة والتي سنرصد نتائجها وتبعاتها التي نتوقعها إيجابية للغاية رغم محاولات اتباع الجماعة الإرهابية والمتربصين بمصر التشويش عليها بوقفات اعتدنا عليها واعتدنا علي انها بلا قيمة او فائدة لان مصر اقوي وأكبر من المارقين والمتربصين.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة