الثلاثاء، 09 أبريل 2019 - 01:22 م

أشاد طارق توفيق رئيس غرفة التجارة الأمريكية بمصر بالتطورات الإقتصادية التي شهدتها مصر خلال السنوات الاربع الماضية، مشيرا إلى أن ماحدث من إصلاح اقتصادي ومشروعات عملاقة، هو انجاز ضخم وتاريخي بكل المقاييس العالمية .

وقال توفيق، إن المقارنة بين ماكان عليه الوضع الاقتصادي في مصر بعد يناير 2011 والان توضح حجم الانجاز الضخم الذي تحقق خلال الاربع سنوات الاخيرة ، مشيرا الى ماعانه الاقتصاد قبل تنفيذ برنامج الاصلاح من دعم ضخم يذهب معظمه الى غير مستحقيه وعجز متزايد في الموازنة واختلال في اسعار الصرف مع ندرة العملة وتباطؤ النمو وارتفاع البطالة ، قد تحول كل ذلك بحيث اصبح النمو يدور حول 5.5 % وتم ترشيد الدعم بجرأة ومن المأمول النزول بعجز الموازنة الى 8.7% من الناتج المحلي ، واصبح سوق الصرف حرا تماما ، وتراجعت البطالة من 14% الى 9% .

وأضاف في ندوة عن دور القطاع الخاص في الاقتصاد المصري نظمها معهد دراسات الشرق الاوسط في قلب العاصمة الامريكية واشنطن وحضرها عدد كبير من الامريكيين المهتمين بالسوق المصري واعضاء بعثة طرق الابواب التي نظمتها الغرفة الى واشنطن ، ان هناك سمتين بارزتين في عملية الاصلاح الاقتصادي الدائرة في مصر الان اولهما ان البلاد اختارت ان تمضي في مسار سريع جدا للاصلاح الشامل ، والثانية وجود إرادة سياسية واضحة للاستمرار في الاصلاح ومواجهة التحديات ، أملا بالوصول بمعدل النمو الى 7.5 % وكان طبيعيا في ظل كل ذلك أن يتشجع القطاع الخاص لمزيد من الاستثمار وتتجاوب قطاعات المشروعات الصغيرة والمتوسطة مع ذلك الاصلاح مع تهيئة الاجواء لضم القطاع غير الرسمي الى المنظومة الرسمية .

وقال توفيق إن مصر كسرت الاحتكار في قطاع الغاز وسمحت للقطاع الخاص بأن يستورد ويوزع ، كما انها كسرت أيضا الكثير من المحرمات فيما يتعلق بالتعاون الاقليمي في مجال الغاز ووظفت مالديها من امكانيات وبنية تحتية لتصبح بحق أهم مركز للطاقة والغاز في المنطقة .

أكد توفيق أن هناك برنامجا ضخما لاصلاح وترشيد استخدامات المياه بالاستفادة من كل التكنولوجيات المتاحة ،مشيرا الى ان الزراعة تستهلك نحو 70% من المياه المستخدمة في مصر ، وأن هناك مجالا لخفض استهلاك المياه في الزراعة بنحو 50% مع اتباع طرق الري الحديثة، مايعني ان مصر يمكنها مضاعفة المساحة المزروعة بنفس كمية المياه ، كما أن هناك فاقدا في المحاصيل يصل الى نحو 30% مايدل ايضا على وجود فرص كبيرة للاستثمار في مجال الصناعات الغذائية وجمع وتعبئة وتغليف المحاصيل .

وقالت داليا وهبة عضو البعثة أن من الاتجاهات الجديدة للقطاع الخاص عنايته بالتدريب والتعليم وهو يقيم لذلك أكاديميات ومدارس ومراكز تدريب متطورة ، وأصبح هناك في النهاية شبكات من المصريين المزودين بمهارات عالمية المستوى في مجالات مختلفة ، يضاف الى ذلك أيضا التطور الذي حدث في مجال ريادة الاعمال في مصر ، والذي دفع أعداد كبيرة من المصريين للعودة من الخارج وإقامة مشاريعهم في مصر .

وأضافت ان تحسين وضع المرأة في عالم الاعمال يشكل تحديا بالفعل ، وهناك الكثير من المبادرات للتعامل مع هذا الملف .

وقال جرجس عبد الشهيد عضو البعثة ، إن عدد الشركات البادئة والتي تنطلق من فكرة محددة (ستارت أبز ) في تزايد لافت ونسمع في كل يوم عن نماذج مبتكرة في هذا المجال وأصبح هناك قاعدة من الشباب الذكي الذي يقبل التحدي في المنافسات العالمية فيما يتعلق بالابتكار والتكنولوجيا ويحقق تفوقا ملحوظا .

وقال عبد الشهيد أن هناك ثلاثة أمور لو قامت بها مصر لحققت قفزة سريعة ، أولها إستكمال تحرير أسواق الطاقة والغاز والكهرباء بما في ذلك إدخال البيوت في هذه المنظومة وإفساح مجالات اوسع للقطاع الخاص ، والثاني هو تفعيل تنفيذ قانون التراخيص مشيرا الى ان ذلك سيخدم الشركات المتوسطة والصغيرة لان الشركات الكبيرة تستطيع أن تجد طريقها في النهاية ، والثالث هو قانون الفضاء السيبراني الخاص بتأمين المجال الالكتروني المصري واطلاق الشركات للعمل بدون مخاطر.

وأضاف أنه مع ما تقدم ومع وجود بنية أساسية سليمة وبذل مزيد من الجهود في مجال إقرار حكم القانون وسرعة تنفيذه، فإن مصر ستحقق انطلاقة كبيرة .

وقالت سارة البطوطي عضو البعثة، إن الأهم في كل مايحدث من أجل إصلاح الاقتصاد وزيادة الثروة القومية هو رفع مستوى الدخول وزيادة الرفاهية لأن الناس وحياتهم هم الأمن القومي بالمفهوم الحقيقي ، وقالت انه لتحد أن تمضي مصر على طريق النمو المستدام والطويل المدى وتخلق مع ذلك عددا كافيا من الوظائف .

ودعت إلى إكتشاف المهارات المصرية وتوظيفها بدلا من استسهال جلب اجانب في بعض الحالات ، وذكرت ان عمليات التاهيل الأكاديمي والعملي للشباب الجارية حاليا ستتيح لهم ان ينطلقوا الى افريقي وكل مكان .

وأكدت أن أفضل حل للمشكلة السكانية هو تعميق التنمية ورفع مستوى الخدمات الاساسية وفي مقدمتها التعليم والصحة والاهتمام بالمرأة .