الرئيس عبد الفتاح السيسى
الرئيس عبد الفتاح السيسى


«الاستعلامات»: زيارة السيسي لـ«كوت ديفوار» الأولى من نوعها

أ ش أ

الأربعاء، 10 أبريل 2019 - 04:37 م

 


قالت الهيئة العامة للاستعلامات، أن الزيارة التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى لكوت ديفوار هي الأولى من نوعها لرئيس مصرى، كما أن لقاء القمة بين الرئيس السيسي ورئيس كوت ديفوار الحسن وتارا هو لقاء القمة الثاني بينهما، بعد أن قام الرئيس واتارا بزيارة مصر في عام 2017.

 

وقالت الهيئة العامة للاستعلامات، في تقرير لها اليوم الأربعاء 10 أبريل، "إن الجولة الأفريقية للرئيس السيسي تأتي في إطار توجه الرئيس نحو أفريقيا منذ توليه المسئولية عام 2014، والذي اتخذ أشكالا عديدة سياسية واقتصادية وثقافية، فزيارة الرئيس لكوت ديفوار هي الزيارة رقم 25 في سلسلة زياراته للقارة الأفريقية، كما أن كوت ديفوار هي الدولة رقم 13 التي يزورها الرئيس بعد أن زار كلا من الجزائر (في يونيو 2014)، وغينيا الإستوائية (زيارتان: يونيو 2014، نوفمبر 2016)، والسودان (5 زيارات: يونيو 2014، مارس 2015، يونيو 2015، أكتوبر 2016، أكتوبر 2018)، وإثيوبيا (6 زيارات: يناير 2015، مارس 2015، يناير 2016، يناير 2017، يناير 2018 ، فبراير 2019)، ورواندا (زيارتان: يوليو 2016، أغسطس 2017)، وأوغندا (زيارتان: ديسمبر 2016، يونيو 2017)، وكينيا (في فبراير 2017) ، وتنزانيا (في أغسطس 2017)، والجابون (في أغسطس 2017)، وتشاد (في أغسطس 2017)، وتونس (مارس 2019)، وغينيا (أبريل 2019)، وأخيرا كوت ديفوار (في أبريل 2019).

 

وأشار التقرير إلى أنه سبق الزيارة تاريخ طويل من العلاقات الدبلوماسية بين مصر وكوت ديفوار، حيث وقفت مصر بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مع كوت ديفوار "ساحل العاج" حتى حصلت على استقلالها بقيادة زعيمها الراحل فيليكس بوانييه، والذى ارتبط بصداقة وعلاقات وثيقة مع مصر وزعيمها الراحل الذى كان دائما ما يردد أن الرئيس فيليكس هوفويت بوانييه هو "حكيم أفريقيا وأبا وسندا له"، لافتا إلى أن بوانييه نعي صديقه عبد الناصر بكلمات من القلب تحمل ما يكنه لمصر ورئيسها من احترام وتقدير ومحبة قائلا "لقد فقد العالم رئيسا عظيما.. وإن أفريقيا لتبكي اليوم واحدا من أعظم زعمائها الأمجاد".

 

ونوه التقرير بأن مصر كانت من أوائل الدول التى اعترفت بجمهورية كوت ديفوار خلال نفس عام استقلالها في 1960، وتم إقامة أول تمثيل دبلوماسي مصري على مستوى قائم بالأعمال 1963، ورفع التمثيل إلى مستوى السفارة عام 1967، كما افتتحت كوت ديفوار سفارة لها في القاهرة في العام نفسه.

 

وأوضح أن مصر ارتبطت بعلاقات صداقة مع كوت ديفوار، وتميز نمط تصويت كوت ديفوار دائما بتأييد المواقف والترشيحات المصرية بشكل عام، خاصة ما ارتبط منها بموقف أفريقي موحد، وأبدت كوت ديفوار تقديرا للدور المصري الداعم للسلام واستعادة الاستقرار في كوت ديفوار ومنطقة غرب أفريقيا، حيث دعمت مصر اتفاق واجادوجو للسلام في 4 مارس عام 2007.

 

وتشترك مصر وكوت ديفوار في عضوية العديد من المنظمات، منها منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وحركة عدم الانحياز، بالإضافة إلى عدد من المنظمات والتجمعات الإقليمية والدولية الأخرى، مثل المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأفريقي وتجمع دول الساحل والصحراء، كما تشارك مصر في عملية الأمم المتحدة لحفظ السلام بكوت ديفوار (ONUCI) بسرية مهندسين عسكريين، ما يعطي العلاقات بعدا مؤسسيا ويتيح التقاء مسؤولي البلدين على فترات متقاربة.

 

الرئيس واتار في مصر

وقال تقرير هيئة الاستعلامات "إنه تعزيزا لعلاقات الصداقة والتعاون الوثيقة، شهد البلدان العديد من الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين فى البلدين لترسيخ ودعم أواصر التعاون في كافة المجالات، وكان أبرزها الزيارة التى قام بها لمصر الرئيس الإيفوارى الحسن واتارا بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى فى شهر ديسمبر 2017، حيث شارك في منتدى أفريقيا 2017، الذى عقد بمدينة شرم الشيخ".


وأضاف أن الزيارة ولقاء القمة بين الرئيسين أعطيا للعلاقات الثنائية دفعة قوية، وعكسا حرص القيادتين على تنمية وتعزيز العلاقات في شتى المجالات واستمرار التنسيق حيال كافة القضايا، لافتا إلى أن الرئيس واتارا، وجه خلال الزيارة، الدعوة للرئيس السيسى لزيارة أبيدجان، والتي قبلها من جانبه.

 

وأوضح التقرير أن الرئيس السيسى استقبل في ديسمبر 2018، نائب رئيس جمهورية كوت ديفوار دانيال كابلان دينكان على رأس وفد ضم وزير التجارة والصناعة، ووزير الاقتصاد والمالية، ومدير مكتب رئيس جمهورية كوت ديفوار.. وتسلم الرئيس رسالة خطية من الرئيس الحسن واتارا تضمنت تجديد دعوة الرئيس لزيارة كوت ديفوار، في إطار تعزيز وتدعيم العلاقات المتميزة التى تربط بين البلدين الشقيقين، وخاصة في المجال الاقتصادى والتجارى.

 

كما استقبل المهندس طارق الملا وزير البترول في مؤتمر (إيجبس 2019)، عبد الرحمن سيسيه وزير البترول والطاقة المتجددة بكوت ديفوار والوفد المرافق، وأعلن سيسيه خلال الزيارة، ترحيب بلاده بالتعاون مع مصر في مجالات الطاقة وتكرير البترول.

 

كما قام سورو كيجبافوري جيوم رئيس البرلمان الإيفواري بزيارة لمصر في 7 أبريل 2017، واستقبله خلالها سامح شكري وزير الخارجية، وبحث الجانبان التعاون الثنائي والتنسيق المشترك في المحافل الدولية بين البلدين.

 

وعلى الجانب المصرى، قام وزير الخارجية سامح شكرى بزيارة كوت ديفوار للمشاركة فى الدورة الـ44 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى في يوليو 2017، بجانب العديد من الزيارات الأخرى بين مسئولي البلدين، كما زار الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي السابق كوت ديفوار لترؤس وفد مصر المشارك في فعاليات الاجتماع السادس لوزراء دفاع دول تجمع الساحل والصحراء في مايو 2017.

 

وزار المهندس إبراهيم محلب مستشار رئيس الجمهورية للمشروعات القومية كوت ديفوار فى مارس 2015 واستقبه الرئيس الإيفواري الحسن وتارا، وبحث الجانبان خلال الزيارة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

تعاون لمكافحة الإرهاب 

وعلى صعيد التعاون العسكرى بين البلدين، أشاد آلان ريتشارد دوناوى وزير دفاع كوت ديفوار بالتعاون العسكرى بين بلاده ومصر في ظل التحديات والمخاطر التى تشهدها القارة الأفريقية، وأبرزها التطرف والإرهاب والجريمة المنظمة والعابرة وتداعياتها على الأمن والاستقرار والتنمية.

 

وأكد وزير دفاع كوت ديفوار فى فبراير 2017 أن العلاقات الثنائية مع مصر ممتدة تاريخيا فى العديد من المجالات، لافتا إلى أن هناك سعيا جادا من جانب البلدين لتعزيز العلاقات في المجال الدفاعي والأمني والاستفادة من الخبرات المصرية في تلك المجالات، نظراً لأن مصر تُعد أحد أكبر القوى العسكرية في القارة الأفريقية.

 

وقال أنه زار الهيئة العربية للتصنيع فى مصر لبحث الاستفادة من الإمكانيات التصنيعية التى توفرها الهيئة، وتعزيز التعاون في مجال التصنيع المشترك، وأيضًا التعاون في مجال التدريب والتسليح من خلال إنشاء وحدات وتشكيلات عسكرية مشتركة بين البلدين. 

 

وحول أهمية التنسيق المشترك لمواجهة مخاطر الإرهاب، قال وزير دفاع كوت ديفوار "إن الإرهاب بات آفة عالمية ولن تستطيع دولة بمفردها مواجهته، لذلك لابد من تعزيز التعاون فى مجال الاستخبارات وتبادل المعلومات، وهو ما أكد عليه المشاركون من 27 دولة عربية وأفريقية فى مؤتمر وزراء دفاع تجمع دول منطقة الساحل والصحراء في مارس 2016 بمدينة شرم الشيخ"، مضيفا "أن مكافحة الإرهاب لا تعتمد فقط على استخدام الوسائل العسكرية والأمنية، ولكن أيضًا على استخدام الأيدولوجية، أى محاربة الأفكار الهدامة بالأفكار المعتدلة، لذلك طالبت الحكومة الإيفوارية مصر بزيادة أعداد أئمة الأزهر لتعليم الدين الوسطى المعتدل".

 

تعاون اقتصادى وثقافى

وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية، أشار تقرير هيئة الاستعلامات إلى أن مصر وكوت ديفوار تجمعهما آفاق عديدة للتعاون في العديد من المجالات، على رأسها التبادل التجارى، بجانب السعى نحو تعزيز الاستثمارات المشتركة واستثمارات الشركات المصرية في كوت ديفوار.. مبينا أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع خلال السنوات من 2011 إلى 2016 بنسبة 45% ليصل إلى 38.55 مليون دولار بنهاية عام 2016 مقابل 26.61 مليون دولار نهاية 2011. 

 

وأوضح التقرير أن الصادرات المصرية إلى ساحل العاج سجلت زيادة بنسبة 38.8% لتبلغ نحو 47 مليون دولار خلال عام 2017 مقارنة بـ38 مليون دولار في عام 2016، لافتا إلى أن أهم الصادرات المصرية إلى ساحل العاج تتمثل في الزيوت والعطور ومستحضرات التجميل والبلاستيك ومنتجاته والمواد الكيماوية والمعادن الثمينة والآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية والسيارات والجرارات والدراجات والمركبات والوقود والزيوت المعدنية.

 

وقال "إن الواردات المصرية من ساحل العاج سجلت 2.1 مليون دولار عام 2017 مقارنة بـ2.3 مليون دولار عام 2016، مشيرا إلى أن أهم واردات مصر تمثلت في الخشب والكاكاو والمكسرات والبطيخ والحمضيات".

 

ونوه التقرير بأن شركة "المقاولون العرب" تقوم بتنفيذ مشروع تطوير وتوسعة قرية البضائع وملحق 2 بمطار أبيدجان، وذلك بهدف تطوير قرية البضائع والمبانى الخدمية الملحقة بها والمبانى الإدارية والطرق والمرافق الملحقة، كما قامت الشركة خلال الفترة من 2009 إلى 2011 بتنفيذ كوبري (جاك فيل)، الذي يربط بين سواحل كوت ديفوار ومدينة جاك فيل، التي تقع في إحدى الجزر، وتعد إحدى كبرى المدن في كوت ديفوار.

 

وأضاف أنه يوجد بأبيدجان فرع لشركة (النصر للاستيراد والتصدير)، والتى تعد من أوائل الشركات التى عملت فى كوت ديفوار بعد الاستقلال، حيث يعود وجودها في كوت ديفوار إلى منتصف الستينات من القرن الماضى، وتمتلك مبنى سكنيا وإداريا باسمها فى وسط أبيدجان، ورغم المتغيرات الاقتصادية دولياً وإقليمياً، وكذا المنافسة القوية من المنتجات الأوروبية والصينية، إلا ان الشركة مازالت تضطلع بدور مهم فى إبرام الصفقات التجارية بين البلدين والتقريب بين رجال الأعمال، كما يوجد لبنك مصر فرع (مكتب تمثيلي) في كوت ديفوار. 

 

أكد التقرير ارتباط البلدين بعلاقات ثقافية قوية، حيث يقدم الأزهر الشريف سنويا العديد من المنح الدراسية للطلاب الإيفواريين، وتقوم مصر بصفة دائمة منتظمة بإهداء مكتبات إسلامية للمراكز والمؤسسات الإسلامية فى كوت ديفوار، كما استفادت كوت ديفوار من معظم الدورات التدريبية التى نظمها الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا، والذى حلت محله حاليا "الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية"، حيث تم تدريب العديد من الكوادر فى مجالات الزراعة والإعلام والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتمريض، فضلا عن تدريب الدبلوماسيين، وغيرها من المجالات.

 

كما توجد في كوت ديفوار كنيسة قبطية أرثوذكسية فى أبيدجان منذ عام 2001، وهي تابعة للكنيسة القبطية المصرية، وقد قدمت الحكومة الإيفوارية أرض الكنيسة ومركز التأهيل الزراعى التابع لها كهدية.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة