الجمعة، 12 أبريل 2019 - 08:41 ص

رغم مرور أيام على تلك المباراة الغريبة وهذه الهزيمة القاسية التى تعرض لها الاهلى البطل أمام فريق صن داونز الجنوب افريقي إلا أنها بقيت كلما تذكرناها أشبه بالجرح سواء بالنسبة للأهلوية او المتعقلين بصرف النظر عن محاولات الشماتة التى أصبحت معتادة بين المشجعين فى العالم الافتراضى للسوشيال ميديا وهو مالا يمكن منعه نهائيا او التعامل معه بالمنطق ولم يجد له الأطباء دواء على الأقل حتى ساعة كتابة هذه السطور.

فقد كانت تلك الهزيمة موجعة للمنتمين والمتعاطفين ولم تشع البهجة الا لدى الكارهين .. انها الحقيقة العارية المجردة.

وإن كان جائزا لي أن أنصح بشيء بعد الهزيمة القاسية التي تعرض لها الأهلي امام صن داونز وقبل ساعات من مباراة الإياب مع نفس الفريق .. فإنني انصح بان ينسى لاعبو الأهلي وجهازهم الفنى هذه المباراة المؤلمة وان يضعوها باحترافية مطلوبة جدا الان فى "هامش" الشعور وليس فى "بؤرة" الشعور بلغة علم النفس .. والا تنساق وسائل الاعلام الاهلوية او المتعاطفة مع الاهلى فى زيادة الآثار النفسية المترتبة عليها بادخال تلك المباراة فى "جملة مفيدة" قبل لقاء الإياب القادم فى ستاد الجيش المصري ببرج العرب والا يدخلوا اللاعبين بقصد او بدون قصد فى لعبة العمل على تعويض اللقاء الماضى لان كل الحسابات النظرية تسقط عمليا امام قوة الفريق الجنوب الافريقى بل وتزيد الموقف اشتعالا والاعصاب اهتزازا وقد يؤدى ذلك لا قدر الله الى نتائج عكسية .. والا يظل الخبراء اصحاب النوايا الحسنة يطالبون لاعبى الاهلى ويؤكدون قدرتهم على احراز ستة اهداف نظيفة لان ذلك فيه قدر هائل من المبالغة والتضخيم سيكون كفيلا بان يجعل اداء لاعبى الاهلى متاثرا بشكل سلبى بهذا المطلب الصعب جدا فكلما مر الوقت دون تسجيل سيؤدى ذلك الى ارتباك اكثر مابين خطوط الفريق ويفتح الثغرات لصالح الضيوف.
 

ولهذا يجب ان يلعبها الاهلى وكأنها وهى كذلك بالفعل مباراة مستقلة بذاتها ل"رد الاعتبار" بفوز محترم يحتفظ للبطل الافريقى نادى القرن بكرامته الكروية المحفوظة اصلا والتى لاتنتقص منها هزيمة مهما كانت قسوتها .. العبوها بعيدا عن كل البراويز الحزينة التى تحيط بها  وبعيدا حتى عن البطولة ذاتها اعنى دورى ابطال افريقيا فليس التأهل للدور قبل النهائى هو الهدف الان من وجهة نظرى واذا كانت المباراة الماضية للنسيان فان القادمة هى مباراة للتاريخ بحد ذاتها.
 

والحق انه لم يعجبنى خلال الأيام التي تلت مباراة النسيان بعض المحاولات الفنية الساذجة التى تبحث عن اعذار للاعبين ولهذا اخفقت هذه المحاولات باسرع ما يمكن لانها لم تكن مقنعة لاحد حتى بين اكثر الجماهير العاشقة المتحمسة للاهلى .. فبدأت نغمة اخرى مرفوضة تماما لتهدئة روع الجماهير بالحديث عن اسباب غير ملموسة مثل الحسد او الاعمال السفلية وغيرها من الأسباب التى يلجأ لها البعض عندما يغيب المنطق ويعجز عن تفسير مثل هذه الأحداث الكبيرة خاصة مع ناد عملاق صاحب تاريخ وبطولات مثل الأهلى.