غلاف الرواية
غلاف الرواية


هيثم نافل يقرأ رسائل الشيطان في «الخناس»

بوابة أخبار اليوم

السبت، 13 أبريل 2019 - 01:09 م

يطرح الروائي العراقي هيثم نافل والي في روايته الأحدث «الخناس»، التي تصدر عن دار المتنبي للترجمة والطباعة والنشر بالقاهرة.

 

تتبع الرواية رحلة هذا الإنسان منذ الولادة حتى الموت، وما يصاحب هذه الرحلة من «نخسات شيطانية» تؤثر في مصيره، حيث يولد خيرًا بلا ذنوب ثم ما يلبث أن ينتهي في الغالب إلى الشر.

 

عنوان الرواية «الخنّاس» يحيلنا إلى القرآن الكريم وسورة الناس التي تحذّر الناس من «شر الوسواس الخناس»، وهو مرتبط بذات الأسئلة الوجودية التي طرحها «والي» عن رسائل الشيطان التي تكتنف الإنسان خلال رحلته القصيرة إلى الآخرة.

 

ولعل الكاتب اختار هذا العنوان لروايته التي أكد أنها الأخيرة في مشواره الأدبي، مدفوعًا بتجربة شخصية عاشها خلال حياته في ألمانيا، بعد هجرته من العراق في أعقاب الحرب التي استعرت في تسعينيات القرن الماضي، وتعرضه خلال الفترة الأخيرة إلى أزمة صحية خطيرة كادت تودي بحياته، قال إنه رأى الموت من خلالها قريبًا جدًا، وانفتحت أمامه رؤى جديدة عن الحياة ومصير الإنسان وما ينتظره في العالم الآخر.

 

يقول «هيثم»: «كنت قد بدأت بكتابة الفصول الخمسة منها قبل أزمتي الصحية، ثم أهملتها بسبب اعتزالي العمل الكتابي، لكنها بقيت تطاردني، تهمس لي في كل لحظة".

 

وتابع " رواية تستحق القراءة، وضعت فيها كل ما أملك من حدس، وتأمل، ومزاولة إنسانية، أرضية أو سماوية، حاولت أن أكون قافزًا، مبتعدًا بخطواتي نحو آفاق يصعب رؤيتها إلا في حالات من التجلي العظيمة، وفي مثل تلك اللحظات أنهيتها، وستكون عشقي الأخير بعد العمل الكتابي الذي استعمرني على مدار ثلاثة عقود».

 

يقول الخناس في مقطع من الرواية: «نولد نحن بلا ذنوب، ثم تتراكم أعمالنا التي نقودها بأنفسنا حسب اجتهاداتنا، بعدها نحصد نتائجها الخيرة أو الشريرة، هذا يحدث كله ونحن على الأرض، في الحياة، حيث يمكن رؤية الفردوس أو الجحيم، حسب أعمالنا.. فما حاجتنا بعد إلى الآخرة؟ هذا مجرد تساؤل أطرحه على نفسي فقط، لا أبغي منه أجابه من أحد. من حقي أن أفكر كإنسان بصوت عالٍ!».

 

وفي سياق آخر من الرواية يقول الراوي واصفًا حياته ومصيره المنتظر: «عشت بلا كفاءة تذكر، لم أكن موهوبًا وطموحاتي لا تتعدى أنفي! أميل كثيرًا للنظر إلى الآخرين وأتحسر، كنت غالبًا ما أهرشهم بلساني ولكن في سري، وأصليهم بنظراتي الحاسدة الجارحة القاتلة دون أن أعي على نفسي، فأهملت طاقتي الإيجابية الخاصة بي وأعطيت كل جهدي للتطلع على الآخرين وهم يدبون على الأرض ويعيشون كما يحلو لهم إلا أنا، كنت كما قلت، أعمى لا أبحث عما بداخلي واكتفيت بالمشاهدة والتأمل وكيف الناس تحيا من دوني! عندها تعطلت آلة التفكير عندي، أصبحت صدِئة لا يمكن الاعتماد عليها بشيء كقطعة حديد مهملة، متروكة في الخلاء، لا أحد يقلبها لتفاهتها ورداءتها ورخصها!».

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة