صورة مجمعة
صورة مجمعة


في ظل صيحة صعود اليمين المتشدد.. مواطن حكم «التيار اليساري» في أوروبا

أحمد نزيه

الإثنين، 15 أبريل 2019 - 07:03 م

 

لا يزال الصراع بين التيارين اليمني واليساري بما يحويهما من أيدلوجياتٍ مختلفةٍ تنضوي تحتهما، هو الحاكم في أوروبا على مدار عشرات العقود من الزمن.

موجة صعود التيار اليميني بما في ذلك التيارات اليمينية المتطرفة والشعبوية القومية ضربت أوروبا على مدار السنوات الأخيرة الماضية، فوصلت التيارات اليمينية المتشددة للحكم في المجر والتشيك والنمسا، واليمين المحافظ في بريطانيا في أبرز محطات التيارات اليمينية، إضافةً إلى صعودٍ سياسيٍ لحزب البديل اليمني المتطرف في ألمانيا، ووصول زعيمة حزب الجبهة اليمني المتطرف، ماريان لوبان، إلى الدور النهائي لانتخابات الرئاسة الفرنسية عام 2017، قبل أن تخسر أمام إيمانويل ماكرون.

ذكريات الحكم الشيوعي في الاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا وغيرهما كانت دائمًا ما تفرض هاجسًا للأوروبيين في مرحلة ما بعد انقضاء الحرب الباردة والمد الشيوعي، دفع كثيرٌ من الأوروبيين للتوجه نحو التيارات الليبرالية واليمين المعتدل، الذي تتبنى خطابًا وسطيًا بمنأى عن الأفكار اليسارية الراديكالية.

لكن هذه الهواجس بدت مع مرور الوقت أنها آخذةٌ في التبدد، ليعود اليساريون من جديدٍ فارضين واقع تواجدهم في الحياة السياسية في بلدانهم.

وتعيش أوروبا حاليًا مزاجًا متقلبًا يتراوح من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وهو ما جعل التيارات اليسارية ذات الفكر الاشتراكي تتبوأ مقاعد الحكم في بعض البلدان الأوروبية.

فنلندا

نبدأ من حيث انتهى الأمر في فنلندا، الدولة الواقعة شمال غرب القارة العجوز، حيث فاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الانتخابات العامة التي جرت أمس في البلاد بحصولة على 17.7 من أصوات الناخبين، مقابل حصول حزب الفنلنديين القومي المنتمي لتيار يمين الوسط على 17.5% من الأصوات.

وشرع الحزب الاشتراكي بزعامة أنتي رينه، في تشكيل الحكومة الجديدة اليوم الاثنين 15 أبريل، لكنه سيواجه صعوباتٍ تتعلق بتأليف ائتلافٍ يساريٍ بإمكانه حيازة الأغلبية البرلمانية (نسبة الـ"50%+1").

وقال أنتي رينه اليوم أن سيعقد ائتلافًا حاكمًا مع حزبين يساريين صغيرين ليكونان شريكان للحزب الاشتراكي في الحكم، في إشارةٍ منه لحزب الخضر وحزب تحالف اليسار اللذين حصلا على 11.5 بالمائة و8.2 بالمائة من الأصوات على الترتيب.

لكن الأحزاب الثلاثة مجتمعة غير كافية للوصول إلى نسبة "50%+1"، وهو ما يدخل البلاد في أزمة استقطابٍ سياسيٍ. ويتعين على الحزب الاشتراكي إدخال حزب رابعٍ في التحالف البرلماني كي يتم تشكيل حكومة الأغلبية في فنلندا.

إسبانيا

وفي إسبانيا، وصل الاشتراكيون إلى حكم البلاد في مطلع يونيو العام المنصرم، وتولى الاشتراكي بيدرو سانتشيث رئاسة الحكومة، بعد يومٍ واحدٍ من حجب الثقة في رئيس الحكومة السابق ماريانو راخوي ، المنتمي للتيار اليميني المحافظ.

ولم يكن بيدرو سانتشسيث ليصل إلى الحكم في إسبانيا من دون دعمٍ حزب بوديموس، المنتمي لأقصى اليسار، وأحزاب قومية أصغر، خاصةً أن حزبه الاشتراكي لا يملك سوى 84 مقعدًا في البرلمان من أصل 350 مقعدًا.

وستُجرى الانتخابات العامة في إسبانيا في الثامن والعشرين من أبريل الجاري، ويتوقع أن يحافظ الحزب الاشتراكي على موقعه في السلطة خلال تلك الانتخابات، وفقًا لاستطلاعات رأي في البلاد.

البرتغال

وقبلهما في البرتغال، عاد الحزب الاشتراكي إلى سدة الحكم من جديد في عام 2015 بعد أن خسر انتخابات عام 2011 أمام حزب الديمقراطيين الاجتماعي، المنتمي لتيار يمين الوسط.

ويتولى حاليًا أنطونيو كوستا، الأمين العام للحزب الاشتراكي، رئاسة الحكومة في بلاده منذ نوفمبر عام 2015، في حين يتولى مارسيلو ربيلو ده سوزا رئاسة البلاد.

والبرتغال دولة تتبع نظام الحكم شبه البرلماني، ويتولى رئيس الحكومة المنتخب من قبل البرلمان السلطة التنفيذية، في حين يلعب الرئيس دور إشرافي غير تنفيذي، ويتولى أمور قيادة القوات المسلحة وإعلان حالة الحرب، ويمكنه أيضًا حل الجمعية الوطنية (البرلمان) والدعوة لانتخاباتٍ مبكرةٍ.

اليونان

وفي اليونان، وصل حزب سيريزا، المنتمي للتيار اليساري الراديكالي، إلى الحكم عام 2015 بعدما ألحق الهزيمة بحزب الديمقراطية الجديدة اليميني، الذي كان يتولى آنذاك.

ويتولى زعيم حزب "سيريزا"، ألكسيس تسيبراس، رئاسة الحكومة في اليونان، وأثار فوزه في انتخابات يناير عام 2015 قلقًا أوروبيًا، في ظل تبني الحزب سياساتٍ معاديةً للتقشفوبرنامج الإنقاذ الاقتصادي، في ظل ركودٍ اقتصادي كانت تعيشه البلاد وقتها.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة