كاميرا سينما
كاميرا سينما


السينما.. ونقطة اللا عودة

منال بركات

الثلاثاء، 16 أبريل 2019 - 05:31 م

مازالت الحيرة والصراع بين أبناء المهنة الواحدة يأخذ منحنى إبداعي حول قضية جدلية هامة ألا وهي، هل نجحت دراما التليفزيون في مضاهاة السينما؟  وهل مبدع الفيديو يعمل بنفس جماليات الصورة السينمائية.

 

نقاش تدور رحاه بين صناع الصورة، وفيه لا ينكر السينمائيون أن التليفزيون أصبح لديه صورة براقة في الآونة الأخيرة، لكنها غير موحية أو معبرة. 

 

جرت أحداث هذه الجلسة البحثية الموازية والودية، على هامش مهرجان الإسماعيلية بين كوكبة من السينمائيين – رفضوا ذكر أسمائهم - للمقارنة بين السينما والفيديو، والآثار السلبية للفيديو واستخدام الإيقاع السريع، وما أصاب السينما من جراء ذلك الأسلوب.


في البداية طرح مدير تصوير، القضية مستفسرا: لو عمل مخرج سينمائي فيديو وفريق العمل كله من السينما، بأي نظام يصور بديهي الفيديو.

 

وبحماس رد مخرج شاب: الفيديو يعتمد على العملية الإنتاجية ونظام "أقلب"، وعندما دخل السينمائيون إلى الفيديو أصروا على تطبيق قواعد السينما، كانت نتيجة معدلات العمل 7 دقائق في اليوم، وهو ما أثار مشاكل بين الجهة المنتجة والمخرج، بدليل المشكلة الأخيرة  التي انتهت باعتذار كاملة أبو ذكري عن العمل في رمضاني، ووجدت الشركة أنه في  6 أبريل انتهت كاملة من 4 حلقات وبدأت في الإعداد لـ4 الآخرين وبالتالي كان لازم مخرج آخر ينجز ويوفر عدد من الوحدات للتصوير للانتهاء قبل رمضان.

 

وقالت أستاذة بمعهد السينما أن هناك مخرجا سينمائيا كبيرا رفض أسلوب الفيديو الذي يعتمد على 3 كاميرات لأنها تقف أمام الحركة الإبداعية لديه.


وعاد المخرج الشاب مؤكدا أن الواقع الراهن لم يسجل تجربة فيديو جمالية صدر عنها كتب لدراستها، في حين أن حركة الجماليات في العالم وما صدر من كتب جاءت من السينما، لأن  التاريخ الفني سينما وصورة شاعرية  أما الفيديو واقع استهلاكي.

 

وتحدث مخرج من جيل الوسط وصاحب أفلام تعد علامات في تاريخ السينما المصرية موضحا  تجربته في  نقل السينما وجماليتها للفيديو،فقال: كنت مخرجا شابا ملئ بالحماس أعمل على مسلسلا من  15 حلقة، أي إنه يساوي 6 أفلام، أثناء العمل بعد 3 أسابيع أصيبت بالإرهاق، لأن مخرج السينما معتاد على أن الفيلم يتم تصويره في خمسة أسابيع وهو توقيت مناسب للمجهود الإنساني للمبدع مثله كتوقيت المباراة ، 90 دقيقة، وإذا تجاوزت المباراة هذا الزمن يختل الميزان، ولأن الميديا اختلفت، اضطررت إلى تصوير المشاهد الطويلة لأنجز العمل، ومحاولة للخروج من المأزق بأسلوب فني، وأثناء المشاهد الطويلة تبحث عن حلول للإيقاع. وحركة الكاميرا والممثل والزوايا، هنا تذكرت المبدع الراحل حسن الإمام مبدع المشاهد الطويلة وهي أسلوب صعب تنفيذه. 


وأضاف: ومرة آخري اضطررت أن أصور مسلسلا كاملة وأنا مخرج لها وفي نفس الوقت أعمل كاميرا مان، وهنا علقت أستاذة معهد السينما أسوأ مصورين تجدهم خريجي فنون تطبيقية، وردت مخرجة ثالثة: معظم العاملين مونتاج بالتليفزيون ثانوي صناعي تخصص تكيف وتبريد.


وقلت لماذا لا نفصل نقابة السينمائيين ويخرج أبناء التليفزيون إلى نقابة الإعلاميين، ليعود للمهنة بريقها؛ فقال مخرج كبير: أنا مع التوسع في دراسة السينما، ولكن ما حدث أن معظم القادمين من دنيا الإعلانات ويعملون في مجال الصورة، وأرسو قاعدة لدى عيون المشاهد، وأصبح هناك لغة سائدة بين المتلقي، والمنتج وممارسي المهنة في كل عناصرها، وغير مسموح تعديل المسار والعودة للماضي، والمعتاد على المسلسلات لا يفرق معه السينما، ورأيي أننا وصلنا في النهاية إلى طريق اللاعودة.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة